( 219 ) مدار الأفكار
صباح الإصلاح
يقول الشاعر العربي :
لا يدرك المجد إلا سيد فطن=لما يشق على السادات فعال
لولا المشقة ساد الناس كلهمُ=الجود يفقر والأقـدام قتـال
في تاريخ الأمم و الشعوب أيام خالدة ، يسطرها التاريخ ويكتبها بحروف من نور في سجلاته، ويدونها
بمداد من ذهب في صفحاته، ومن هذه الأيام يوم التاسع والعشرين من يناير ، ففي مثل هذا اليوم من عام
2006م أدى صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح - حفظه الله ورعاه –
اليمين الدستورية وتسلم مقاليد الحكم ليكون الأمير الخامس عشر لدولة الكويت ، ويعد سموه من أبرز
الشخصيات الكويتية التي ساهمت في صنع تاريخ الكويت الحديثة ، فهو من مواليد 17 يونيو1929 م وهو
الابن الرابع من الأبناء الذكور لسمو الشيخ أحمد الجابر الصباح أمير الكويت العاشر،وقد تلقى سموه تعليمه
في المدرسة المباركية وقام والده بإيفاده إلى بعض الدول للدراسة واكتساب الخبرات والمهارات السياسية
وللتعرف على عدد من الدول الأوروبية والآسيوية ، وبدأ ممارسة العمل السياسي منذ عام 1954 حيث
أسند إليه المغفور له بإذن الله صاحب السمو الشيخ عبد الله السالم الصباح - طيب الله ثراه - مسؤوليات
عديدة وكبيرة لما كان يرى فيه من صفات مميزة ومقدرة واضحة، فعهد إليه بعضوية اللجنة التنفيذية العليا
التي تولت تنظيم شؤون البلاد ، وكلفه برئاسة دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل ودائرة المطبوعات والنشر
، وهو الذي وضع اللبنات الأولى للإعلام الكويتي عبر إصدار مجلة العربي وانطلاقة تلفزيون الكويت
وغيرها من المشروعات الاجتماعية والثقافية والإعلامية الرائدة ، وبعد أن نالت الكويت استقلالها عام
1961 عيّن وزيرا للإرشاد والأنباء ثم وزيرا للخارجية فكان صوت الكويت المدوي دفاعا عنها في المحافل
الدولية وكان قائد الدبلوماسية الكويتية الناشئة حيث أسهم بجهوده في انضمام الكويت إلى هيئة الأمم
المتحدة لتكون عضوا فاعلا في المجتمع الدولي بالإضافة إلى إسهامه في تعزيز الدور الكويتي في إطار
الأسرة العربية ومساهمة الكويت للنهوض بواقعنا الخليجي، عمقنا الاستراتيجي وسندنا الأخوي وعندما
تعرضت الكويت لكارثة الغزو والاحتلال كان سموه - حفظه الله - يتولى مسؤوليته الوطنية دفاعا عن
قضية الكويت العادلة في مختلف المحافل والمؤسسات العربية والإسلامية و الإقليمية والدولية ،وفي عام
2003 جرى تعيينه رئيسا لمجلس الوزراء وكلف بتشكيل حكومة جديدة واستطاع إبراز دور الكويت في
المحافل الدولية وتحقيق انجازات كبيرة على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية
،وفي 29 يناير عام 2006 والذي يعد يوما تاريخيا مشهودا وعلامة مضيئة في مسيرة الكويت على طريق
الديمقراطية جاءت مبايعة الأمة بالإجماع صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ليتولى مسند
الإمارة معززين المبايعة بالحب والولاء والوفاء وكان ذلك وفق ما قرره دستور البلاد وقانون توارث
الإمارة ولقد اظهر سموه - حفظه الله ورعاه - منذ اللحظة الأولى وقبيل تأديته لليمين الدستورية تمسكه
المطلق بالدستور ومبادئ الديمقراطية ، و تحتفل الكويت هذه الأيام بالسنة الرابعة من عهد حضرة صاحب
السمو أميرنا المفدى الشيخ صباح الأحمد الصباح ، عهد الأمل والتطلع إلى مستقبل مشرق ،عهد
العمل من أجل الإصلاح و تأسيس المسار التنموي، و الالتزام بالمنهج الديمقراطي ،والانطلاق في
دروب تحقيق أماني الأمة والحكم معا في كويت النهضة والتقدم والازدهار، مستلهمين كل ذلك من
سيرة الأسلاف الكرام رحمة الله عليهم الذين حرصوا على نهضة البلاد وعزتها وتقدمها .وفي ذكرى
يوم جلوس سمو الأمير القائد نسال الله العلي القدير أن يحفظ الكويت و أميرها وولي عهدها الأمين
وشعبها من كل مكروه وأن يديم عليها نعمة الأمان والوئام ، والرخاء والسلام.
يا دار لا من حـلّ كانـون ثانـي= تجملي في يوم تسـع ٍ وعشريـن
ذكرى الوفاء لك والعطاء والتفاني= في موقفٍ مشهود والشعب راضين
بيعة وفاء للشيخ طـول الزمانـي= من شعـب دارٍ للقيـادة وفييـن
تجسّـد الإخـلاص سـرّ وبيانـي= للدار والحكـام بالعسـر والليـن