قصة ابو دباس
وبطل القصة محمد وهو من أهل بلدة عودة سدير الواقعة في شمال غرب الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية بحوالي 100كم يعيش في مزرعتة ومتزوج وله أبنا وأسمه دباس وبنتان فشب دباس على أحترام الناس وحب الخير وكذلك الكرم والشجاعة وكان والده يكنى له الحب بسبب هذه الصفات التي يتحلا بها أبنه دباس وعندما شب دباس وبلغ العشرون من العمر سافر في طلب الرزق ويقال انه ذهب الى العراق ومنهم من قال انه سافر الى عمان وفي خلال مغيب دباس عن والده تزوج الوالد بأمرة وكان لها أخوه فأرادوا ان يتزوجوا من أبنتا محمد فرفض محمد ذلك فقام أخوة زوجتة بعمل الدسائس ضده ونشر الأشاعات في البلدة وتعرضوا الى أبنتا محمد ولم ينتهي الأمر الى ذلك بل قاموا بقطع الماء عن مزرعتة مما أدا ذلك الى هلك مزروعاته فتضايق محمد من أخوة زوجته ومما أصابه من الأهانات فأشر علية صديق بان يرسل في طلب أبنه دباس لعل في حضورة ينجلي هذا المصاب فأرسل محمد مع ركب متجه الى تلك الديار قصيدة طويلة وفي مضمونها يخبر أبنه بماحصل له فقال محمد أبو دباس :
ياونة ونيتها من خوا الراس
من لاهب بالكبد مثل السعيره
ونين من رجله غدت تقل مقواس
يون تالي الليل يشكي الجبيره
ياحمس قلبي حمس بنن بمحماس
وياهشم قلبي هشمها بالنجيره
وياوجد حالي ياملا وجد غراس
يوم اثمرة غرسه صفة عنه بيره
على ثمر قلبي سرى هجعة الناس
متنحر درب عسى فيه خيره
الله يفكه من بلا سوء الأتعاس
ومن شر عبثات اللياليي يجيره
في ديرة تقطعت عنه الأرماس
سبعين يوم للركايب مسيره
لاوالله الا حال من دونه الياس
حط البحر والبر دون الجزيره
يالله ياللي رد من عقب ما ياس
يوسف على يعقوب وابصر نظيره
ترد علي دباس يامحصي الناس
ياعالم ما بالخفا والسريره
يادباس انا بوصيك عن درب الأدناس
ترى الذي مثلك يناظر مسيره
عليك بالتقوى ترى العز يادباس
في طاعة الله ما ينجيك غيره
هذي ثمان سنين من رحت يادباس
لا رسالت جتني ولا من بريره
يادباس من عقبك ترى البال محتاس
وعليك دمع العين حرق نظيره
وعليك كني في دجا الليل حراس
اصبح على حيلي وعيني سهيره
اصبح وانا ما بين طاري وهوجاس
وطواري تطري علينا كثيره
مثل الوحش قلبي على كف حباس
يكفخ كما طير سبوقه قصيره
متحيّر من عيلة البيت يادباس
ارجي ثواب الله واخشى المعيره
اخاف من حكي العدا ثم الأنجاس
اهل الحكايا الطايله والقصيره
ويقال خلا عيلة عنّر الراس
اقفى وخلا عيلة له صغيره
والا فانا يابوك قطاع الأرماس
ماني بمثبور ورجله كسيره
اصلك لو دونك نبا حمر الأطعاس
الصلب والصمّان ما هي عسيره
مهالك مدارك مابه اوناس
الا الثعل والبوم تسمع صفيره
ياراكب وجننا من الهجن عرماس
فجا النحر يادباس حمرا ظهيره
متروس الفخذين مزبورة الراس
كن الخلاص عيونها مستديره
تسرح من العوده على نور الأنفاس
عند الفجر والليل مقفي مريره
والعصر بالصمّان تسمع لها اضراس
حبل الرسن خطر تبتر جريره
نهار ثالث بين حما والأرواس
واره يمينك جعلها لك سفيره
ثم على ساجيه تقلب الراس
تمشي باهلها في البحور الغزيره
فيهاالطبيخ وراهي الخبز يادباس
يقعد خوا الراس خنة خميره
هي ديرة اللي باغي كيفة الراس
ولا له حد همه من الناس غيره
هيس ولد هيس للمواعين لحاس
يفرح ليا نيدي لذبح النحيره
ما قفك ذا يادباس ما فيه نوماس
يصلح لقيّن مهنته طق زيره
ترى الفداوي دون وانشد الناس
راعيه ما يذكر بمدح وغيره
ما له سوى طق الحنك منه والياس
واليا انقطع خرجه فلا له ذخيره
طلب المعيشه بالحراثه والأجناس
المشترى والبيع يوصف وغيره
قم انهض العيرات مع كل فراس
يادباس دور خيّر تستشيره
جدّك وعمانك هل العز والباس
هل الموجب مكملين القصيره
يادباس ما يصبر على البق والحاس
الا الذي ماله بنجد عشيره
واليوم ما مروي شبا كل عباس
انت الرجى ياكعام وجه المغيره
عشرين عام كلها ارجيك يادباس
مثل الغرير اللي تولع بطيره
عدل المناكب هيلع فرخ قرناس
يمناه في لطم الحباري شطيره
عانق خلوج روحت عقب مرواس
عند العصير لبيضها مستذيره
الليل جاها وحال من دونها الياس
