قصة قصيرة حول كتاب التوحيد
يحكيها الشيخ محمد الجامي رحمه الله
من كتابه "مشاكل الدعوة والدعاة في العصر الحديث"
_____________________
حدثني من أثق به أنه كان يوجد في بعض مدن الهند عالم يدرس في المساجد ، وكان من عادته إذا انتهى من الدرس يدعو الله كثيرًا ، وكان في دعائه أنه يدعو على الشيخ محمد بن عبدالوهاب ويلعنه .
وكان ممن يحضر درسه طالب سعودي واع ولبق , فكر الطالب السعودي كيف ينقذ هذا المدرس المسكين الذي ضللته الدعاية المضللة حتى وقع في هذه الورطة ، فهداه تفكيره بإذن الله إلى الحيلة الآتية : عمد إلى كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد , فنزع عنه الغلاف والورقة الأولى التي تحمل اسم المؤلف ثم تقدم إلى المدرس الهندي فطلب منه أن يقرأ هذا الكتاب ثم يخبره عن مضمونه وما رأيه فيه . فأخذ المدرس الكتاب فقرأه فأعجب به فسأله الطالب في غد عن الكتاب ، فأخذ المدرس يثني على الكتاب ثناء عظيماً ويصفه بأنه من أحسن الكتب في بابه ، فقال الطالب السعودي : إن مؤلف هذا الكتاب هو محمد بن عبدالوهاب الذي تلعنه ، فقدم له الغلاف والورقة المنزوعة التي فيها اسم الشيخ ، فاندهش المدرس فتندم وأخذ يدعو للطالب ، ثم غير موقفه مع الشيخ بل غير أسلوب الدعاء فجعل يدعو للشيخ آخر كل درس بدلاً من الدعاء عليه ، فنسأل الله تعالى أن يعفو عنه .
هكذا تضلل الدعاية الناس وتورطهم ، ثم تنجح الدعوة إلى الله وبالحكمة كما رأينا في
صنيع الطالب السعودي الموفق ـ رحمه الله - : { ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ
الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ
بِالْمُهْتَدِينَ } (42) .
وبعد فهذه هي دعوة محمد بن عبدالوهاب منذ نشأتها إلى العصر الحديث عرضتها
بإيجاز مع بعض المشاكل التي واجهتها .
ولقد لقِيتْ هذه الدعوة من أعدائها مشاكل ومحناً لم تلق مثلها أية دعوة في العصر
الحديث في الغالب ولكنها نجحت نجاحاً لم يكتب لغيرها من الدعوات في الغالب .
فجزى الله صاحبها ومن حملها من بعده خير ما جازى به المصلحين ,
كما نسأله تعالى أن يثبت ملوك آل سعود وأمراءهم الذين كانوا لهذه الدعوة خير عون
والذين قاموا بنشرها والدفاع عنها ونشر كتبها ولا يزالون كذلك ، تقبل الله منهم عملهم
الإسلامي .
( من الوارد )
rwm ;jhf hgj,pd] td hgik] ? hgik]