أيتها الشوراع العتيقة ... اعذريني
ولا تسأليني .. لِمَ البكاء يا رفيقي ؟
سألوذ إلى زوايا انكساري ردحاً من الزمن
كي أحصي تناهيد قمرٍ
أمسى قاب قوسين أو أدنى من فم المحاق
أيتها الشوارع العتيقة .. لا تنتظريني
سأغدو لاجئاً بلا عنوان
أُحيك خيمتي المتأهبة للقائي
إذاً فلْتَصمت أجراس المدائن ...
وَلْتُطفأ ضياء القناديل المرتعشة
لتقل الأقدار كلمتها الأخيرة
أيتها الشوارع العتيقة ... إليكِ عني
تالله اشتعل الرأس شيباً
سأبتاع الصبر غصباً
قد أحصيتُ جراحي ثلاث مائةٍ ونيفاً
ويحك يا حرفي ...
مالي أراك عصي البوح
شيمتك الصمت
قد أبكيت اليراع دهراً
فالتقم المحاق وجه القمر عمراً