( 124 ) مدار الأفكار
أحمد الفهد
يقول الشاعر :
كل الأمور تزول عنك وتنقضي= إلا الثنـاء فإنـه لـك باقـي
ولو أنني خيرت كـل فضيلـة= ما اخترت غير مكارم الأخلاق
إن حسن الأخلاق من دلائل كمال الإيمان, وتؤثر في تهذيب الطباع وتكوين شخصية الإنسان ,وترفع
الدرجات وتثقل ميزان الإحسان , وتنزل أربابها دار النعيم و أعالي الجنان , فهي من الفضائل الكريمة,
والشمائل الرفيعة العظيمة ,التي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف ورغب فيها , قال سبحانه وتعالى
مادحاً رسوله محمد صلى الله عليه وسلم: (وإنك لعلى خلق عظيم) ( القلم : 4 ) ,وقال تعالى : (ادْفَعْ بِالَّتِي
هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت:34) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :
( إن الله يحب معالي الأخلاق) ,وقال أيضا: ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ,وقال صلى الله عليه وسلم :
(إن الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد ) وقال عليه الصلاة والسلام : (أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا
أَحْسَنُهُمْ أَخْلَاقًا، الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ لَا يَأْلَفُ وَلَا يُؤْلَفُ ) ,وفي محيط يشع
بنور الشيم والقيم والأخلاق الفاضلة جاءت إشراقة الشيخ أحمد الفهد الأحمد الصباح في الثاني عشر من
أغسطس عام 1963م لينشأ مجبولا على كريم الشمائل ومعالي الأخلاق , ويتعلم في مدرسة فهد الأحمد مناهج
الرجولة , ومسالك الشموخ والبطولة ,وكل خُلقٍ جميل, وطبع كريم أصيل ,وكما يقول عنه الزميل فيصل
المزين : ( أنه صاحب حكمة وروية في اتخاذ القرار متواضع وصبور، لم يكتف بنسبه الرفيع للأسرة
الحاكمة في الكويت بل أضاف إلى ذلك العديد من الأمور والانجازات، وكان النجاح دائما حليف المجتهد ولم
يكن ذلك محض مصادفة، بل نابع عن جد واجتهاد وحسن تدبير) ,ويقول الدكتور سعود مشعل الشمري :
(الشيخ أحمد الفهد هو قطب رئيسي ورجل دولة مسؤول تعوّل عليه الأسرة الحاكمة الكثير، فهو رجل
المستقبل وما أوكل إليه من مهمة غاية في الصعوبة في إطار إخراج البلاد من دوامة وأزمات سياسية
واقتصادية واجتماعية عاشتها لا تعرف كيفية الخروج منها، ليتولى هذه المهمة الصعبة ورسم وتخطيط
سياسة الدولة في التغيير نحو الأفضل في البناء والتنمية وتنفيذها على الوجه الأكمل التي توقفت طويلا حتى
أصبحت عاملا مزعجا للقيادة السياسية وللشعب الكويتي، وهي لها دلالتها ومعانيها على الثقة والكفاءة
السياسية، فهو السياسي الفاعل الذي يتميز بالرزانة والحكمة، كوّن شبكة علاقات ناجحة وطيبة مع جميع
شرائح المجتمع الكويتي، قريب جدا من مواطنيه والمقيمين بتواضع الكرام، يتواصل معهم، ويعرف جيداً ما
يحتاجون إليه، ويأتونه من جميع الأطياف والمستويات، يقدم لهم يد العون والمساعدة وينصفهم من مؤسسات
وجهات الدولة التي تهضم حقوقهم ) ، فالشيخ أحمد الفهد تشرب من والده روح الشجاعة والإقدام , وورث
عن عمه جابر الأحمد مبدأ التواضع وبعد النظر والالتزام , وأكتسب من عمه وأميره الشيخ صباح الأحمد
الحكمة والحنكة وسداد الرأي والإلهام,وأقتبس من عمه نواف الأحمد سمو الخلق والسماحة وكسب الاحترام ,
وأستمد من عمه مشعل الأحمد العزم والحزم وبسط العدالة واحترام النظام , وكأن الشاعر يعنيه حين قال :
خلائق فينـا مـن أبينـا وجدنـا= كذلك طيب الفرع ينمي على الأصل
و يحسب للشيخ أحمد الفهد حضوره الفاعل على الخارطة الوطنية ، وبنشاط مثير للإعجاب فحب الكويت
يجري في عروقه ويستوطن كيانه ووجدانه ,فهو مثال يحتذى به في التفاني والولاء , والطموح والعطاء , وقد
ساهم - ولا يزال – في خدمة وطنه من خلال المناصب السياسية التي أسندت إليه ففي 14 فبراير 2001
عين وزيراً للإعلام، وفي 10 فبراير 2003 عين وزيراً للنفط بالوكالة بالإضافة إلى وزارة الإعلام ,و في
14 يوليو 2003 عين وزيرا للطاقة ,و بتاريخ 15 سبتمبر2004 في المؤتمر الوزاري لمنظمة الأوبيك تم
تعيينه رئيساً للمنظمة ,وفي أبريل 2005 عين وزيرا للطاقة ووزيراً للصحة بالوكالة , وفي 9 فبراير 2006
أعيد تعيينه وزيرا للطاقة , وفي 12 يوليو 2006 عين رئيساً لجهاز الأمن الوطني ,و في 29 مايو 2009
عين نائباً لرئيس مجلس الوزراء للشئون الاقتصادية ووزير الدولة لشؤون الإسكان ووزير دولة لشئون التنمية
،كما أنه حاضر في أوساط قطاع الشباب والرياضة من خلال المناصب التي تولاها ورعايته واهتمامه
وإنجازاته المميزة بصفته رئيسا للجنة الأولمبية الكويتية مما أهله وبجدارة للحصول على جائزة محمد بن
راشد المكتوم للإبداع الرياضي في دورتها الأولى كأفضل شخصية رياضية عربية وذلك تقديرا لمجهوداته
الكبيرة ودوره الرائد في خدمة الرياضة المحلية والعربية ولحنكته ودوره الكبير في المسيرة الرياضية
الناجحة التي تعدت الحدود ووصلت إلى العالمية .
لويدرك الإخلاص معنى اقتدارك= نال المفاخـر بالتزامـه مقـرك
يا أبو فهد والطيب دايم شعـارك= ولله يـا نبـراس الأخـلاق درك
يزيد قـدرك بالمـلا واعتبـارك= يا فاهم ٍ ما فيـه فتـل ٍ يغـرك
شعلة نشاط بهيبتك مـع وقـارك= وعسى الحسود ونظرته ما تضرك
على التميز في مجالـك نبـارك= وأصدق شعور ٍ بالتهاني تحـرك