*399 وأراهم في طريق عودتهم
**قال: ترى بهاء وجوههم أوّل أعمارهم و أراهم في طريق عودتهم إلى قبورهم قبل الموت بقليل ،،وقد غادرهم البهاء وصاروا كقطع أدَم مجّعدة ،،،فأنظرُ وأتعجّب ،،ومن يعجبك غناه انتظره هنا ومن يعجبك كِبْرُه انتظره هنا ،،اانتظرهم في طريق عودتهم قبل القبر بقليل ،،،وانظر اليهم وهم يُلقون ما أخَذَتْ أيديهم ،،، كانوا كأنهم يحملون كومة قش في رياح عاصفة ،،فيعودون بلا قشّة واحدة ،،،فاشفق أكثر - ان كنتّ حكيما - على أكثرهم عزّا وغنى ،،،لأنّ الحكما ء ،،لا يحسِبون إلاّ بعد نهاية الطريق
,
،،سعادتك في هذه الدنيا تشبه سعادتك وأنت في بستان تتجوّل فيه ،،ولكنّك في نفس الطريق الى مَخرَج البستان ،،فيختلط الحزن بسعادتك ،،،،! وكلّ سعادة بلا دوام ،،،يكتنفها الموت ،،،وكيف يُفرحك الموت !!،،
.
،، فأنا أشعرُ باختناق ،،وأنا بين الموت والحياة ،،أنا حيّ ولا أعرف متى أموت ،،! أريد أن أنفلتَ إلى حياة بلا جدار في الطريق ،،،أرتطمُ به كلّما هممتُ بالمسير ،،،أريد حبورا بلا حزن ،،،وأريد أن أخرج من قاعة امتحان عمرها ستّون عاما أو يزيد ،،،ما كنت فيها إلاّ قائدا لنفسيَ العمياء ،،،أشقُّ بها فضاء معتما لا أرى ما فيه ،،إلاّ ما كان يرسله الله من ضوء على عتمتي ،،،،وكيف كانوا يعبرون عتمتهم وهم لا ينظرون إلى تلك السماء التي لا يرسَل الضوء من جهتها ،،حيث الله،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،!
**ربما يتدنّس الجسد وروحه لا يصيبها الدنس ،،لذلك فلآثمون الأطهار بروحهم ،،يتمزّقون بين دنس الجسد وطهارة الروح ،،،فتخرُج الدموع من جروح تشقّقاتهم ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،فيغفر الله لهم ،،،،،،
**ونحن ،،مثلكم مشتاقون ،،نحن والأحبّاء في كورونا كأنما نسكن في خندقين ،،ولا نجرؤ على الخروج منهما لرؤيتكم ،،خوف الرصاص
**صدقت ،، ألحبّ يقلّم مخالبنا ،،،ويحطّم أنيابنا
**..نحن لغة معجونة باحلامنا وأشواقنا وأحزاننا ،، ،وأنت تناقشين كلّ شيء بصدق ،،ستلتقين بكلّ حقيقة في نفسك وبكلّ ما فيها منير ،،،،ما غاية الحكمة إلّا بناء الإنسان ،،مؤمنا صادقا ،،ومنيرا
**قال: أنا أفكّرُمنذ وُلدت ،،،،،،،،،،ولو عرفتُ كلّ شيء ،،،بمَ أفكّر بَعْد ،،!نحن تفكير لا ينتهي ،،لأنّ العِلم لا ينتهي ،،وكلّ ما يتنافس فيه الإنسان ،، أشياء يرونها عالية وهي في الحضيض ،،،وما مجّدتُ في هذه الحياة سوى عقل عميق يفهم كلّ شيء ،يجد خالقه ويظلّ معه إلى أن يعود اليه ،ويظلّ في صعوده الصادق المستقيم حتى يلقاه ،،،،،،ومجّدتُ قلبا كبيرا يعطف على كلّ شيء ،،فيمشي وكأنّ العالَم في قلبه يرعاه بكلّ عطفه
عبدالحليم الطيطي