ندوة الجمعية الثقافية سلّطت الضوء عليها كمنهج للتعايش بعيدا عن الخلافات الطائفية
العلمانية... الدين لله والوطن للجميع
«الدين لله والوطن للجميع»... مبدأ اكدت ندوة «العلمانية خارج دائرة الشبهات» اهميته لاذابة الخلافات الدينية والطائفية وصهر الجميع في وطن واحد بعيدا عن التراشق والعنف.
الندوة اقامتها الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية اول من امس وحاضرت فيها الباحثة التونسية رجاء بن سلامة، وادارها الاستاذ في كلية الطب بجامعة الكويت الدكتور فيصل الصايغ.
وقالت بن سلامة ان «العلمانية تعتبر احدى الارضيات الممكنة للحوار بين البشر واحد الحلول المتاحة لمشكلة العنف الديني والطائفي وهي الواقية من العنف الدموي بتوحيدها بين المختلفين وبين المعتقدات واهلها خصوصا وان الاديان لعبت وتلعب دورا اساسيا في تحديد الرابط الاجتماعي، حيث لا يوحد الدين إلا على اساس الانتماء المخصوص، اما العلمانية فتوحد على اساس المواطنة المحلية او الكونية ومن ثم فهي تحمي من تحويل الاختلاف لعنف دميو وتحمي من تحويل الاختلاف الى مساواة وتحمي الاختلاف والحرية باتاحة امكانية للفصل بين الحياة العامة والخاصة وبين القانون والاخلاق تأكيدا لمبدأ الدين لله والوطن للجميع»، لافتة الى ان «اكثر الاصوليين والاسلاميين عندما يناهضون العلمانية يلجأون لحجج علمانية كالمدافعين عن النقاب في اوروبا يلجأون لمبدأ حرية اللباس، كما لا يرى الاسلاميون المناهضون للعلمانية مانعا من اعتماد النموذج الديموقراطي بما يوفره من الانتخابات وامكانية للحصول على السلطة التشريعية».
وشبهت بن سلامة بعض الفتاوى بأدوية «منتهية الصلاحية» وللاسف يتناولها الناس وتعود الى المناهضين للعلمانية والمدافعين عن تدين مفرط او شامل، مشيرة الى ان «بعض الفتاوى الحالية اصبحت مضحكة مثل فتوى ارضاع الزميلة لزميلها هل يمكن تطبيقها؟... أليست منتهية الصلاحية! وفتوى النهي عن التصفيق من يطبقها؟، وفتوى حرمة الغناء من يطبقها».
واردفت «للتحول الى العلمانية باعتبارها واقعا واداة قانونية لابد من تبرير الوحدة وتبني الحوار مع مناهضيها اذ نحتاج دائما للحوار حتى مع من ينبذونه ويغلقون بابه باستعمالهم للسلطة فليس لنا حل آخر سوى الحوار ومناصرته»، موضحة انه «لايكفي الدفاع عن العلمانية بتوضيح مفاهيمها فقط ولابد من ممارسة علمانية في نطاق ما ينتجه كل بلد من امكانات ولابد من الفعل الذي تصحبه الفكرة».
واضافت: ان «الانسان لا يمكن ان يبقى في حضرة المقدس 24 ساعة لانه بذلك يتحول اما لمتصوف يغادر العالم او لراهب يخرج من عالم الناس ايضا».
وتساءلت بن سلامة «ماذا فعل المسلمون في الجزائر في الناس؟!... ذبحوهم وهذا هو المقدس المتوحش»، مشيرة الى ان «العلمانية ليست ضد الدين بل ضد استعمال الدين للتسلط وتحمي الدين من الافراط البشري».
وأفادت بأن «الواقع متعلمن بالاساس رغم الانكار المتواصل لمبدأ العلمانية التي من دونها لما أمكن التعايش، كما ان الانسان بطبعه ميال للعلمنة لأنه كائن يعيش في العالم»، لافتة الى ان «العلمانية يمكن ان توجد في بعض المجتمعات من دون اسم العلمانية نفسه وهي ليست حكرا على أي ثقافة أو أمة أو قارة تبعا للاعلان العالمي لحقوق الانسان».
