وكالة أنباء الشعر/ القاهرة/ ولاء عبدالله
أكد الشاعر والروائي د.أحمد الدوسري على أن روائيي هذا الزمان حظهم قليل، وأن العالم العربي به طبقات من الرقابة لا تنتهي تؤثر على الكاتب وتقيد حدود إبداعه، مشيرا إلى أنه كتب سيرته الذاتية لكنه، ونتيجة للرقابات المتعدد وتقييد الحريات آثر ألا ينشرها حتى الآن، فالرقابات الممتدة في الوطن العربي هي بمثابة حواجز تنصب في وجه الكاتب والمبدع العربي، وفي طريقه. جاء ذلك خلال الندوة التي استضافتها نقابة الصحفيين المصرية أمس وأدارها الشاعر حزين عمر بحضور عدد كبير من المثقفين والفنانين والإعلاميين على رأسهم الناقد د.حامد أبو أحمد، د. مصطفى عبد الغني، الروائية هالة فهمي، والفنان كمال أبورية، المنتج اسماعيل كتكت والمخرج عزمي مصطفى، السيناريست مراد منير. وقد أشار حُزيّن عمر في البداية إلى أن القول الحديث" الرواية هي ديوان العرب" محاولة لسحب البساط من تحت الشعر، لكن الشعر سيظل هو ديوان العرب فهو يجري في دمائنا ووجداننا كعرب، ويجري كذلك داخل الأجناس المستحدثة مشيرا إلى رواية "ابن زريق البغدادي.. عابر سنين" للدكتور أحمد الدوسري والتي تبنى على الشعر والبحث عن قيمة ما يمثلها الشعر في حده الأدنى لأن ذلك المبحوث عنه ما هو الا شاعرا صغيرا بسيطا" شاعر القصيدة الواحدة"، ومن هنا فإن الشعر ليس منافسا للرواية والرواية ليست متجرأه عليه، لكنه لب الحدث الذي تجري الرواية وراءه، هو هنا ليس باحثا عن المتنبي ولا أي رمز من رموز الشعر العربي بل باحثا عن هذا الرجل المسمى ابن زريق الذي قيل أنه لم يكتب إلا رواية واحدة واختفى بعدها،وهو الأمر الذي عملت الرواية على البحث فيه واقتفاء أثره، ويستطرد. حزين في حديثه حول الرواية التي جمعت الوان فنية وإبداعية متعددة، فإضافة إلى البحث عن الشاعر وتناول قصيدته الوحيدة، يقدم بعض الأقاصيص الصغيرة المنتشرة ضمن دفتي الرواية، التي يخرج فيها الراوي باحثا عن ابن زريق، وفي النهاية يتحول الباحث عن ابن زريق مبحوثا عنه، لكذلك فان هذا يؤكد أن الحقيقة دائما تضيع، فهذا الرواي أصبح غير معروف، عاد لوطنه فوجد نفسه فقد، منزله به آخرين، ولا أحد يعرفه، والوزير الذي أرسله للبحث عن سيرة ابن زريق قد توفى. وحول تجربته أوضح "د.أحمد الدوسري" إلى أهمية وجوده في القاهرة والتي بدأت العلاقة معها مبكرا منذ أكثر من30 عاما، حتى أنه ألف كتاب "أمل دنقل.. شاعر على النار" قبل عشرين عام، مشيا إلى تأثره الشديد بوفاة دنقل، الذي كان قد تظاهر في عام 77 بقصيدة "لا تصالح ". وحول الرواية يقول علاقة الكاتب بأي عمل قد تقصر أو تطول، جورج أمادو في روايته باتستا استغرق التحضير للرواية 20 عاما ولم يكتبها في البرازيل بل كتبها في فندق في باريس، "على الطريق" تلك الرواية التي اثرت في جيل كامل من الأمريكيين والذي سمي جيل الغضب كتبهافي ثلاثة أسابيع، فليس هناك أطر محددة لاكتمال العمل الابداعي، وبالنسبة له فقد بدأت علاقته بشخصية العمل ابن زريق البغدادي لأول مرة منذ أن كان في المرحلة الثانوية، وبالمصادفة عثر على كتيب صغير فيه هذه القصيدة، وقد نشرها الأديب الكويتي عبد الرزاق البصير، فعشق القصيدة لأول مرة قرأها فيها وعاش معها ومع الشاعر، بل وذهب إلى مصادر التاريخ بحثا عن أثره فلم يجد سوى هذه القصيدة فقط، وقد أثار شجنه رحلته الممتدة من بعداد عبر الجزيرة العربية مرورا بمصر، والمعرب ، حتى وفاته في خان غريبا عن بلاده في أقصى الأرض في ذاك الزمان