تهجين الشعر
إن المتابع لأكثر القنوات الفضائية المهتمة بالشعر الشعبي يجد أن التمثيل وكثرة
الحركات والمبالغات هي السمة السائدة وبعيدا عن روح الشعر الذي هو ديوان العرب ومن وحي
ذلك جاءت هذه القصيدة الحصرية للشموخ حيث لم يتم نشرها من قبل :
نص شعر اليوم مكسور وهبيط =ما يتخيّط لو بعضهم خيطوه
المخيّط ما يتحكم بالمخيط = عالعن معنى الخياط وعيّلوه
يحسبون الشعر رسمه وإتخطيط= إدعوا تحسين وضعه وأعدموه
حرّفه مشوط وعدّل به مشيط = غيّروا نهجه وقالوا حدثوه
ابتلا من يد نشيط ليد نشيط = خربوا معنى القصيد وكسّروه
ما يبون إلا المعيّر والعبيط = ومن عرف تمثيل دوره لا دعوه
لا وصلهم له فحيح وله فحيط= قدموه وبالمنصة قعدوه
يوم جاهم من طرف شخص ٍ وسيط= أيدوه وبروزوه ولمعوه
عن طريق الواسطة جاله قشيط= وقبلوه وصفقوله وأمدحوه
وقالوا إنه شاعر ٍ ماله غليط= رحبوبه بأمسيتكم وأرفعوه
وإصدقوا ما قال لوهو ما يحيط= والقصيد اللي يقوله وقعوه
وقال أنا صوتي قوي وسط الشريط= إرفعوا صوت المسجل وأسمعوه
وقام يومي في يدينه مستشيط= إنهبل يوم المهبل شجعوه
كنه اللي راثع ٍ له في غبيط= ما تعلّم للشداد ولا أعسفوه
وقال أنا شاعر وبالمعنى غويط= إفهموا معنى كلامي وإكتبوه
شاعر ٍ معروف فهمان وحويط= كل قولي يا جماعة سجلوه
وعمموه من المحيط إليا المحيط= ودرّسوه وبالمدارس وثقوه
ثبتوا شعري ترى ما هو بسيط= جوهر ٍ مكنون تكفون إحفظوه
وإتضح قوله خليط ٍ في خليط= ما يتعدّل منهجه لو عدّلوه
ما يفيد العلم بالقلب المليط= ولا يحفظ العلم لوهم علّموه
مارج ٍ مرجوج ولسانه سليط= طاير ٍ يوم المسفّه طيّروه
يحسب إن الشعر في سجنه ربيط= هجّنه واللي دعاهم هجّنوه
ولا كمل مدة سنة هفة مقيط= إندثر شعره وعشاقه نسوه
مبارك الطومي