( 211 ) مدار الأفكار
قطر الفخر
يقول الشاعر العربي :
عدت يا عيد بفخـر الوطن = كظلال في هجير الزمن
وصدى التاريخ في عرسك مجدٌ = قطري البأس عند المحن
في تاريخ الأمم والشعوب والبلدان,أيام خالدة في الذاكرة والوجدان ,وراسخة في الضمائر والأذهان ,ومنها
اليوم الوطني لدولة قطر الشقيقة الذي يصادف يوم الثامن عشر من ديسمبر تخليدا لذكرى تولى الشيخ جاسم
بن محمد آل ثاني مقاليد الحكم في بلاده بتاريخ 18 ديسمبر عام 1876م والذي يعتبر المؤسس الحقيقي لدولة
قطر وباني كيان وحدتها،فقد كان من كبار الساسة وتميز بالحكمة والحنكة,وله مكانة رفيعة بين أبناء شعبه
فهو الحاكم والأمير,والخطيب ذو الرأي المستنير،والمفتي والقاضي البصير، ويعد من أركان العربية
وأنصارها، ومن رجال الإسلام الأفذاذ ,ودولة قَطَر التي تقع في شرق شبه الجزيرة العربية وتطل على
الخليج العربي ، ضاربة جذورها في عمق التاريخ فقد دلت الاكتشافات الأثرية التي تم العثور عليها في
مناطق متفرقة من البلاد على أن أرض قطر كانت مأهولة منذ الألف الرابعة قبل الميلاد حيث أشار المؤرخ
اليوناني هيرودوس إلى قطر, كما أن عالم الجغرافيا بطليموس ضمّن خريطته خريطة العالم العربي ما أسماه
"قطارا" وهي ما يعتقد أنها إشارة إلى بلدة الزبارة القطرية التي اكتسبت شهرتها كأحد أهم الموانئ التجارية في
منطقة الخليج العربي في ذلك الوقت,وقد لعبت قطر دورا هاما في الحضارة الإسلامية عندما شارك سكانها
بتشكيل وتوفير أول أسطول بحري تم حشده لنقل الجيوش خلال الفتوحات الإسلامية, وتشير بعض المصادر
وقواميس اللغة إلى أن قطر سميت بذلك نسبة إلى (قطر المطر) لأنها كانت مشهورة بأمطارها الكثيرة وقيل
نسبة إلى الشاعر قطري بن الفجاءة, وقيل نسبة إلى قاطر الإبل أو إلى كلمة قطر بكسر القاف وهو أحد أنواع
البخور أو الطيب , فقد ارتبط اسم قطر بأربعة من مظاهر الحياة الاجتماعية العربية وهي: (الإبل التي سميت
القطريات والنعائم القطرية التي ضرب بها المثل,واللؤلؤ المتميز الذي سمي القطري والثوب القِطري للرجال
,والدرع أو القميص القطري للنساء) ,و خلال الفترة المبكرة من العصر الإسلامي قيل أن قطر كانت تشتهر
بالمنسوجات التي كانت تغزل فيها ويتم تصديرها إلى مناطق مختلفة, ويقال أن الرسول صلى الله عليه وسلم
وزوجته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قد لبسا بُردتين قطريتين، وكذلك فعل أمير المؤمنين عمر
بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان يملك عباءة قطرية موشاة بالريش,وفي منتصف القرن التاسع عشر
حكمت قطر أسرة آل ثاني التي أخذت اسمها من جدها ثاني بن محمد والد الشيخ محمد بن ثاني، الذي كان
أول أمير مارس سلطته الفعلية في شبه الجزيرة القطرية,وفي الثالث من شهر سبتمبر عام 1971م حصلت
قطر على استقلالها وانضمت إلى هيئة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية,وهي عضو مؤسس وفاعل في
منظومة دول مجلس التعاون الخليجي, ويعد عهد أميرها الحالي ورائد نهضتها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني
الذي تولى زمام الأمور في بلاده بتاريخ 27 يونيو عام1995م هو عهد الإصلاحات والإنجازات ودعم
الحريات ,فقد شهدت قطر وخلال فترة وجيزة تطورات هائلة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية
والاجتماعية,وحققت نهضة تنموية شاملة،وكبيرة، جعلتها في مصاف الدول المتقدمة،والمزدهرة في كل
الميادين مما جعلها تتبوأ موقعا متقدما في مؤشرات الاستقرار السياسي والتنمية والتطور التي تصدرها
المؤسسات العالمية المتخصصة,ففي نشرة صندوق النقد العالمي لعام 2008 م جاء تصنيف دخل المواطن
القطري الأعلى في العالم حيث يبلغ معدل دخل الفرد أكثر 85 ألف دولار سنويا,وفي التصنيف العالمي
لتكنولوجيا المعلومات لعام (2008-2009 ) الذي يصدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي بالتعاون مع جامعة
انسياد في 28 مارس 2009، و يعد من أشمل التقارير وأكثرها مصداقية على مستوى العالم فقد احتلت دولة
قطر المرتبة التاسعة والعشرين بين الدول التي شملها التقرير وعددها 134 دولة من الاقتصاديات المتقدمة
والنامية، كما صنف التقرير جاهزية القطاع الحكومي بدولة قطر في المرتبة 22 في مجالات أولوية
التكنولوجيا في القطاع الحكومي، شراء أحدث المعدات التقنية، وأهمية التكنولوجيا بالنسبة لرؤية الدولة
المستقبلية, ومن حيث استخدام التكنولوجيا في القطاع الحكومي صنف التقرير قطر في المرتبة 25 وذلك من
حيث التعريف بأهمية التكنولوجيا في الدوائر الحكومية، وتوفير الخدمات الإلكترونية الحكومية، وفاعلية
استخدام الحكومة للتكنولوجيا ووجود الأجهزة التقنية في المؤسسات الحكومية ,ومن أحدث إنجازات دولة قطر
في مجال الرياضة فوزها باستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022م , فدولة قطر في ظل قيادتها الحكيمة
تنتقل كما يقول سعادة سفيرها في الكويت الأستاذ عبد العزيز الفهيد : (من انجاز إلى انجاز، حيث لا تشرق
شمس يوم جديد على قطر من دون أن تحمل بشرى البناء والرخاء والتطور والنماء والاستقرار والازدهار ,
وفي ذكرى اليوم الوطني لدولة قطر الشقيقة نرفع أسمى آيات التهاني وأطيب الأماني إلى الحكومة الرشيدة
والشعب القطري الكريم ونسأل الله العلي العظيم أن يديم عليها وعلى سائر دول مجلس التعاون نعيم الأمان
والوئام ,والرخاء والسلام .
سلام يا دار الوفاء والأماني = يا دار ابن ثاني منار الميامين
اسمك رسخ مابين قاصي وداني = حتى رجح لك بالمحافل موازين
يا دولة ٍ تضمن شعبها ضماني = وإنجازها وأمجادها تبهج العين