حن الحجيجُ إلى لقاكَ وجاؤوا = وأنا المتيمُ ... حسرةٌ ودعاءُ
حملوا على عيس ِ المشاعر شوقَهمْ = فتهللتْ بخطاهمُ الأرجاءُ
وتراقصتْ عند اللقاء ِ قلوبهمْ = فهمُ بوصلِ حبيبهمْ سعداءُ
لا الأرضُ أرضٌ من سمو نفوسهمْ = عند الوصالِ ولا السماءُ سماءُ
وتزاحموا عند الطوافِ ببيتهِ = وعلى الوجوهِ تبسمٌ وسناءُ
ذكروا الذي لا رب يــُعبــــَدُ غيرُهُ = فكسا القلوبَ من الجلالِ بهاءُ
من زمزمِ الإيمانِ والنور ارتووا = فإذا القلوبُ طهارةٌ وصفاءُ
وسعت مشاعرهم بمروةَ والصفا = فكسا النفوسَ توددٌ وإخاءُ
وتنقلوا بين المشاعرِ خشعاً = وثيابهمْ كقلوبهمْ بيضاءُ
جاؤوك معترفين بالذنبِ الذي = تدري به وعيونهم سحــَّاءُ
لا رب غيرُكَ يقصدون جوارهُ = وسواكَ كل العالمين هباءُ
الكل مفتقرٌ إليك وخاضعٌ = وأمام عزك كلهم حقراءُ
جاؤوك يفترشون ذلَّ خضوعهمْ = أيــَرُدُّ بابــُكَ سيدي من جاؤوا
تركوا حطامَ الأرضِ خلفَ ظهورهمْ = وأتوكَ يحملهمْ إليكَ رجاءُ
قصدوك يا من لا يــَــردُ عبادهُ = أنت الغني وكلهم فقراءُ
حبسوا النفوس َ على رضاكَ وخيموا = في أرض حبكَ والخشوعُ كساءُ
هتفتْ بحبك يا كريمُ قلوبهمْ = وعلى الشفاهِ تضرعٌ ودعاءُ
فبحقِ حقك يا كريمُ قبلتـــهمْ = وغفرت زلةَ مذنبين أساؤوا
بؤساءُ أن لم تكتنفنا رحمةٌ = وبدون فضلك إننا ضعفاءُ
فارحم وفودَ القادمين تكرماً = واغفر وإن جــَـلَّتْ بهم أخطاءُ
واشمل بعفوك ذنبَ عبدٍ خاطئٍ = إن قلتَ فيهم : أنتم الطلقاءُ
ولوالدينا والبريةِ رحمةً = يحظى بها الأمواتُ والأحياءُ