( 225 ) مدار الأفكار
نواف الإنصاف
يقول الشاعر العربي :
دنوتَ تواضعا وعلوت مجدا = فشأناكَ انحدارٌ وارتفاعُ
كذاك الشمس تبعُد أن تسامى = ويدنو الضوء منها والشعاعُ
في 20 فبراير 2006م أي في مثل هذا اليوم قبل 5 سنوات بايع مجلس الأمة وبالإجماع سمو الشيخ نواف
الأحمد الجابر الصباح وليا للعهد,ويعد سموه حفظه الله ورعاه من رجالات الكويت الذين قامت على عواتقهم
النهضة الشاملة الحديثة,و من أبرز معاصري مسيرة البناء منذ الاستقلال،فهو من مواليد 25 يونيو 1937م
وهو الابن السادس للشيخ أحمد الجابر الصباح أمير الكويت العاشر,عاش وتربى في بيت الحكم قصر دسمان
الذي يعتبر مدرسة في التربية والتعليم والالتزام والانضباط وإعداد وتهيئة حكام المستقبل,وتلقى سموه التعليم
في مدارس الكويت النظامية,وفي21 فبراير1961م عينه الشيخ عبد الله السالم الصباح محافظًا لمحافظة حولي
وظل يتولى مسئوليتها حتى 19 مارس 1978م عندما عين وزيرًا للداخلية، والتي استمر بها حتى 26 يناير
1988م عندما تم تعيينه وزيرًا للدفاع حيث قام بتطوير العمل بشقيه (العسكري والمدني ) وعمل على تحديث
وتطوير معدات ومعسكرات وزارة الدفاع, وأثناء الغزو الغادر تمكن من تعزيز قدرات القوات الكويتية لتكون
طلائع جيوش الأشقاء والأصدقاء لتحرير الكويت حتى منّ الله علينا بنعمة التحرير فكان أحد أبطال حرب
التحرير,وبعد تحرير الكويت، عين في 20 أبريل 1991م وزيرًا للشئون الاجتماعية والعمل، وظل يتولى
مسئوليتها حتى 17 أكتوبر 1992م, وفي 16 أكتوبر1994م عين نائبًا لرئيس الحرس الوطني, وفي 13 يوليو
2003م عين وزيرًا للداخلية، وفي 16 أكتوبر من نفس العام صدر مرسوم أميري بتعيينه نائبًا أول لرئيس
مجلس الوزراء ووزيرًا للداخلية وفيها رسم الخطوط العريضة لمسؤولية المنصب مثل ترسيخ الأمن وحماية
المجتمع وسيادة القانون ,وأضفى على طبيعة الإجراءات الأمنية لمسة إنسانية لا تحجب صلابتها وإنما تضيف
إلى هذه الصلابة معاني الانتماء والفداء ومشاعر الأسرة الواحدة ,وأفسح المجال للخبرات الشابة من الكويتيين
لإحلالهم محل كبار السن وذلك لضخ الدماء الجديدة بالوزارة والاستفادة من الطاقات الشابة,وعمل على
ترغيب الشباب الكويتي بالانخراط في سلك الشرطة والعمل الإداري بوزارة الداخلية بهدف تطوير العمل
,وفتح المجال واسعا أمام العاملين بالوزارة من مدنيين وعسكريين لمواصلة تحصيلهم العلمي بإيفادهم في
دورات وبعثات دراسية,وفي عهده أنشئت إدارة شؤون المختارين، وإدارة شؤون الانتخابات,وبعد تولي سمو
الشيخ صباح الأحمد الصباح الحكم في 29 يناير 2006م، أصدر في7 فبراير 2006 م أمرا أميريا بتزكيته
وليًا للعهد وتمت مبايعة المجلس له بالإجماع لما عهد في سموه من صلاح وجدارة وكفاءة تؤهله لولاية
العهد،, وفي تلك المناسبة قال سموه : ( إنني بكل الفخر والاعتزاز أحني هامتي إجلالا وإكبارا لهذا الوطن
العظيم وشعبه الوفي الكريم في ظل القيادة الرشيدة لسمو الأمير) ,وللشيخ نواف مساهمات فاعلة في دعم
وبناء التكامل الأمني في دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية,وفي يناير 2007 م قام سموه بجولة
خليجية شملت السعودية والإمارات وقطر والبحرين لتجسيد روح التعاون والتواصل الأخوي والتباحث بشأن
مختلف القضايا وتعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي ويعرف سموه بالتواضع والعدل والإنصاف ودماثة
الخلق وطيبة القلب التي تضئ ملامح وجهه، ويصدق فيه قول الشاعر : (تكامَلَتْ فيك أوصاف خُصِصْتَ
بها* فكلّنا بك مسرورٌ ومغْتَبطُ ,السِنُّ ضاحكة والكفُّ مانِحة *والنَّفْس واسِعة ٌ والوجْه منبسِطُ ) ,ويتميز
سمو ولي العهد بالحكمة والصبر والحزم ونصرة الضعيف وإنصاف المظلوم والوقوف بجانب الحق إضافة
إلى ما يتحلى به من صدق ولباقة في التعامل ويفتح قلبه قبل بابه للجميع والناس أمامه سواء, و يعمل بجد
وبصمت ودون ضجيج ويتفانى في حب الوطن ومثله الأعلى في الحياة والأب الروحي له سمو أمير البلاد
الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله وطيب ثراه فهو بالنسبة له الأب والأخ والمعلم وقد كان دائم
الاستماع إليه والعمل بنصائحه,والأخذ برأيه, فالشيخ نواف الأحمد منار للعدل والتواضع و رجل استثنائي في
زمن طغت عليه الماديات وعواصف التجاذبات والأزمات,وفي الذكرى الخامسة لتولي سموه ولاية العهد
التي تتزامن مع احتفالات الكويت بالذكرى الـ 50 ليومها الوطني ويوم التحرير الـ 20، نسأل الله العلي
القدير أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والرخاء والاستقرار في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو أمير البلاد
المفدى وولي عهده الأمين والحكومة الرشيدة .
يا نور دار العز يا شيخ نواف = يا حازم ٍ في منهج العدل معروف
فيك التواضع والتسامح والإنصاف= وفي زايد الإخلاص للدار موصوف
ولي عهد وكامل ٍ كل الأوصاف= وعلى كثير أصحاب وأضداد بك نوف