الله لا يكتب عليك السفر على الكويتية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد،
بداية الحمد لله على كل حال الذي لا يحمد على مكروه سواه، "الله لا يكتب عليك السفر على الكويتية" هذا حال جميع ركاب طائرة الخطوط الجوية الكويتية، المتجه من الكويت إلى الإسكندرية. رحلة رقم 545 التي كان المفروض موعد إقلاعها 11:10 مساء يوم 27 نوفمبر 2010.
ملخص الأحداث
بدأت الأحداث في مطار الكويت الدولي عندما نسي أحد موظفي المطار المسئول عن لوحة الإعلان عن وضع رحلة الإسكندرية ضمن جدول الرحلات، وأخذ الركاب يتساءلون عن مكان الانتظار والبوابة، رقم أن بعض الركاب كان قد كُتب على تذكرة السفر التي أستلمها من مكتب الخطوط الكويتية، بوابة رقم 8 والبعض الآخر قد كُتب له البوابة رقم 2، وبعد تصحيح الخطأ واستبدال تذكرة السفر بتذكرة جديدة تم الاتفاق على أن البوابة المخصصة هي البوابة رقم 2، توجه الركاب إلى تلك البوابة وكانت هناك أربع رحلات مختلفة لتلك البوابة، مما أدى إلى تزاحم شديد عند تلك البوابة، وحتى الساعة 10:30 لم تدرج رحلة الخطوط الجوية الكويتية المتجه إلى الإسكندرية، والتي مقرر إقلاعها الساعة 11:30 مساء. وبعد كثرة السؤال تنبه أعضاء المطار والكويتية أن الرحلة لم تدرج، وقد أدرجت الساعة 10:45 دقيقة مساء، أشتد الزحام بعد إدراج الرحلة عند مخل البوابة، وأزداد الازدحام في صالة الانتظار استعدادا للسفر، مما أدى إلى تأخير الأربع رحلات جميعها، والتي كانت متجه لأربع وجهات مختلفة (البحرين- دلهي- إسلام أباد – الإسكندرية) وجاء ذلك الترتب حسب جدول الرحلات المدرجة. وكانت هناك الرحلة الرابعة متجه إلى القاهرة إلى أنه تم تغييرها إلى الإسكندرية. وهذه الحركة أعطت مؤشرا لبعض الركاب لقول بعض العبارات التي سوف تأتي لاحقا. البوابة.
وبعد انتظار دام أكثر من ساعة سمح الموظفين للركاب التوجه إلى الطائرة، وتم نقل الركاب "بالحافلات" إلى الطائرة وبعد نقل جميع الركاب من المطار إلى الطائرة، وإغلاق أبواب الطائرة بدأت الطائرة بالتحرك، وتم الإقلاع في تمام الساعة 12:30 صباحا، وقد أعتذر قائد الطائرة عن ذلك التأخير، الخارج عن الإرادة وذلك بسبب كثرة حركة الطيران في مطار الكويت الدولي، أستقبل الركاب ذلك الاعتذار ببعض القبول وبعض السخرية، وكان الأمل الوحيد الوصول بالسلامة إلى الوجهة التي يريدونها، وقد تم حجز التذكرة لذلك الغرض.
وبعد تقديم الوجبات والمشروبات الساخنة، وقراءة بعض الصحف، أعلن قائد الطائرة أنه دخل الأجواء المصرية، وأن درجة الحرارة في مدينة الإسكندرية تبلغ 18 درجة وأن الأجواء جميلة والطقس صحو، وذلك في تمام الساعة 2:00 صباحا، مما هون الأمر على جميع الركاب عناء السفر، والانتظار الممل في الطائرة ومطار دولة الكويت. وفي تمام الساعة 2:15 أعلن قائد الطائرة الاستعداد للهبوط في مطار الإسكندرية الدولي (النزهة)، وطلب من جميع الركاب الجلوس وربط الأحزمة، وبالفعل جلس جميع الركاب وبدأ الهبوط التدريجي، أعلن قائد الطائرة الساعة 2:20 صباحا بأنه تم تحويل الرحلة إلى مطار القاهرة الدولي، وفي تمام الساعة 2:45 صباحا، تم الهبوط كليا في مطار القاهرة الدولي اضطراريا....!!؟؟
وهنا علق بعض الركاب بقولهم"من المستحيل تكون المسافة بين الإسكندرية والقاهرة بهذه السرعة، يبدو أن قائد الطائرة كان متجها منذ البداية من الكويت إلى القاهرة مباشرة، لأن المسافة بين الإسكندرية إلى القاهرة تستغرق أكثر من 20 دقيقة" وكان دافع هذا القول هو لوحة الإعلانات في مطار الكويت عندما كانت الرحلة كتبت أنها إلى القاهرة.
