«قصور
الثقافة» المصرية احتفت بنجيب محفوظ
أعلن رئيس الإدارة المركزية للشؤون الثقافية بالهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر سعد عبدالرحمن عن تخوفه من أن يتحول نجيب
محفوظ إلى وثن نقدسه.
وقال ـ في الندوة التي أقيمت تحت عنوان «نجيب
محفوظ ورواية الأجيال»... كبداية لسلسلة من الندوات تقيمها الهيئة طوال العام المقبل والمخصصة للاحتفاء بصاحب نوبل: «ألاحظ أن الندوات التي تعقد حوله، تدور حول إيجابياته ومميزاته، وآمل أن نتناوله بطريقة لا يتحول فيها إلى شيء مقدس. لأنه في النهاية مشروع إبداعي به الجوانب الإيجابية والسلبية معا».
الندوة شارك فيها الناقدان حسين حمودة ومصطفى الضبع، والروائي قاسم مسعد عليوة. الذي عقد مقارنة بين «ثلاثية» نجيب محفوظ، ورواية «ملحمة السراسوة» لأحمد صبري أبوالفتوح، التي صدرت منها ثلاثة أجزاء، مؤكدا على وجود قواسم مشتركة بين الروايتين دفعته لعقد هذه المقارنة، قائلا: الثلاثية هى أول «رواية أجيال» في اللغة العربية، أما «ملحمة السراسوة» فهي آخر هذه الروايات التي صدرت حديثا وبين الروايتين أكثر من خمسين عاما، وهي فترة تتيح لنا قياس التغيرات التي طرأت على رواية الأجيال، فكل من العملين يرصد تعاقب الأجيال في أسرة مصرية، وتتميز الروايتان بتعدد الشخصيات، وتحكم العوامل السياسية والاجتماعية في مصائرها.
وقد سعى الكاتبان للتأريخ للطبقة الوسطى بالأسلوب الفني، حيث أرخ
محفوظ لتلك الطبقة المدينية في الفترة ما بين الحربين العالميتين، وأرخ أبوالفتوح للطبقة الوسطى الريفية ما بين القرنين الثامن عشر والعشرين، وقد اعتمد الروائيان على الموسوعات التاريخية، حيث اعتمد
محفوظ على موسوعات عبدالرحمن الرافعي، أما أبوالفتوح فقد اعتمد على موسوعات عبدالرحمن الجبرتي.
وقام «عليوة» برصد نقاط التباعد بين الروايتين، قائلا: تناول
محفوظ عالم المدينة والحارة في «الثلاثية»، بينما تناول أبوالفتوح الريف والقرية، ومدى الرواية الزمني واسع جدا عند أبو الفتوح مقارنة بالمدى الزمني للثلاثية، أما المدى الجغرافي فمتسع عند أبوالفتوح الذي اتخذ شرق الدلتا كله كمكان للأحداث، بينما يضيق المدى الجغرافي عند محفوظ، والمرأة لدى نجيب
محفوظ أم مستكينة، أو غيورة، أما أحمد صبري أبوالفتوح فقدم المرأة كنموذج إيجابي في الحياة، وكقائدة وصاحبة رأي، كما أن شخصيات
محفوظ تتسم بالتناقض القائم على الازدواج، بينما تتميز شخصيات أبوالفتوح بالمثالية، ومظاهر الفساد والانحلال موجودة بكثرة في الثلاثية، بينما تختفي في « ملحمة السراسوة»، إلى جانب وجود الفكاهة بكثرة عند محفوظ، بينما هي منعدمة لدى أبوالفتوح.
ومن جانبه، طالب الدكتور مصطفى الضبع. بأن يتم جمع الدراسات والأبحاث التي سيتم إلقاؤها في الندوات التي ستقام طوال العام المقبل - في عام نجيب
محفوظ - وتنشر في كتاب أو على موقع هيئة قصور الثقافة الإلكتروني، فمحفوظ يحتاج لأكاديمية تعمل عليه، خصوصا بعد قتل فكرة متحف نجيب
محفوظ وهي لاتزال في مهدها، كما أن هناك تقصيرا من الجامعة
المصرية في تناول
محفوظ على مستوى الرسائل العلمية، التي لم تتعد 30 رسالة، وبعض هذه الرسائل ليست صالحة للنشر.