(5 ) مدار الأفكار
فتنة النساء
يقول الشاعر العربي :
العبد ما دام ذا عين يقلبها = في أعين الغيد موقوف على خطر
يسر ناظره ما ضر خاطره = لا مرحبا بسرور عاد بالضرر
في أمثال العرب: ثلاثة لا أمان لهم: المال ولو كثر والسلطان ولو قرب والمرأة ولو طالت عشرتها
تحفل الحياة الدنيا بأنواع الملاذ والمغريات، والفتن والشهوات، ورأسها وأشدها فتنة النساء، فجاء
ذكرهن متقدما جميع الشهوات بقول الحق سبحانه وتعالى: «زين للناس حب الشهوات من النساء
والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث» آل عمران.
فالنساء لهن وقع في القلوب ونزع وتشوق في النفوس، وقبلة للاستئناس والالتذاذ، فهن حبائل
الشيطان وأقرب إلى الإفتان، وقد تعوذ المصطفى صلى الله عليه وسلم من فتنة النساء، وحذر منها، إذ
يقول: «لولا النساء لعُبد الله حقا»، ويقول عليه الصلاة والسلام: «ما تركت بعدي فتنة أضر على
الرجال من النساء»، إن الفتنة بالنساء أشد من الفتنة بغيرهن، وأقوى، فهن الأصل في الفتنة،
والنساء - كما يقال - شر كلهن، وأشد ما فيهن عدم الاستغناء عنهن، فالمرأة تشغل الرجل عن طلب
أمور الدين وتحمله على التهالك في سبيل الدنيا وطلبها، وهذا أشد أنواع الفتنة والهلاك، وكما يقول
الشاعر:
وحق الذي سلخ الصباح من المسا=مـا للرجـال مصيبـة إلا النسـا
فالنساء مصدر ضعف للرجال في كثير من الأحوال، وكما يقول أمير
المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «خلق النساء من ضعف وعورة، فداووا ضعفهن
بالسكوت، وعوراتهن بالبيوت»، وقيل للاسكندر: «لو أكثرت من النساء حتى يكثر نسلك ويحيا
ذكرك، فقال: إنما يحيي الذكر الأفعال الجميلة والسير الحميدة، ولا يحسن بمن يغلب الرجال وتغلبه
النساء».
ويقول سعيد بن المسيب: «ما يئس الشيطان من ولي قط إلا أتاه من قبل النساء»، فالمرأة تقبل وتدبر
في صورة شيطان، ما يشير إلى أنها تدعو للهوى والفتنة بجمالها وما جعل الله في طباع الرجل من
الميل إليها، كما يدعو الشيطان بوسوسته وإغوائه لذلك، ويقول الشاعر:
إن النساء شياطين خلقن لنا=نعوذ بالله من شر الشياطين
يقول عبدالرحمن النابلسي في مؤلفه «الحب والنساء»: إن الشيطان
انتقى من النساء زمرة تأتمر بأمره وتنفذ أهدافه في إغواء الرجل، فبدل فيهن الطفولة العذبة بالمكر
والكيد، والأحلام الجميلة بالواقع المر، والهمسة الموسيقية، بالكذب والخداع، والثغر الصباحي
المشرق بالفم الطافح بالغش الأسود، ونظرات العيون الصافية بزورات اللؤم والخسة، وبدل طهر قلبها
برجس من الغرائز، ونعومة جسدها بمصيدة تنزلق داخلها قلوب الرجال، فكم من رجل اكتوى بنار
المرأة الغادرة فصب عليها كل ما في قلبه من الغضب.
فالنساء سريعات التقلب، تسيرهن العواطف وحدها، وقل إن يستخدمن عقولهن، ويقول أحد الأطباء
النفسانيين: «في أعماق كل امرأة، نزعة من ميراث حواء تجر تكفيرها أحيانا إلى اِقْتِفَاءُ النّوْرِ عن الشجرة
المحرمة، والمهمة الوحيدة للعاشق الموفق هي كبح جماها»، فالمرأة ضعيفة الإرادة وتفتنها كثيرا
المغريات، وفي الأمثال العربية يقال: ثلاثة لا أمان لهم: المال ولو كثر، والسلطان ولو قرب، والمرأة
ولو طالت عشرتها، وكذلك يقال: لولا وجود المال والنساء لما كان هناك عذاب بالنار، ويقول الكاتب
الألباني رجب كشوسيا: «إن النساء تتلذذ بآلام الرجال، كما يتلذذ الرجال بسعادة النساء».
واتباع مشورة المرأة وسماع رأيها لا شك أنه يورد للمهالك، وسبب الشقاء والعناء، نأمل أن يكون
وقع هذه الكلمات خفيفا على نفوس بنات حواء وأن يتقبلن الحقيقة بحلوها ومرها.
يا فتنة الدنيا على مرّ الأيـام=وأكبر خطر لقلوب كل الأنامي
منكن وفيكن ضر ّ وآمال وآلام=وأحلام وهيام ٍ ونور الغرامي