السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شاءت الأقدار ..
أن أرتمي بين عينيك حرفا ..
وبكلمة يعز عليها الدمع لم أكتب ..
أحبك ..
فسامح جراحا أنكرت نفسها وأحسستها أنت ..
وميعاد شفاء وألم تأخر وفاء وخوفا ..
فكان لابد أن لا نلتقي ..
فدع الأحرف تتماثل للأحضان بردا بعد أن غادرها الدفء فيك ..
ودعني سلالة من خطايا وجراح ..
كلما رزقها الله حرفا وأدته في رمال الذنوب ..
لتنشد الغفران ..
من كل دمع أثلج الأحزان في حرفك ..
فبكيتني وكتبتني ومحوتني ..
دون أن تعلم ..
أن الحروف حكايا تنتهي حين تبدأ ..
وأن القلوب جراحا تبدأ حين لا تموت ..
فغادرتك ..
لأن الجمال فيك على بعده خالد ..
وقاب موتين أو أدنى شيخوخة حرفي ..
وسأستغفر سرا لحروف دون أن تراها كتبتك ..
في أول بقعة من قلبي لك عاشت ..
أحبك ..
رغم أن مسافاتك ودروبك لاتقترفها الأحلام ..
رغم أن إمضاء دمعي في أخر كلمة أحبك مذيل بالذنب ..
إلا أنني أقرأ ..
سامحني في كل لفتة حنين من نحوك جاءت ..
فتنهمر عليك دموعا وحروفا لا تراك لأنها تراك ..
ويدور ببال الحرف أن يعيد الكرة .. فيكتب ..
أحبك ..
كيفما كنت وكيفما جئت وكيفما غادرت ..
أحبك ..
بكل كمال البشر فيك ونقصهم فيَّ ..
أحبك ..
بقسوتي وحنانك ..
أحبك ..
حلما .. أملا .. شوقا ..
أحبك ..
بعيدا .. قريبا .. مستحيلا ..
أحبك ..
بكل ما جبلت عليه انا من قوة وضعف ..
أحبك ..
وبكل ماخلقت عليه أنت من جمال وجمال ..
أحبك ..
همسا .. صراخا ..
أحبك ..
حرفا .. جرحا ..
أحبك ..
يقينا .. كذبا ..
أحبك ..
صورة ملأت ظلامي قمرا ..
وروعة اقنعت قبحي أنه بمنتهى الجمال ..
فأينك ..؟
حين تشتهي عيوني في حرفك المدامع ..؟
أتراك ..؟
كعادتك تتحجج بالوداع ..؟
أم تراني على عادة الحب عندي ..
أرسمه منذ ألف حرف وعمر ..
ليظل قلبي خزانة قلوب ..
حفظ الوفاء لها حين قتلته نسيانا ..
فوداعا ..
يا أملا دون اليأس ظل ..
ويا يأسا يرنوا إليه القلب ويُكبله المسير ..
وداعا ..
رغم ان الحب قارس ..
والموت بعدا ودفئا سيان ..
وداعا ..
بكل جرح علمته أن يرفع ألمه لله دعاء ..
بكل إبتسامة علمتها أن الوداع أحيانا .. جميل ..
وداعا ..
ياصدفة مرت ببال الصواب فحاكاها الخطأ ..
يا قدرا رسم المسافات والحرف ..
فأحببتك قدرا .. وبكيتك قدرا .. وفارقتك قدرا ..
وداعا ..
يا أجمل حرف كتبته ..
ويا أقرب أحلامي إلي وأقربها إستحالة ..
وداعا ..
فلبراح الجراح آهٍ تركض بالصراخ ..
تخشى أن تطأ ورودك بمسامع الألم ..
وداعا ..
يارقة سالت على خشونة حرفي فأتقن الذوبان ..
وداعا ..
وبكل تقاليد الوداع في جميع القلوب ..
وبجميع شرائع الحب والصداقة والأخوة والوفاء ..
أخبرك .. ليس تقاليدا لك الوداع ..
بل شريعة حب أخرى ..
يكتب براءتها قلبي لك حبا ..
فسامحني ..
إن طال الحب والليل على عينيك فتذكرت ..
ذاك المار على وجه العمر حرفا وامتحى ..
وبكيت على كل شوق مات فينا ولم يقبر ..
سامحني ..
إن دبت الأحزان على أنامل قلبك ..
وفي كل من حولك لم تجد العزاء ..
وناشدت لمحة للغياب مرت أن تعود ..
لتتأكد أن ذاك البعيد ..
يرددك دعوة بظهر الحب والغيب ..
علَّ الأحزان تكن مثله .. عنك بعيدة ..
سامحني ..
إن سنح لحرفي المداد والأحلام يوما ..
فتحدث عن جمالك عاريا عن الحياء ..
وظن أن الأحضان فيك سرابه الأخير ..
فسار إليك معصوب ظمأٍ لا يتلهفه السراب ..
فأصاب التيه كلمات وخطوات ودروب ..
ظلت على مسافات الرجوع تنشد حكاية وصول ..
وكحادٍ أنا رددتُ رفقا بالقوارير ..
غير أنك تعجلت مثلي السراب فلم تسمع ..
فسامح الهمس إن أعلن على الملأ ..
أنك أجمل وألطف من يسرق القلوب ..
ويقيم الحد عليها وداعا حين تصبح لحبه مملوكة ..
سامح معصيتي لك حين أمرتني أن لا أكتب فيك شعرا ولا نثرا ولا جرحا ..
وأمتثلت لمعصيتي فكتبت ..
وراودك الغضب مني على النسيان.. فتذكرت أكثر ..
سامحني ..
فالحكاية لعينيك كما الحب .. تطول ..
وقصير عمر الذنب والأيام ..
فكيف ستمضي أنت ولا تظل من بعدك تستغفر ..
يا من علمتني أن الخطايا خطايا ..
وأقترفني الحب فيك خطأ..
علمني ..
كيف لا ينفطر قلبي وكل نبضة تصحب ألف آهٍ ..
وكل آهٍ تناديك وتجيبها آه ..
علمني ..
كيف أغسل ببرد الغياب خطاياي ..
وكيف أجعل من ذكرياتي حكاية نسيان ..
فأتذكر ..
من لن أكون حين نسيت من أكون ..
وتذكر ..
بينك وبينك ..
أن المحبة كما العهد لله خالدة ..
وأن الجراح كما الزمن تفنى وتندمل ..
وأن لك بظهر الغيب والحب ..
حبيبا يدعوا ..