اتسمت مباراة «الموسم» بين الهلال والأهلي بالكفاح والجهد والإثارة والندية.. وحتى بـ «العشوائية والفوضوية». تلك هي كرة القدم السعودية.. مع الأسف الشديد. استمتعت كغيري بمشاهدة مباراة العملاقين الهلال والأهلي في كأس ولي العهد لكرة القدم وكانت عامرة بالمثابرة والكفاح والجهد، حيث دانت الكرة للهلال في الشوط الأول، فيما كان الأهلي أخطر في مطلع الشوط الثاني وكثير من فترات الشوط، وبدا الهلال أفضل استقرارا وحضورا في الوقت الإضافي، ونجح العملاق حسن العتيبي - الذي لم يكن مرضيا عنه في فترات ماضية وشهدت علاقته بناديه الكثير من المشاكل - في خطف النجومية، واستحق أن يكون رجل المباراة عندما صد 3 ركلات ترجيحية نفذت بشكل جيد إلا أن ذكاء ومهارة وخبرة العتيبي في القراءة الجيدة مكنته من قيادة فريقه نحو النصف النهائي، والحقيقة أنه تألق في الكرة الأخيرة تحديدا لأنها نفذت على يساره بالقرب من القائم الأيسر. ومع أن المباراة حفلت بأربعة أهداف وانتهت بركلات الترجيح ولم تخل طوال أشواطها الأربعة من الحركة والبذل والعطاء وعمرت بالكفاح والمهارات الفردية العالية، فإنها لم تكن نموذجية أو ممتازة على مستوى المهارة الجماعية من الجانبين. عيب المباريات السعودية يتمثل في تأثير الحماس وضعف التقنية الجماعية على أداء اللاعبين، ومن هنا لاحظنا أن الفريقين لم يستغلا المساحات على النحو المطلوب وغلب الاستعجال والحماس على الأداء، الأمر الذي أثر على الجانب الذهني. التمريرات المقطوعة كثيرة، والعنف بلا مبرر، والمبالغة في الهجوم من العمق معظم فترات المباراة. كرة القدم السعودية تعتمد على الحماس، والاندفاع والاجتهادات الفردية وتفتقد للتنظيم وتطبيق خطط اللعب الحديثة كما يجب. يعاني المدربون كثيرا من عدم تنفيذ تعليماتهم التي تسبق المباراة وينسى اللاعبون أنفسهم في ظل الحماس والاندفاع والإثارة. أتحدث عن مباراة قد تكون هي الأفضل في الموسم حتى الآن، أما عن بقية المباريات فحدث ولا حرج. المشكلة أن الفريق السعودي لا يستطيع التحكم بالكرة أطول فترة ممكنة بسبب تواضع الأداء من ناحية «التكنيك» الفردي والجماعي، ويطغى الحماس والعشوائية ونستمر بلسان الحال: «كان بالإمكان أفضل مما كان». استحق الهلال والأهلي الشكر على الجهد المبذول لأن اللاعبين قدموا العطاء الجيد وتعبوا كثيرا، ومع أن الهلال تعرض لغياب جماعي بسبب الإصابات فإن من ارتدوا القميص الأزرق والأبيض كانوا عند حسن الظن وأخص بالذكر نواف العابد الرائع. وقد أكد الهلال مجددا تفوقه على مستوى الإنتاج وجرأته في إتاحة الفرص للوجوه الصاعدة. وأرى أن محمد القرني وشافي الدوسري من الأسماء القادرة على البروز. وفي المقابل كان الأهلي جيدا وقد وفق في لاعبيه الأجانب أكثر من السنوات القليلة الماضية وإن كان قد افتقد بالفعل الخطير عماد الحوسني وكان الفريق بأمس الحاجة لوجوده أمام الهلال. الفريقان يستحقان التهنئة على تقديم هذه المباراة المثيرة. «مبارك» للهلال وحظا طيبا للأهلي الذي اجتهد كثيرا وظهر بأفضل صورة له هذا الموسم وخرج خاسرا لأن حارس الهلال حسن العتيبي
hehvm ,k]dm ,ua,hzdm ,ua,hzdm