في الأندلس، فإذا كانت رواية أمادو ظلت في أعماقه 20 عاما فقد ظلت هذا الرواية داخل الدوسري ربع قرن، وزار كل الأماكن التي عاش ومات فيها ابن زريق سواء كانت فيافي، صحاري، مدن، قرى، بساتين، وصولا بمسجد قرطبة الشهير الذي تحول إلى كنيسة في الوقت الحاضر، فقد وصل حتى للخان، وإن كان المؤرخين لم يذكروا اسم الخان، لكن هذه النزل الصغيرة الموجودة أمام هذا الجامع، فتخيلت ان احد هذه النزل هي التي حل بها ابن زريق، وفي إحدى الغرف بالدور الثاني ماتت ابن زريق وحيدا بعيدا عن وطنه، ويشير أن الرواية وهي تدور أحداثها في القرن الخامس للهجرة لذا فإن راوي العمل عاش مع لغة القرن الخامس عشر، وإن كان بعد عن السجع، وقد كانت تجربه صعبة لروائي معاصر يكتب بلغة القرن الخامس الهجري. ويؤكد الدوسري على أن التجربة عمل رؤيوي، وإن رأى البعض أن فيها من الإسقاطات على الوضع الحالي، مشيرا إلى أن المنتج " إسماعيل كتكت" عندما قرأ الرواية، ومن الصعب الآن أن تجد من المنتجين اهتماما بأعمال روائية، على عكس الماضي، وأيام الزمن الجميل، في عصر نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، لكن روائيي هذا الزمان حظهم ضعيف فلا يجدون أي اهتمام من صناع السينما ولا صناع الدراما، مشيرا غلى أن كتكت من أذكى المنتجين، خاصة حول أعماله التاريخية التي أنتجها مؤخرا. ويشير إلى أن في العالم العربي أعمال روائية، وكتاب تستحق أن تطرح أعمالهم، ليس في السينما العربية، ولكن في السينما الأمريكية أيضا لو أتيحت لها الفرصة. وبدورها قدمت الروائية هالة فهمي قراءة في الرواية مؤكدة أنها أسرتها لدرجة أنها قرأتها طفقة واحدة، بدون توقف، مقدمة رؤيتها الأدبية للعمل مقدمة إضاءات حول الرواية، مشيدة بنهايتها والتي ذهب فيها الراوي وبعد رحلة البحث والضياع إلى مكة باعتبارها مركز الكون. وحول التفرقة بين الشعر والرواية وفكرة تصدر المشهد الإبداعي لأحد اللونين على حساب الآخر يشير الدوسري أن الفرنسيين عندما ينادون المبدع سواء شاعر أو روائي أو مسرحي فيطلقون عليه لقب كاتب بدون أي تفرقة، حتى عندما يتحدثون في البرامج والندوات، يقدم كبار الشعراء على أنهم كتاب، ولن أتفاجأ أن أجد شعراء كبار يتجهون لكتابة الرواية، ولولا تباين الأذواق لبارت السلع كما يقولون، وهو يرى أن الألوان الأدبية كلها تتجاور، ويبقى منها العمل المبدع الحقيقي. وفي سؤال للوكالة حول استدعاء التاريخ خلال الأعمال الروائية وما إذا كان وسيلة للوصول إلى سقف حريات أعلى وأوسع من المتاح يقول الدوسري نعم استدعاء التاريخ أو الذهاب للتاريخ يمكن ممارسة سقف أوسع للحرية، وكنت قد كتبت السيرة الذاتية لي، ولكني أصبت بالذعر، متسائلا ماذا لو نشرت هذه السيرة، وهي تتناول شخصيات حقيقية أقارب، مسئولين، وغيرها، فستحدث مصيبة، لذا فان في داخلنا أيضا رقابة، إضافة إلى أجهزة الرقابة المتعددة في الوطن العربي، رقابات لا تنتهي، هناك 22حاجز في الوطن العربي، رغم أن اللغة واحدة، في أننا في المقابل وعندما عشنا في الغرب رأينا كيف أن الحريات مفتوحة، لم اسمع عن كتاب تم منعه سوى كتاب "جارودي"، نحن للأسف نصطدم في عالمنا أعراف ورجال الدين(لأن الدين ليس فيه رقابة)، رقابة الجمارك البلدية، وزارات، هيئات، كلها تأخذ دور الرقابة. hgv,hzd ,hgahuv ]>Hpl] hg],svd dc;]: v,hzd, i`h hg.lhk p/il rgdg ,hgvrhfm jqu p,h[.
hgv,hzd ,hgahuv ]>Hpl] hg],svd dc;]: v,hzd, i`h hg.lhk p/il rgdg ,hgvrhfm jqu p,h[.