الشاعرة نادية الصرعاوي: أولى قصائدي نشرتها في عام 1982
أجرت مجلة «أنهار» الأدبية التي يرأس تحريرها الزميل الشاعر فيحان الصواغ لقاء مميزا مع الشاعرة والكاتبة نادية الصرعاوي أو كما أسمتها المجلة «سيدة البياض»، وتحدثت الصرعاوي عن تجربتها في ساحة الشعر الشعبي وعن بداياتها الأولى وآرائها ككاتبة في أغلب الشعراء، وأبرز ما طرحته الشاعرة نادية الصرعاوي هو أن أول ظهور لها كشاعرة كان في صحيفة «الأنباء» في عام 1982، وتحدثت أيضا عن كيفية توقفها عن النشر لفترة طويلة جدا في التسعينيات وكيف عادت. لقاء مع شاعرة وكاتبة بحجم نادية الصرعاوي لم يخل من الصراحة ولم يخل من استعادة ذكريات الزمن الجميل، وهذا نص الحوار مع الشاعرة المميزة جدا نادية الصرعاوي:
نادية من الأسماء الأولى في الساحة الكويتية خصوصا أنك عاصرت الكثير من الصحف الشعبية الأولى في الساحة.. متى كانت البداية وإلى أين وصلت نادية الصرعاوي؟
بدأت في الثمانينيات في سن صغيرة وكانت البداية تحديدا في عام 1982 ويومها أتذكر أن أول قصيدة نشرت لي تحت اسم مستعار في «الأنباء» في صفحات الشعر الشعبي التي كان يعدها الشاعر الأسير محمد المطيري وبعدها نشرت في «الوطن» عند الأخ نصار الخمسان وكانت قصيدة رثاء ولكن بلا اسم لا مستعار ولا حقيقي.
إلى أن جاء الاحتلال وحتى بعد التحرير كنت انشر بين الحين والآخر عند الأخ والشاعر القدير مجبل الحشاش وكانت بمنزلة رسائل للأسرى وقد كنت أول من كتب عنهم لأنه من خلال متابعتي لم أقرأ لأحد كتب عن الأسرى قبلي.
أما في منتصف التسعينيات فتوقفت تماما عن النشر وذلك لانشغالي بأمور أسرتي التي أخذت كل وقتي بالإضافة لارتباطي بوظيفتي الحكومية.
ولكن عند عودتي سنة 2006 لم يأخذ شعري حقه في النشر حيث تسلمت إعداد صفحات لنشر أشعار غيري على حساب أشعاري وأبعدتني كتابة المقال كثيرا عن نشر قصائدي التي ظلت حبيسة الأدراج حتى كدت أفقد هويتي كشاعرة وأوشك البعض أن يمنحني هوية كاتبة فقط وأنا أرفض ذلك تماما.
اختفاؤك عن النشر في السنوات الماضية ما أسبابه؟
هو ليس اختفاء بقدر ما هو ابتعاد بمحض إرادتي وذلك نتيجة لعدم تقدير البعض لما يخطه قلمي واكتشفت أن الأغلبية في الساحة الشعبية لا تميز بين الصادق معهم والمخادع الذي يريد الوصول فقط، بالإضافة لحالتي الصحية التي لم تعد تحتمل المزيد من الانفعالات خصوصا بعد فقدي لشقيقتي سنة 2008 وهي في ريعان شبابها وقد تركت جرحا غائرا في أعماقي أثر على حالتي الصحية كثيرا بالإضافة لمسؤولياتي الأسرية الكبيرة التي أقدس أن يكون كل وقتي لها.
كثيرة هي الأسماء التي ابتعدت أو أُبعدت بطريقة ما عن الساحة.. كيف ترين هذه القضية؟
ذلك لأن الساحة اختلفت كثيرا عما كانت عليه قبل 20 عاما تقريبا، حيث اختلفت الأيادي والضمائر التي تدير الساحة فقد كانت الساحة تدار من قبل أشخاص يحترمون الشعر من أجل الشعر فقط بغض النظر عن الأسماء والمحسوبيات والمصالح الشخصية، وبالنسبة للشعر النسائي هناك شاعرات رفضن المساومة والتنازلات التي تضر بسمعتهن وأسماء عوائلهن وقبائلهن، وهناك من ابتعدت لظروف الزواج والارتباط بالأسرة أو بسبب زوج لا يسمح بما سمح به والدها وأخوها.
ظهور أسماء في الساحة الكويتية وابتعاد أسماء لها تاريخها هل هو قصور من الصحافة أم قصور من الشاعرة نفسها؟
تقريبا هذا السؤال مشابه للسؤال الذي قبله، فأسباب الابتعاد تعود إما لتسلط بعض معدي الصفحات الشعبية وتلميعهم لبعض الأسماء التي لا تستحق أخذ مساحات الأولى بها غيرهم أو لأسباب تعود للشاعرة نفسها إما ظروفها الاجتماعية أو قناعتها بعدم تقديم التنازلات من أجل الظهور الإعلامي.
ماذا يعني الوطن وخصوصا «الجهراء» لنادية الصرعاوي؟
الوطن يعني لي الحياة بكل معانيها فالإنسان بلا وطن يحسب في عداد الأموات، ومهما كان لديه من صحة وعلم ومال فهو لا شيء بلا وطن، أما الجهراء خصوصا فهي تعني لي كل شيء وهي الانتماء والولاء ومرابع الطفولة وأجمل مراحل عمري، ورغم ازدحامها الذي فرضته المشاريع الإسكانية الحديثة ستظل في عيني قريتي الجميلة الحبيبة.