روحها على فرقاه فرت فريريه
يادباس انا يابوك ما نيب بلاس
مير ان عيلات الرفاقه كثيره
جنبت وسط السوق وامشي مع الساس
واخذ شوي الحق واترك كثيره
يادباس لو جبت من دحب الأكياس
مختلفة ما بين رز ونيره
ما لي بها ياجعلها بالف قباس
او جعلها تذهب ولو هي كثيره
يادباس قلبي كل ما هب نسناس
شرقية هبة بقلبي سعيره
والحال يافرز الوغى مسها الباس
عليك ياناطح وجيه المغيره
وغصون قلبي يافتى الجود يبّاس
غاد انا يابوك كني هشيره
من شافني يقول ذا فيه لساس
واللي براء حالي الآهي خبيره
لا وعلى من قبل غوال الأنفاس
ومفارق الدنيا يجينا بشيره
عسى يطق الباب والناس غطاس
ياوالي القدره عليك تعبيره
وصلاة ربي عد ما هب نسناس
على النبي عدة حقوق المطيره
وقد أشاع أخوة زوجته بان أبنه دباس يشرب التنباك وانه يحضر مجالس الطرب وغيرها من الأشاعات التي أدت الى ان محمد ابو دباس يعيش في هم وغم من هذه الأشاعات التي راجت في البلدة وبعد ان تسلم دباس رسالت والده بعث اليه بقصيدة يخبره فيها بانه لايسمع الى تلك الشائعات وبأنه محافظا على المرجلة التي عوده عليه والدة وكذلك يبشره بانه قادم لمساعدته في محنته :
فقال دباس هذه القصيده ردا على قصيدة والده
حي الجواب اللي لفانا من الرأس
جابه غلام ما توانا مسيره
أهلا هلا به عد ما حبك قرطاس
او ما كتب فوقه بيوت شطيره
جواب من هو لي مود من الناس
ابوي ما يوصف حلي لغيره
فرزا الوغى كنه على الوكر قرناس
قروم ربعه كلها تستشيره
دليل عيرات لياهب نسناس
ثم ادلهم الجو ومابه ذخيره
مهفي الغنم لأهل الركايب والأفراس
لا روحوا له لا عليهم قصيره
راعي معاميل بها العبد جلاس
للبن يشري بالسنين العسيره
هاذي بمركاها وهاذي بمحماس
وهاذي يصبه للوجيه السفيره
وخلاف ذا يا راكب فوق عرماس
مأمونة من نقوة الهجن عيره
حمرا وهي في سنها وقم الأسداس
متوسط لا فاطر ولا هي صغيره
ماهي لحوج راكبه بالعصا قاس
حرم عليها غير شيل النقيره
والخرج هو وبيوت قيل بقرطاس
مع مزهب الأيام ما هي كثيره
وفوقه غلام منوته قطع الأرماس
لو هو بليل ما تغير نظيره
وليا لفيت الدار فا جهر با لأحساس
وبلغ سلامي كل ذيك العشيره
واختص أبوي اللي نفل جملة الناس
وخصه بعلم وقل تراني بشيره
لا يا نجي العرض يا بوي لاباس
كان تشتكي الضيم فأنا أسيره
وان سايلك عني تراني بنوماس
وانا أحمد اللي ما توسلت غيره
المدح لو يشرى شريناه بأكياس
بأموالنا نرخص ندور الستيره
مطرق افرنجي مضاريبه الراس
ومصلبخ جبته عساني ذخيره
من صنع نصراني مشروبه الكأس
يذكر ورى جاوه بعيد مسيره
أبغيه للي حادينك على الساس
أهل النمايم والحكايا الكثيره
ربع نووا فيك الردا والتخساس
مهبول يا اللي قال غايب عشيره
علي دين لودع الجمع ينحاس
لطين العشير يقوم يلعن عشيره
ان ما سكنا الدار من غير هوجاس
والا نعاف الدار ونور غيره
كله لعينا كلمة قلت يا دباس
تشكي وانا دوني بحور غزيره
خذلك يمين الشرع قطاع الأنفاس
انه فلا جتني علوم بصيره
لا نيب جاني منك حبر بقرطاس
لأيضا ولا جتني علوم سفيره
وان كان تشكي الضيق يا بوي لاباس
جاك الفرج يا بوي هو والبريره
يا بوي أنا مارحت لكيفة الرأس
مع ذا ولاني في سفاه او غيره
يا مسندي يا بوي شوف اوكد الناس
ثم انشد قل ويش هو في مسيره
ان كان ما يفرح صديقك بنوماس
تحرم علينا اللي نهوده صغيره
مدلول مجهول زها زين الألباس
بنت الذي يثني ليا جت كسيره
طار يقول اظهر وطار بجلاس
قمت أشرب التنباك واثره نكيره
أبغي عسى الله يبرد القلب يا ناس
من لا هب شبت بقلبي سعيره
و الا فانا يابوي قطاع الأرماس
أصبر على الشده لو هي عسيره
ومن كان له غايب فلا يقطع الياس
ان قدر الله جاب علمه بشيره
وفي احد الأيام خرجت أبنة محمد أبو دباس الى ساقي لتجلب الماء الى البيت فشاهدة الماء يجري ولونه أحمر فذهبت الى والدها فأخبرته بما شاهدت فقال ان هذا أبني دباس قد عاد و هذا الاحمرار هو دم من قاموا باهانتي وفرح الأب بعودة ابنه دباس وأصبح يمشي في البلده مرفوع الراس والكل يقدر شجاعة أبنه دباس وهذه من القصص التي تناقلتها الرواه في جزيرة العرب
وشكرا لكم