لأول مرة منذ ثلاث سنوات أجد جميع الركاب ملتزمين في أماكنهم ولم يقف أي راكب، استعدادا للخروج من الطائرة، طلب قائد الطائرة، الانتظار حتى يسمح للركاب النزول بعد أخذ الأذن من السلطات المصرية في مطار القاهرة الدولي. وفي تمام الساعة 3:00 صباحا أعلن قائد الطائرة بأن مطار القاهرة قد سمح للركاب النزول من الطائرة، وسوف تكون هناك وسيلة نقل مناسبة تنقل الركاب من القاهرة إلى الإسكندرية، ذلك ما دفع الركاب إلى النزول من الطائرة التي كانوا قد رفضوا التحرك من الطائرة، إلا أن وعد قائد الطائرة كان واضحا، وهو بنقلهم بوسيلة نقل مناسبة إلى مدينة الإسكندرية، بالفعل تم نقل الركاب من الطائرة إلى صالة القدوم في مطار القاهرة الدولي "بالحفلات"، أمتنع موظفي مطار القاهرة الدولي باستقبال القادمين على متن الخطوط الجوية الكويتية، وأستمر النقاش والجدال حوالي نصف ساعة وأصبحت الساعة في تلك الأثناء 3:30 صباحا وبعدها سمح للركاب بالدخول الأراضي المصرية، وبالفعل تم السماح بالدخول للركاب، وبعد دخول الركاب توجهوا إلى أخذ حاجاتهم التي كانت بصحبتهم، وبالفعل تم استلام اغلب الركاب أغلب حاجاتهم. وتوجه جميع الركاب إلى بوابة الخروج بحثا عن تلك الوسيلة المناسبة التي سوف تنقلهم إلى مدينة الإسكندرية، وبعد ربع ساعة من الانتظار والبحث عن تلك الوسيلة واستدعاء أحد موظفي الكويتية في مطار القاهرة الذي حضر في تمام الساعة 4:00 صباحا، وقد أشار إلى حافلة "قذرة" تتسع إلى 20 راكب قبل بعض الركاب بالركوب بتلك الحافلة، لانتهاء تلك المسرحية الهزلية التي وكان قصتها موظفي الخطوط الكويتية في مطار القاهرة الدولي، وعند توجه الركاب إلى تلك الحافلة، لم يجدوا مكانا يضعون فيه أمتعتهم فوضعوا أمتعتهم داخل الحافلة مما قلل عدد الركاب إلى 10 ركاب، وكان عدد المسافرين على رحلة الخطوط الجوية الكويتية رقم 545 يتجاوز 70 راكبا.
