التشكيلية التونسية آمال بن حسين والتجريب في أفق الجسد
http://www.alraimedia.com/Alrai/Reso...a9fc895307.jpg
من اللوحات الفنية
عندما يخوض الفنان تجاربه الشخصية والابداعية المختلفة، ويدخل نفسه في مغامرة التجريب يتخطى الكثير من الامور في ملابسات الواقع اليومي والانساني، ساعتها تكون الدهشة في الانتقالات من حيثيات العمل المدروس فنيا من جميع النواحي الى صيغ العمل التلقائي، ان التركيز المعرفي يقود الفنان الى انتهاج أسلوب في كل مرحلة بعيدا عن الثوابت التي يعتقد البعض توافرها في الابداع الفني هذا ما تقودنا اليه تجربة الفنانه التونسية آمال بن حسين وهي تصوغ في محترفها الفني بالضاحية التونسية سيدي بو سعيد، اطر تجربتها التعبيرية «بمراحل مختلفة»، فقد تجسد لدى الفنانة الحس القصصي «الروي».
والحكايات اليومية المجتزئة والتي لم تكتمل، فهي تدخل بحذر هدفا يحمل أبعادا رمزية عبر ثنائية الجسد الانساني كبعد واقعي يمتد الى الخيال بالف رابط. فادخلت البعد الخيالي ووظفته من اجل إيصال الهدف الاتساقي والمعرفي للفكرة عبر دلالات شفرات معرفية تتكئ على عناصر الاستجلاب الشكلي للجسد كثيم وصفية وتعبيرية وتوظيف الميول العاطفية للانسان الباحث عن انسانيته،فتتواصل ببحثها الدائم عن ايقاع داخلي متنوع المظاهر.
فهي تطبع اشكالها على الخلفية شفافة لاتخلو من السوداء لتأكيد الهدف الانساني في التشخيص، وتحاول ان تطور هذه التجربة ببعدها الديناميكي والحركي، من اجل خلق تكوين مدروس يخاطب الحسي والجمالي الصرف في عين المتلقي، فقد امتزجت الاجساد بصيغ خطوط تعبيرية يتوازن فيها التعبير مع التجريد، وهذا ما سيقود الفنانة الى التجريب الابداعي اليومي لخلق اسلوبية مميزة تميز روح العمل الابداعي في انتاجها.
تتعامل آمال بن حسين مع اللوحة بحالات من الصدق الفني المبدع، وهي تخلق الأشكال غير المألوفة، وتوظيفها بشكل مدروس في دائرة التجريب والبحث الذي يقود الفنانة الى تجارب جديدة وتقنيات متعددة تتسم كلها بالمغامرة الخلاقة. بالرغم من عدم تشبثها المطلق بأسلوب واحد انما تنفتح على افق الاسترسال في البحث عن لحظة الابداع. هذا ما يعطي للتنوع المدروس في اعمالها بعدا ايجابيا يغني تجربتها، فالفن عندها لا يحده حدود ولا يؤطره أسلوب، بل تظل بصمة الفنانة الآنية هي المعول عليها في ايجاد الابداع عبر تعدد الأساليب والتقنيات.
ان تقنية الخطوط الفاصلة بين اللون والثيم الجسدية بخطوطها الطولية والتوازن الأفقي، تخرج اللوحة من بعثرة الأشكال في الفراغ وتحددها وفق نسق عملي تستند اليه الفنانة في معظم اعمالها. فهي تخوض تجربة التجريد التي يشكل اللون والخطوط أساسا لها.
تحاول ان تجرد ما يمكن تجريده في ظل مساحات الفراغ والتفاصيل التجسيمية وقدرة الألوان على اعطاء ايقاع تعبيري معين فهي لا يحكمها قانون ثابت في التكوين بين الأسفل او الأعلى ومن الجوانب الى الوسط في تكوين الاشكال الانسانية بل تحكمها القيمة التعبيرية.
ان الخبرة والمراس اليومي أعطت الفنانة هذه القدرة في خلق الفضاء الحر في تقنية التجريب دون الاستقرار على شكل استهلاكي. فمحور العمل عند الفنانة آمال بن حسين، يرتكز على التناول الحر للعمل الفني وتكيفه لونيا وايقاعيا، كي تصل به الى اتساق معبرة وسيطرة واضحة على تجسيد لحظة الابداع الواعي.
اذ يمكننا ان نقول إن الفنانة بجهدها المثابر استطاعت ان تكون فنانة تجريدية بامتياز. فمعرفتها باسرار التجريد ووعيها كباحثة في مجال الفنون البصرية أهلها لأن تنحو بتدرج معرفي واضح نحو التمكن والخوض في تجارب ابداعية خاصة لها ميزة التفرد، ان اللوحة التجريدية تحتاج الى خبرة ووعي وعين مدربه على ايجاد الجمال واقتناصه، وليس مجرد «شخبطات»، كما يحلو للبعض ان يفعل. ان اعمال الفنانة تعتمد على فكرة هدم الشكل باللون واجراء معالجات جديدة علية واعادة بنائه وتشكيله بخطوط واضحة المعالم، وما طغيان اللون الاسود وضبابية تداخل اللون الاحمر والاصفر، الا محاولة لابراز وتجسيد ذلك الاستلاب الانساني الذي تحاول ان تعبر عنه.
فالفنانة آمال بن حسين... تمثل اتجاها في المحترف التشكيلي التونسي والعربي النسوي تبلور خلال السنوات الأخيرة الماضية يحاول ان يحمل لواء الجرأة في تقديم منجز بصري حداثوي يضاهي ما تنجزه محترفات الفنون العالمية، واعتقد ان مثل هذه التجارب تتطور وستثمر ان وجدت الفضاء المفتوح، لإيصال تلك الرؤى والتجارب والأفكار الثرية بانسانيتها الى قاعات العرض وعين المتلقي الواعي.
لقد صنعت الفنانة لنفسها فضاء مفتوحا لتطوير التجربة التجريدية سواء من الناحية الشكلية او التقنية، فالتجديد التقني يلازم اللوحة التجريدية التي تعتمد بشكل اساس على التكنيك وقدرة على استعمال المواد وتكييفها بانساق معرفية، سواء في اختيار المواد موضع التجريب الى جانب اختيار المقاسات المناسبة فالأحجام الكبيرة، مثلا تلعب دورا في عملية التلقي وتحاول ان تعطي انطباعا تأثيريا اكثر في تجسيد فكرة العمل للتعبير عن هموم الانسان عبر غنائية لونية مثيرة للحواس.
hgja;dgdm hgj,ksdm Nlhg fk psdk ,hgj[vdf td Htr hg[s] Hlhl Htr hgja;dgdm hgj,ksdm hg[s] psdk ,hgj[vdf