في مقال ساخر وساخن لرئيس تحرير يورو سبورت : عن البيرة والجنس في قطر

سبورت - متابعات :
قطر تفوز بشرف تنظيم كأس العالم عام 2022، خبر مفاجئ نزل كالصاعقة على رؤوس الكثير من الناس والدول في العالم، كنت أسوق سيارتي عائداً من أم القوين إلى دبي حيث أمضيت يوم إجازة جميلاً مع عائلتي وبعض الأصدقاء وأسرهم على شواطئ أم القوين الدافئة، حفلة صيد وشوي على شاطئ أم القوين الحالم والرومانسي.

بدأت الاتصالات ورسائل الايميل تنهمر على موبايلي في طريق العودة، كأن العالم جن، رسائل تهنئ ورسائل تستفسر وأخرى تسأل، إحدى رسائل الايميل التي وصلتني كانت من وولكر لي مدير تحرير النسخة الانكليزية من يوروسبورت، طرح عدداً من الأسئلة وطلب الإجابة عليها لتوضيح الصورة "للجهلة الانكليز" كما ورد في بداية رسالته.

أحد الأسئلة التي أثارت ضحكي كان: هل نستطيع شرب البيرة في قطر!

سؤال آخر أثار ابتسامتي: هل تستطيع النساء حضور المباريات في ملاعب قطر!

وأسئلة أخرى حول قدرة قطر، هذا البلد الصغير على تنظيم هكذا بطولة عالمية، أجبت على الأسئلة وقلت في معرض ردي إن النساء بالتأكيد يستطعن حضور المباريات وتشجيع فرقهن في قطر، أما عن البيرة فلا تقلق أبدا، تستطيع شرب أحسن بيرة في العالم في قطر.

لم تكف هذه الإجابة قارئا انكليزيا فأرسل يسأل متهكما، نستطيع شرب البيرة لكنها غالية جدا في قطر! يا سلام، هو الّلي بده يسكر بده يعد قداح يعني؟

وتابعت النقاش والتعليقات على الحوار وأغلبها كان يتركز على البيرة والنساء، هل نستطيع شرب البيرة في الملعب، وهل البيرة مسموحة في الشوارع أو على شط البحر! والله كأنه الأوروبيين مفطومين على البيرة يا جماعة.

أسئلة أخرى: هل تستطيع النساء لبس البكيني في قطر، وهل من الممكن أن نقبل صديقاتنا أو هل نستطيع ممارسة الجنس في قطر... والله كأنه القطريين المساكين والدين رحماني، و... يا سلام هل هو كأس العالم في كرة القدم أم في شرب البيرة وممارسة السكس!

من خلال هكذا أسئلة وغيرها تبرز تعليقات عنصرية عن العرب والإسلام وفساد الفيفا وأن العرب اشتروا كأس العالم بأموالهم التي لا تأكلها النيران- يا حسرة إللي بيسمع بيصدق- ونادراً بل قليلا ما تأتي سيرة كرة القدم التي هي أصل النقاش كله، تم تناسي كل ذلك في غضون طغيان سؤال البيرة والبكيني وحفلات البوس الملتهبة.

هؤلاء الانكليز الجهلة لا يعرفون الحقيقة: النساء يحكمن العالم العربي على مدى التاريخ، وجاءت لخاطري قصيدة مظفر النواب الرائعة التي يقول في أحد مقاطعها: إن فخذ امرأة يحكم أكثر من كسرى في الليل... أليس هذا صحيحا؟ الملك الحقيقي في العالم العربي هو صاحبة الجلالة الملكة وليس الملك، وذلك على مدى تاريخه، من يتخذ القرارات في العالم العربي هو الملكة وليس الملك وارجعوا للتاريخ، وقد تكون هذه الملكة هي صاحبة الجلالة، وقد تكون عشيقة صاحب الجلالة المهم هي امرأة في الآخر.

تابعت النقاش الذي ما زال مستمرا حتى اللحظة ثم مللت منه.

من الواضح تماما أن هناك سوء فهم شامل وكبير للعرب في أوروبا، البعض وربما الكثير من الأوروبيين يعتقد أننا ما زلنا نعيش في الخيام ولا يعرفون مقدار التطور والرقي الذي وصلت له دول مثل قطر أو الإمارات العربية المتحدة. وهنا اشكر الفيفا التي تحاول من خلال كرة القدم تقريب العالم من بعضه البعض والنجاح فيما فشل فيه سياسيو العالم على مدى تاريخهم الأسود الطويل.

---

td lrhg shov ,shok gvzds jpvdv d,v, sf,vj : uk hgfdvm ,hg[ks r'v