تأبطتُّ دستور الكنانة راحلا.. فلم تبق ليْ ابناء مصر الوسائلا
خرجت وفي قلبي الى سدرة المنى.. منىََ قد اضاءت لي اليها المراحلا
ولكنني ــ آه ـ سأنشد قائلا.. ستبدي لك الأيام ماكنت جاهلا
تركت بمصر ليْ هناك مشاكلا.. ولكنها تبدو اماميْ مواثلا
إلى أين أمضي والجهات تنكرت..فياليت لي دون السماء منازلا
إلهي إلهي هل سيحضنني الفضاء.. وتجعل بعدي عن كنانة حائلا
غرستُ بأمريكا من الحب روضة .. ولكنها أضحت بخلعيَ ماحلا
أرى ابن علي قد سن في الدهر سنة.. لتجعل سحبان الفصاحة باقلا
وقفَ الكلامُ بكلهِ متأملا
فحروفهُ عجزتْ بأنْ تتشكلا
...فكأنه في حيرةٍ من أمره
يسعى ليكشفَ عن مداه ويسألا
ليرى و ينهض كي يعانق بوحه
فمضى إلى رؤياه حرفا أعزلا
وسعى الخيالُ فضاق عنه خيالُه
فتلا من الآيات نصراً ما تلا
وطوى منازله وطاف مفتشا
عن منزل ليرى بمصرَ المنزلا
وأتى ليشهد آية مصرية
لتعينه من بعدُ أن يتخيلا
هي ثورةٌ وقفَ الوجودُ مرددا
آياتها وسعى إليها مرتِلا
فإذا الجهاتُ تبدلتْ أسرارُها
وتشكلتْ في مصرَ سراً مُنزَلا
هي لحظة لم أستطع تأويلَها
شعرا ولا نثرا جميلا مرسلا
حلم تجلى واستوى بجلاله
مصرٌ دعته مع الشباب فأقبلا
هذا زمان العاشقين لحلمهم
شعبٌ أراد فصاغ نصرا مذهلا
فتزلزل التاريخ في أعماقه
والكون من صوت الشعوب تزلزلا
فكأنما الأهرام عانق نيله
والنيل فاض على الزمان مكللا
طوبى لمصر بشيبها وشبابها
ونسائها . كل الوجود بها انجلى
شعب مشى والحلم طوع يمينه
مذ قال ( لا ) وجهُ الحياة تبدلا