جن جنون الركاب من التصرف غير المسئول من موظف الخطوط الجوية الكويتية، فطلب الركاب بتقديم شكوى في رسمه ضد الخطوط الجوية الكويتية وقائدها والموظفين الذين كذبوا على الركاب في وسيلة النقل المناسبة، توجه الركاب إلى الطيران المدني لتقديم شكوى، وقيل للركاب إن المختص في تقديم شكوى من هذا النوع هو "شرطة السياحة" وعند الوصول إلى شرطة السياحة المصرية، بتجمهر كبير داخل المطار من ركاب الرحلة 545. وإبلاغهم برغبة الركاب بتقديم شكوى رسميه على الخطوط الجوية الكويتية، حاول ذلك الموظف حل الأمور سليما و وديا إلا أن حلول الموظف المختص الذي يدعي أنه المسئول عن الخطوط الجوية الكويتية في مطار القاهرة "محمد أشرف محمد" كان قليلة جدا، وبعضها فيها إساءة للركاب، بأسلوب متعنت ومتجرف على الركاب، مما جعل الركاب يقدمون عليه وعلى الخطوط الجوية الكويتية شكوى رسميه، وذلك بتمام الساعة 4:30 صباحا بتوقيت الكويت – 3:30 صباحا بتوقيت الإسكندرية. كتب الموظف المختص شكوى رسمية حملت الشكوى رقم 3 أحوال الساعة 3:30 صباحا. بعد أن أعطاه المسئول عن أمن المطار الإذن بتسجيل شكوى، وقد قام جميع الركاب بالاحتفاظ بالتذكرة لحفظ حقهم بالشكوى، لأن القانون المصري حسب ما قاله موظفي شرطة السياحة المصرية "أن ينوب عن جميع الركاب ثلاثة ركاب فقط هم من يسجل أسماؤهم بالشكوى"، وكانت مطالبهم جدا بسيطة، إما توفير وسيلة نقل مناسبة تنقلهم من مطار القاهرة إلى مدينة الإسكندرية، أو توفير لهم سكن حتى تتضح الرؤية، وينقل الركاب بالطائرة إلى مطار الإسكندرية، إلا أن تلك المطالب أعتقد أنها كانت تفوق صلاحيات ذلك الذي يدعي أنه مسئول للخطوط الجوية الكويتية في مطار القاهرة.
من خلال نقاش بعض الركاب مع رجال الأمن، أتضح أن الطريق من القاهرة إلى الإسكندرية يمر ببوابتين إحداها في بداية الطريق الصحراوي قرب القاهرة والأخرى في نهايته قبل الوصول إلى الإسكندرية، وتلك البوابات مغلقه لسوء الأحوال الجوية. مما دفع الركاب برفض وسيلة المواصلات وطالبوا بتوفير السكن للمبيت في القاهرة، لأن الطريق مغلق بين القاهرة والإسكندرية لدواعي أولا: أمنية لأن يوم 28 نوفمبر 2010 هو يوم الانتخابات لمجلس الشعب المصري، وثانيا: لسوء الأحوال الجوية. لجأ بعض الركاب إلى الإقامة في فنادق القاهرة مما كلفهم مبلغ 300 دولار مقابل المبيت لليلة الواحدة. ولجأ البعض بالمقامرة بالتوجه عبر مركبة أجرة إلى الإسكندرية عبر الطريق الزراعي، والبعض الآخر حاول أن يجازف ويتجه عبر الطريق الصحراوي.
بعض الركاب من أتجه نحو الطريق الصحراوي مع مركبة أجرة بلغت أجرتها 250 جنيه للراكب ما يعادل 50 دولار، كانت الرؤية منعدمة تماما، وعند الوصول إلى بوابة القاهرة باتجاه الإسكندرية، وجدوا رجال الأمن قد أغفلوا البوابات، وبعد شرح الظروف له وكان من ضمن الركاب من كان قد أجرى عملية رباط صليبي وتدهورت حالته الصحية خلال الرحلة، فسمح رجال الأمن لتلك المركبة بالمرور، وخلال الطريق الذي تبلغ مسافته حوالي 200 كم، والمركبة التي تسير ببطء شديد لانعدام الرؤية استغرقت الرحلة حوالي 5 ساعات تقريبا، خلال الطريق توجد عشرات المركبات التي أصيبت بعدة حوادث متفرقة وإصابات جسدية لركاب تلك المركبات، وكان بعض تلك الحوادث للمركبات لبعض ركاب تلك الطائرة، وآلاف المركبات المتوقفة على جانبي الطريق، لتحسن الرؤية ثم المتابعة المسير إلى القاهرة.
تلك هي بعض مآسي الركاب الذي كان ذنبهم الوحيد هو اختيار الخطوط الجوية الكويتية، كناقل لهم من الكويت إلى الإسكندرية، ولازال يقول ركاب رحلة 545 المشئومة " الله لا يكتب عليك السفر على الكويتية"
مرفق صور ... لبعض الأحداث ... من قلب الحدث ... فيلسوف الكويت
الصورة الأولى
الصورة الثانية
الصورة الثالثة
الصورة الرابعة
الصورة الخامسة