مهاتير محمد أميناً لمحافظة جدة! مهاتير محمد أميناً لمحافظة جدة! بقلم : ليلى الشهراني كنت أشاهد آثار الدمار الذي حل بمدينة جدة , تلك المدينة الوادعة الجميلة , التي كانت قبلة المصطاف. والتي لو تكلمت شواطئها لأخبرتنا بأحاديث السمار , وأغاني الصغار وهم يعبثون برملها ويلعبون على أرضها وهي منصتة لهم وفرحة بهم , حتى عندما كانت تسقط زخات المطر , كانت جدة لا تخافه لأنه كان صيباً نافعاً , وعند اشتداده كانت جدة ترفع يدها للسماء فتقول (اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكاموالجبال والظراب وبطون الأودية، ومنابت الشجر) لكنها لم تكن تعرف أن تلك الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر أصبحت كلها مخططات عقارية , وأنشئت فيها بيوت , ومحال تجارية , ومحطات وقود لأن المفسدين , وآكلي السحت, حولوها في غمضة عين من مدينة تعرف أين أوديتها, إلى مدينة مطموسة المعالم , وعندنا لاحظوا التشويه الذي أصاب العروس , أكثروا فيها من عمليات التجميل , والترميم, فلم تعد قادرة على تحمل المزيد من الألم الجراحي, لأن الجراح إنسان مريض, لا يهمه حياتها ولا حتى جمالها, بل يدفعها للمزيد من العمليات ويقبض هو الثمن . اليوم جدة عبارة عن منطقة منكوبة , لم يحدث لها فيضاناً من البحر ولم تتفجر فيها أنهاراً من الأرض , كل ما حصل أنها نعمت بمطر ماطر من رب العالمين , مطر يسقط يومياً في جزر اندونيسيا لكنه لا يغرقها , ويسقط في لندن وأمريكا وفي كل دول العالم لكنه مطر يهطل من السماء ويعرف طريقه للبحر ولأعماق الأرض إلا أنه في جدة مختلف ففيها المطر يظل حبيس الطرقات ويحبس معه الأنفاس . حان الوقت لأن يستبدل جميع من في أمانتها "عفواً أقصد خيانتها" , وأن تتم محاسبتهم فرداً فردا سواءً السابق منهم أو اللاحق فهذه كارثة فساد متراكم كل من مر على هذه الأمانة يخرج منها وقد أصبح رجلاً للأعمال أو ملياردير . وحان الوقت أن يكون البديل رجلاً مستنسخاً من مهاتير محمد وإن كنت أتمنى أن يكون مهاتير نفسه ولكنه لن يقبل حتى لا يصاب بعدوى الفساد لأنه رجل عاش نقي الجيب والفؤاد, أليس هو من حول ماليزيا الدولة الغير بترولية إلى دولة متقدمة في ظرف سنوات معدودة , ولأنه رجل أمين فقد حول ماليزيا من دولة نسبة الفقر فيها 52% عندما تسلم زمام الأمور فيها , إلى نسبة 5% , مهاتير الذي كان يبيع فطائر الموز والوجبات الخفيفة قاد بلاده للعالمية , رجل من عامة الناس يعرف ما هي احتياجاتهم وما هي مطالبهم . نريد أن يكون محافظ جدة الجديد كمهاتير في الأمانة والصدق والإخلاص للدولة فمهاتير عندما حكم ماليزيا لم يكن نصب عينيه ماذا يجني من المنصب , بل وضع خططه ورؤيته لدولة لا ترسل الخادمات بل تستقدمهن , ودولة لا تستورد من الخارج بل تصدر له وتنافسه , دولة تغيرت من دولة فقيرة إلى دولة سياحية كبيرة , يسقط عليها المطر طوال العام لكن بنيتها التحتية صامدة فلا شوارع مطمورة ولا بيوت مغمورة ولا حواجز وسدود منهارة . لم ينشغل الماليزيون في تلك الفترة بمعارك فكرية , فلم يدفعوا شعب ماليزيا العظيم إلى تغيير جلده , ولم يحاربوا المسجد والحجاب , لم يقولوا أن نظرة أمريكا للمرأة الماليزية يجب أن تتغير , بل عمل الماليزيون على تحسين صورة دولتهم أمام شعبهم أولاً وعندما رضي الشعب رضي الغرب مجبراً. لأنه لم يعد يرى أمامه شعباً متخلفاً فقيراً ينقصه المال , بل رأى شعباً يكبر من لاشيء . يعرف الماليزيون كيف يخططون دولتهم وكيف يرصفون شوارعهم , وكيف يصرفون أمطارهم وكيف يحاسبون مفسديهم . لماذا لا نستفيد من تجربتهم وننتشل مدننا من أن تكون نسخ مكررة عن جدة العروس البائسة . ابعدوا عن جدة كل الخونة , وأخرجوا ملفات الفساد ولنبدأ بالعقاب وتنظيف كل الوزارات التي شاركت في هذه الكارثة المدمرة . جمدوا أرصدتهم وادفعوا للمواطنين تعويضات من جيوب المفسدين وليس من خزائن الدولة . لماذا تبقى أرصدة هؤلاء ممتلئة وهم من نهبوا وسلبوا قوت المواطنين , بسوء تخطيطهم وجشعهم غرقت بيوت وتلف أثاث ودمرت سيارات وطال الخطر حتى المستشفيات . لن يشفي غليل جدة في قاتليها إلا أن تراهم ينالون أشد أنواع العقوبات وأن يشهر بهم فرداً فردا , ولن تقبل العروس بغير ذلك , فما حصل معها من تعذيب يفوق التحمل , هي عروس قتلوا الحياة فيها وتركوها عجوزاً مشلولة الأطراف . - الكلمة ماهي انتصار ,, ولا انكسار ,, كانت حقيقة يوم انقطع حبل الحوار ,, يا حروفنا الحنظل في شفاهنا الملح ,, ( من الوارد )
lihjdv lpl] HldkhW glpht/m []m! جميع الحقوق محفوظة وحتى لاتتعرض
للمسائلة القانونية بسبب مخالفة قانون حماية الملكية الفكرية يجب ذكر :
- المصدر : شبكة الشموخ الأدبية
- الكاتب :
alshmo5 - القسم :
مجلة الشموخ الثقافية - رابط الموضوع الأصلي : مهاتير محمد أميناً لمحافظة جدة! |