يوميات آدم وحواء
«يوميات آدم وحواء»
«يوميات آدم وحواء» ... رواية واحدة لكاتبين (1من 2)
محطة / نيرمين الخنسا: محاولة جريئة لإضفاء روح جديدة على الأدب
«يوميات آدم وحواء»... عنوان رواية هي ثمرة عمل مشترك للكاتبة نيرمين الخنسا والكاتب نزار دندش، وتأتي لتلفت الانتباه كونها بقلمين استعملهما كاتب وكاتبة.
ينتمي هذا العمل الى فرادة لا تشبه سواه، ويندرج في سياق حكائي يسعى الى صوغ المشهد منذ بدء الخليقة عبر استحداث يوميات آدم وحواء بلغة هادئة مفتوحة على افق المعنى والتفسير.
لمناسبة هذا العمل المشترك، التقت الكاتبة والكاتب في حوارين منفصلين للتعرف على هذه الخصوصية والدخول اكثر الى عمق هذه التجربة الجديدة. وكان اللقاء الاول مع الخنسا التي تحدثت عن المشروع المشترك وما ترمي اليه هذه التجربة في المجال الابداعي:
• لماذا رواية مشتركة مع شريك، ولماذا تحديداً مع نزار دندش؟
- في عالم الابداع نملك كروائيين حق الابتكار وتخطي كل ما هو عادي وروتيني، فهذا العالم الذي لا حدود له، آفاقه واسعة ومفتوحة على كل تجربة جدية وجديدة، وقد خضت تجربة الرواية المشتركة مع شريك لاقتناعي بوجوب كسر بعض القيود الادبية اذا صح التعبير والخروج من اطار «الأنا» عبر اللقاء الفكري مع الآخر والشروع في عمل ادبي مشترك. اما لماذا مع نزار دندش فلانه اولا صاحب المبادرة والفكرة، وثانيا لانني لمست تقارباً فكرياً كبيراً بين كتاباتي وكتاباته.
• هل انتما واحد، تفكّران بعقل واحد وتشعران بإحساس واحد؟
- لو كنا كذلك لما كان من داع للمشاركة في كتابة رواية مشتركة، بل كان يكفي ان يكتبها واحد منا وينتهي الامر. وقد ذكرت في جوابي عن السؤال الاول انني وجدت تقارباً فكرياً كبيراً بين كتاباتي وكتابات نزار دندش، وهذا ما شجعني على المضي في الفكرة. لكن هذا لا يعني اننا نكتب ونفكر ونشعر في طريقة واحدة، بل على العكس فالتنوع هنا مطلوب لاعطاء النص نكهات مختلفة، لكنها متقاربة ومنسجمة ليأتي السرد متماسكاً عبر اسلوبين محبوكين في طريقة شفافة وممتعة.
لا انكر انني في البداية ترددت قليلاً، فكتابة رواية مشتركة ليست بالعمل السهل ويلزمها كثير من الجهد والتنسيق والالتزام بين الكاتبين، ولا مكان هنا لأي تراجع او استرخاء فكري او حتى تقلب في الحالات النفسية، فشريكك ينتظرك وعليك المثابرة والسير قدماً في الفكرة والنص، كما عليك تحريض قلمك دوماً على المتابعة وتخطي كل الظروف التي تحوط بك. الا انني اعترف بان الفكرة في النهاية جذبتني كثيراً، ودفعتني الى ولوج هذه التجربة الادبية التي اتمني ان تنجح وان تضيف شيئاً الى العمل الروائي.
• هل يمكن التمييز داخل نص الرواية بين كتاباتك وكتابات دندش؟
- لا شك ان لكل كاتب هويته الروائية وأسلوبه في الكتابة، ولكن يبدو ان زميلي نزار وأنا نجحنا الى حد كبير في دمج الاسلوبين في قالب روائي واحد، وذلك يعود الى التقارب الفكري حول الرواية والحماسة حيالها، فمن جهتي لم اشعر بأي تنافر بين الاسلوبين، ولكن في النهاية يبقى المتلقي الحكم الادق في هذا الموضوع وهو من سيفصل فيه.
• كيف تلاقيتما في الرواية؟
- ادخلني زميلي نزار في اجواء الرواية عبر كتابته لأولى صفحاتها، ولم يكن من السهل عليّ في البداية الغوص في اغوار الفكرة، والعبور سريعا نحوها. ففي رواياتي السابقة كنت اخاطب دائماً زمني وأصور مجتمعي ومحيطي، ولكن مع بيوميات آدم وحواءا اختلف الامر كلياً ووجدت نفسي فجأة احلق في زمن آخر وفي عالم ضبابي غريب. وهنا اود ان اعترف بان هذا العالم قد ارهقني في كثير من الاوقات وأرهق مخيلتي التي للمرة الاولى راحت تطارد وحوش الغاب وتحبك لأول زوجين على هذه الارض الافكار والحيل التي تساعدهما في تخطي كل العوائق والصعوبات. وهنا لا بد من القول ان النقاشات الطويلة التي كانت تدور بيني وبين زميلي نزار حول حوادث الرواية قد ساهمت كثيراً في تنسيق ايقاع النص وضبطه وفي توحيد الرؤية حول كل الافكار التي كانت ترتكز عليها الاحداث، وهذا ما سهل لنا كثيراً عملية البنية الروائية والتلاقي فيها.
