تشهد الساحة الثقافيّة والأدبيّة في الخليج حراكاً أدبيّاً وثقافيّاً كبيراً، بحيث لا يخفى على المتابع ما تفرزه الساحة الخليجيّة من أسماء جميلة ومبدعة تركت بصمات واضحة ومتميزة وشكّلت إضافة جميلة وإثراء رائع للساحة في مختلف مجالات الثقافة والأدب.
في الآونة الأخيرة تغيّرت الأمور وانقلبت رأساً على عقب، بعد أن كانت تحكم الساحة مجموعة بسيطة من المطبوعات التجاريّة التي روّجت لأسماء محددة ومستهلكة فرضتها على القراء مراراً وجعلت منهم سادة الساحة ورموزها، وهذا ينطبق طبعاً على كافات مجالات الأدب وبالدرجة الأولى "الشعر" لما له من أهميّة وشعبيّة في أوساط الجماهير الخليجيّة.
والثورة التي شهدتها الساحة قبل مدة بسيطة والتي لا تتجاوز العامين تقريباً كشفت من خلال العديد من المبادرات الثقافية والتراثيّة الهادفة لأساليب وممارسات المطبوعات التي تاجرت بالقارئ لأكثر من عقدين، وأغلقت أبوابها في وجه الكثير من المبدعين من أدباء وشعراء ومفكّرين ومبدعين.
ومع انتشار الفضائيّات والصحافة الالكترونية، وما سبّبته من حراك في الساحة أصبح لزاماً على الكثير من المؤسّسات، بل وفي بعض الأحيان الأفراد أن يقدّموا برامج وأنشطة بطريقة جديدة ومبتكرة وفيها من الشفافيّة ما يؤكّد على مصداقيتها، وبالفعل فقد استطاعت الفضائيات وبالتحديد القنوات التي منحت نفسها صفة "الشعبيّة والتراثيّة" وحازت على المصداقية إضافة إلى العديد من الصحف الالكترونية المتخصصة، استطاعت أن تسحب البساط من تحت أقدام المطبوعات وتعرّيها تماماً عندما أفرزت وقدّمت العديد من الأسماء المبدعة في جميع مجالات الأدب وارتقت بذائفة الجمهور وصنعت منهم نجوماّ في الساحة وهم يستحقون ذلك لأنّهم مطلب الجمهور وغايته في الثقافة والأدب.
البرامج الثقافيّة والأدبيّة سواء الرسميّة أو الشعبيّة أو الفرديّة كثيرة ولسنا هنا لنحصيها ونعدّد محاسنها، ولكنّ لنذكّر بالأسماء التي أصبحت نجوماً في الساحة بسبب هذه المبادرات، والتي ما زالت مستمرة وتعطي أؤكلها كل يوم، والمتابع لبرامج هذه الفضائيّات يدرك ما نريد أن نقوله تماماً.
والنقطة المهمّة في هذا الحراك الثقافيّ والأدبيّ والتراثيّ الكبير، هو مبادرة العنصر النسائي للمشاركة بقوّة وبفاعليّة في هذه الأنشطة، حيث تبيّن أن الساحة تمتلك الكثير من الأسماء النسائيّة المبدعة في كافة مجالات الأدب، هذه الأسماء التي كانت مغيّبة تماماً في المطبوعات التي تحكّم بها العنصر الذكوري الرافض لتجربة المرأة، والذي يؤكّد دائماً على أنّ عادات المجتمع الخليجي وتقاليده لا تسمح للمرأة بالظهور، متناسين التاريخ الجميل والناصع لمشاركة المرأة للرجل في كافة المجالات وفي حدود العادات والتقاليد الحميدة.
صوت المرأة الذي أصبح مدويّاً أثبت أنّ التجربة النسائيّة سواء في الشعر أو القصة أو المقالة وكذلك في الصحافة والإعلام ، قادر على منافسة الرجل بل وتجاوزه إبداعاً في كثير من الأحيان، وها نحن نرى المرأة وهي بكامل حشمتها ووقارها تنافس الرجل في كافة الميادين، لأنّ الإبداع ليس حكراً على المجتمع الذكوري فحسب بل هو متاح لكل مبدع سواء كان رجل أم إمرأة.
وختاما لا بد ان نذّكر بأنّ مشاركة المرأة عامة لا ترقى إلى مستوى الطموح، وأنّ مشاركة العنصر النسائي يجب أن تكون أوسع وأكبر مقارنة بمشاركة الرجل وقياساً على أهمية وضخامة المشاريع الثقافية والأدبية المطروحة، ولا بدّ من التذكير أنذ أيّ تجربة لأيّ مبدعة مهما لاقت من ردود أفعال قد تصل إلى إفشالها فإنه يكفيها شرف المحاولة والمشاركة.
شكرا لجميع من بادر بطرح المشاريع الثقافة والأدبيّة والتراثيّة، وشكرا لكل من ساهم في إنجاح هذه المشاريع، وشكراً للمرأة التي وصلت بصوتنا وأفكارنا إلى أقوى وأجمل منابر الأدب والإبداع.
hglahvdu hgerhtd~m ,Ytvh.hjih hglld~.m ,p/~ hgw,j hgkshzd~ tdih frgl : hpghl hgyhl]d