تكتبين الشعر من خلال المواقف والأحداث التالية وكأنك تؤرخين لما يدور في الواقع شعرا.. ما مفهوم الشعر لديك؟
الشعر كما هو متعارف عليه سجل الأحداث وتاريخ الأمم، أو كما قالوا انه «ديوان العرب» لذلك أنا أجد أن أصدق كتاباتي أو أغلبها تكون نابعة من مشاعري وأحاسيسي سواء في الأفراح أو الأحزان أو المواقف وأجد نفسي محملة بشحنة من التعابير التي لابد من ترجمتها على الأوراق، والشاعر الحقيقي ابن بيئته، وهو من يستطيع أن يحاكي ما حوله وهذا يمنع من ان لدي نصوصا نقلت بها أحاسيس غيري لشدة تأثري بمعاناتهم أو أفراحهم.
لك ذكريات مع الساحة الشعبية.. أخبرينا عن أجمل الأيام ومع من كانت؟
الحديث عن ذكرياتي مع الساحة الشعبية حديث ذو شجون ولحظات لا يمكن أن أنساها فالبدايات كانت مع الأخ الأسير فقيد الصحافة الشعبية الأخ محمد المطيري، رحمه الله، أينما كان فقد كان هذا الإنسان نعم الأخ وأول يد امتدت لتساعد الجميع وليس نادية الصرعاوي فقط، فقد كان خير من صان الأمانة الأدبية وحفظ لأخته الشاعرة خصوصيتها وأبسط حقوقها كالأسماء المستعارة مثلا. أما في السنوات الأخيرة فقد عدت سنة 2006 للنشر والتواصل الإعلامي لنشر ما كتبته في وفاة الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، فلا أنسى مخرج الإذاعة الأخ القدير خالد المقلد ثم أوجه الشكر للاخوة الأفاضل كالأخ خالد المويهان الذي أعادني للإعلام وبقوة وساعدني كثيرا في المشاركة في الأصبوحات التربوية والأمسيات الوطنية وفي النشر والإعداد بالصفحات الشعبية وكانت تجربة ثرية جدا، كما أشكر الأخ عواد الفضلي الذي كان أجرأ مني حين يكون مقالي لاذعا فشجعني كثيرا، والأخ عبدالعزيز الفدغوش الذي يرحب بكل مشاركاتي بلا نقاش، والأخ رعد الشمري المسالم دائما، أما من المملكة العربية السعودية فأذكر الأخ خالد الفيصل السبيعي، والأخ حمد الدليهي الذي ساعدني كثيرا على التواجد خارج الكويت من خلال مجلة «حقائق».
وليعذرني من نسيت اسمه فقد عملت مع هذه الكوكبة القديرة ولاقيت منهم جميعا كل احترام واحتواء كأخت لهم وأكثر.
كتاباتك انتقادات حادة في كثير من الأحيان لذلك يتم رفضها.. ماذا تقولين؟
أولا ولله الحمد لم ترفض لي أي قصيدة أو مقال، وقد نشرا كما كتبتهما، ومن تردد في نشرها وجد حلاوة الأصداء بعد النشر وردود أفعال مرضية له ولصفحته، وما شجعني على الاستمرار في الكتابة أنني لم أقصد في يوم من الأيام الإساءة لأحد أو تجريح للأشخاص لمجرد التجريح أو النيل من الآخرين بل على العكس دائما أسعى لأكون راقية في أسلوبي وعارفة للحدود الأدبية للنقد البناء الذي يكون للعلاج وليس للألم وهذا مبدأ نادية الذي أصبح جليا واضحا للجميع.
من تعجبك من كاتبات الزمن الجميل.. مع أننا في زمن جميل آخر؟
من جيلي تعجبني حبيبتي التي افتخر بأنها تنتمي للجهراء الغالية العبقرية الشاعرة سعدية مفرح، ومن جيلي أيضا الشاعرة عابرة سبيل، رحمها الله، مع أنني أحس بأنها مازالت تعيش بيننا، وكذلك يعجبني ما كتبته مهاة الروضة ووضوح والعروس الأسيرة وشيهانة، أما الوقت الحالي فهو جميل بما تنعشنا به الجفول الوايلية الكويتية وكل ما تخطه أقلام سعودية نسائية حيث الأصالة والجمال للمعنى الحقيقي.
ومن الشعراء من يعجبك حاليا... بكل صراحة؟
من الشعراء يعجبني كل شعراء الجهراء السابقين والحاليين بلا استثناء وهذه حقيقة وليس تحيزا إما خارجها فيعجبني شعراء المليون محمد بن فطيس المري والشاعر محمد بن مريبد العازمي والشاعر ناصر القحطاني كما تعجبني كل قصيدة تلامس وجداني بغض النظر عن اسم كاتبها فالقصيدة الجميلة تفرض نفسها.
الشبكة العنكبوتية اليوم هل ساهمت في انتشار الشعر؟
هذه حقيقة لا نختلف عليها، انتشار الشعر فيها كبير جدا وخصوصا انها تجمع الشعر بكل أنواعه واعتبرها ساحة أخرى منوعة. وبمناسبة الإنترنت أحب ان أنوه وأوجه رسالة مهمة جدا بالنسبة لي ولمن يقرأني من مرتادي الشبكة وخصوصا المنتديات الأدبية وهي أن هناك من يكتب ويدخل باسم «نادية الصرعاوي» منذ فترة ليست بقصيرة. فالله يشهد ان لا علاقة لي بهذا الشخص ولا أعرف ماذا يريد ولا ماهية مقاصده.
hgahuvm kh]dm hgwvuh,d: H,gn rwhz]d kavjih td uhl 1982