وذكرت ان «الظرفية التاريخية الحالية تتسم بمسارين هما سوء فهم للعمانية وانكار مسارات التعلمن»، موضحة ان «العلمانية هي الآلية السياسية والقانونية التي تؤدي الى الفصل بين الدين والدولة أو الدين والقانون أما العلمنة فتعني مسارات العلمنة التقليدية التي تقع في الواقع بغض النظر عن الدفاع عن العلمانية أم لا».
وأشارت بن سلامة الى «مظاهر سوء فهم حول العلمانية منها ما هو متعمد وغير متعمد كطرح العلمانية على انها مرادفة للالحاد»، مبينة ان «العلمانية تبعا للتعريفات الحديثة، ليست مذهبا أو ايديولوجيا بل هي الفرضية الضرورية لتعايش كل المذاهب والمعتقدات».
ولفتت الى ان «العلمانية التي تريد فرض معتقد ما ليست علمانية أو ليست بالعلمانية المفتوحة فالعلمانية بخلاف ما يُشاع لا يمكن ان تكون حليفة للاستبداد»، مشيرة الى ان «الاستبداد السياسي ليس علمانيا في جوهره لأنه يفرض أيديولوجيا ما ولا يقبل مبدأ صمت الدولة وحيادها من الناحية العقائدية».
وبينت ان «العلمانية ليست شيئا ضئيلا في واقع متدين، كما ان الاديان موجودة ولكن الواقع خاضع لمسارات تعلمن»، لافتة الى ان «مفهوم ان العلمانية فصل الدين عن السياسة صحيح ولكنه يختصر الطريق»، موضحة ان «العلمانية تعتبر مبدأ توحيد غايته القضاء على العنف، كما انها تفتح مجالا للنقد والنقد الذاتي والمراجعة وهذا أساس ما يسمى بالعقلانية».
وأضافت «تؤسس العلمانية على مبدأ محدودية العقل لأن الانسان خطاء»، لافتة الى ان «من يستعمل الدين حجة في سياقهم وفي حديثهم عن الشأن العام سيكون الدين بالنسبة لهم قناعا لايجاد حصانة لمن لا حصانة له أو لايجاد عصمة لمن لا عصمة له فلا أحد معصوما من الخطأ والنقد مفهوم أساسي في العلمانية».
وأوضحت ان «العلمانية تحمي من العنف بين المختلفين وتساوي بين المختلفين لا على أساسا معرفي فقط بل على أساس انه لا يملك أحد الحقيقة المطلقة»، مشيرة الى ان «العلمانية تخدم مبدأ المساواة ومن ثم تساعد على تقليص مجال العنف والألم غير المشروع الذي يعتبر مفهوما جديدا تتحدث عنه أدبيات القانون ومنه عنف اللامساواة».
وذكرت بن سلامة ان «الفكرة العلمانية ظهرت في سياق اتسم بالعنف باسم الدين»، لافتة الى ان «العنف الذي يتسبب في الألم غير المشروع هو عنف يحول المختلف في الدين الى شخص ذي وضعية دونية والى شخص وطنيته منقوصة».
ونوهت بأن «القانون بحسب الاعلان العالمي لحقوق الانسان ليس همه فرض النظام الذي من غاياته تجنب العنف الدموي بل همه ومقصده الاساسي حماية الافراد من الألم غير المشروع»، لافتة الى ان «الانسان حيوان مفكر».
الإنسان حيوان منوي
• اعترضت احدى الحاضرات على وصف الانسان بالحيوان والذي أشارت إليه بن سلامة خلال محاضرتها، فقبلت بن سلامة الاعتراض وقالت: هذا وصف أشار إليه كثيرين من الفلاسفة السابقين.. والانسان رغم نبله فهو كائن مفسد تسبب عن طريق التقنية في كثير من المفاسد.
• قال أحد الحضور في مداخلة له: «قبل 50 عاما من عمري كنت حيوانا... منويا كلكم كنتم حيوانات منوية»، ما قوبل بضحكات وتصفيق من قبل الحضور.
• اعترض أحد الحضور في مداخلة له على طرح بن سلامة مصطلح «المقدس المتوحش».
hguglhkdm>>> hg]dk ggi ,hg,'k gg[ldu