• ماذا في الرواية؟
- الرواية تتحدث عن اليوم الاول من الشهر الاول من السنة الاولى للتاريخ الآدمي على هذه الارض، يوم وصل اليها آدم وزوجته حواء، منفيين من الجنة النموذجية المصفاة والمطهرة، حاملين على اكتافهما عبء الخطيئة. وصلا حاملين معهما الزمن الآدمي، الذي يلازم الانسان ويؤرخ لتفاصيل حياته، ذلك الزمن الذي لم يصغ لأصل الحكاية، فلا شأن له بما آتيا من اجله، ولا بكيفية عبورهما من عالم الاحلام الطاهرة الى دنيا هذه الارض التي تحتاج الى من يستعمرها بنجاح، الى من اغتنى بتجربة المكان النموذج واكتوى بوزر الخطأ والخطيئة. في هذه الرواية سيعيش القارئ يوميات اول زوجين في التاريخ وسيواكب مع الصفحات كل ما يمكن ان يكونا قد تعرضا له من احداث وآلام. فما كتب عن آدم وحواء وعن حياتهما معاً ومواجهتهما لكل ما اعترضهما من اخطار وأحداث كان قليلا جداً. وقد حاولنا عبر مخيلتنا ان نقارب ذلك الزمن كثيراً ونرصد كل ما امكن من مشاهد وأحاسيس وحوارات اضفت على الرواية مسحة من واقعية مفترضة.
• هل كان من الصعوبة ان ينفرد احدكما بكتابة هذه الرواية؟
- على العكس تماماً، فكتابة الرواية بقلم واحد اسهل بكثير من كتابتها بقلمين، وذلك يعود طبعاً الى التفرد في حبك كل تفاصيل الرواية من حيث الشكل والمضمون. ومن تجربتي هذه استطيع ان اجزم ان الشراكة في كتابة الروايات هي من اصعب انواع الادب، ويلزمها طبيعة هادئة ومرنة لدى الكاتبين، فأنت لا تستطيع تجاوز رأي الشريك او ملاحظاته، والتعديل في بعض الافكار التي تقترحها قد يتعبك او يستفزك. لكن الغاية لدى الكاتبين تؤدي هنا الدور الاساسي في متابعة التجربة، وكان همنا الاول والاخير انجاح هذه التجربة المشتركة واعطاء الرواية ما تستحقه من الجهد والاهتمام.
• هل هو أدب جديد؟
- هذه الرواية ليست نوعاً من الادب الجديد، بل هي محاولة طموحة وجريئة لاضفاء روح جديدة على الادب الروائي، فهذه التجربة التي سبقنا اليها قلة من الروائيين قد تساهم في تطوير الرؤية الروائية، ولعلها ايضاً تكون حافزاً للبحث عن كل ما هو جديد ومبتكر، فالأدب في شكل عام والرواية في شكل خاص في حاجة دائماً الى الاضافات الايجابية والى اللمسات الابداعية الضرورية التي تغني العمل وتحييه، اضافة الى الافكار الجديدة. ورواية «يوميات آدم وحواء» يمكن اعتبارها واحدة من الروايات التي تخطت بأبطالها وأحداثها وزمنها كل ما هو عادي ومألوف.
• هل تعتبرين نفسك حواء هذه الرواية؟
- حواء هذه الرواية هي حواء كل زمان وكل مكان، ففي المطلق نستطيع القول ان الطبيعة النسوية متشابهة الى ابعد الحدود، لكن لكل امرأة فلسفتها الخاصة واداؤها الخاص. ولو غصنا في اعماق حواء الرواية وسبرنا كنهها لوجدنا انها تجسد الكثير من مشاعر المرأة واحاسيسها، بل هي مرآة لطباع معظم النساء على هذه الارض. لا انكر انني استعنت بجزء كبير من شخصيتي ومن طبيعتي كأنثى لأرسم بعض ملامح حواء النفسية. ولكن في كثير من احداث الرواية ايضا كنت اتخذ موقف الحياد من حواء كي لا تغلب صبغة التعاطف على القصة ومجريات حوادثها.
d,ldhj N]l ,p,hx جميع الحقوق محفوظة وحتى لاتتعرض
للمسائلة القانونية بسبب مخالفة قانون حماية الملكية الفكرية يجب ذكر :
- المصدر : شبكة الشموخ الأدبية
- الكاتب :
فيلسوف الكويت - القسم :
منتدى الإعلام والأعلام - رابط الموضوع الأصلي : يوميات آدم وحواء |