عبر بحث توثيقي قدمته المؤرخة أبرار ملك
ماما أنيسة... مساحة مضيئة في تاريخ الكويت الإعلامي
http://www.alraimedia.com/Alrai/Reso....kethab.02.jpg
ماما انيسة
http://www.alraimedia.com/Alrai/Reso...a899651004.jpg
http://www.alraimedia.com/Alrai/Reso....kethab.01.jpg
http://www.alraimedia.com/Alrai/Reso...99550ac9c4.jpg
تتميز تجربة ماما أنيسة في مجال عمل الطفولة والإعلام، بالريادة والتواصل المثمر مع الإنسانية بكل أشكالها.
ومن خلال هذا التميز المشهود محليا وخليجيا وعربيا، جاء كتاب الباحثة أبرار أحمد محمد ملك وعنوانه «ماما أنيسة... الإنسانة بين صغار اليوم وصغار الأمس وكبار اليوم» كي يُلقي الضوء على شخصية نسائية كويتية مهمة، قدمت خلال مشوارها الإعلامي والثقافي الطويل عطاءات كثيرة، وحملت على عاتقها مسؤوليات كبيرة، لعل من أبرزها الارتقاء بالطفولة، والاهتمام بها في سياق إنساني جذاب.
ويظهر كتاب ملك في ما يشبه ومضات تُسلط أنوارها على ماما أنيسة منذ الطفولة والطموح والعمل وصولاً إلى التربع على عرش الريادة في مجال الطفولة.
والكتاب بطباعته الأنيقة يضم 606 ورقات من القطع المتوسط، وإلى جانب ما يحتويه من مواضيع تتعلق بماما أنيسة، فهو يضم أيضاً في متنه صورا أرشيفية ووثائقية مهمة لماما أنيسة، والكثير من المواضيع التي تفيد الباحثين وتعطيهم صوراً شاملة عن هذه الشخصية الكويتية الرائدة.
وبدأت ملك كتابها البحثي بسرد السيرة الذاتية لماما أنيسة تحت عنوان «أم الكويت والكويتيين» سيرة وطن... ومسيرة مواطن، فأنيسة محمد جعفر «ماما أنيسة»، كانت أول مقدم برامج أطفال في تلفزيون الكويت، كما انها أول كويتية في تلفزيون الكويت، وعملت معلمة، وتبوأت الكثير من المناصب الإعلامية، كما قدمت برامج إذاعية وتلفزيونية كثيرة.
وفي سياق الكتاب أهدت المؤلفة اصدارها إلى «وطن جميل هادئ اسمه الكويت، بسعادة كبرى لا توصف أهديك يا وطني الحبيب، ولجميع من ساهم في بنائك والنهوض بالمحافظة على تاريخك».
ويعد هذا الكتاب الإصدار الثالث للمؤلفة، والذي حرصت فيه على أن تأتي مواده قريبة إلى اللغة الشعرية، التي تمدح بها هذه الرائدة الكويتية لتقول في رسالة بعثت بها إلى ماما أنيسة: «أمي العزيزة أنيسة، بالرغم من خطورة هذا العمل والخوف الذي يعتريني، ومحاولتي للقفز من أعلى أسواره التي تحيط بي، التي أحيانا تقيدني، فربما لن أمنحك حقك، وكيف لابنة أن تفي والدتها حقها والجنة أسفل قدميها؟!».
وتقول عن إصدارها: «هذا الإصدار لِمَ؟ ولمن؟ للحفاظ على أوراق أم الكويتيين ماما أنيسة - حفظها الله تعالى - وليس هذا فحسب بل للمساهمة في المحافظة على فصل من تاريخ الكويت، ولتقديمها لأبناء الكويت كافة من دون استثناء، ولمن سيأتي من بعدنا من الاخوة... والأبناء والأحفاد، هو هدية للجميع ووردة حب ووفاء لمن رحل عنا يرحمهم الله تعالى».
وتناولت ملك مواضيع كتابها بأسلوب أدبي كي تتحدث عن «رحلة إلى شاطئ البحر»، ودوينها على هذا الصخر»، و«انصفوا أمكم» لتقول: «بسعادة وروح الأمومة، تحدثت معي، لقد منحتكم قطعة من جسدي! احببتموها ورأيتموني فيها ووضعتموها في تلك المكانة الرفيعة والمقدسة عن طيب خاطر ورضاء نفس، وهي مكانة الأمومة، على يديها كان امتداد الجيل الكويتي منذ أن ظهرت اليكم، اسمعيني وافهميني واحفظيها جيدا يا ابنتي، انني اليوم معك، ولكني في أي وقت سأرحل، ولن تريني مرة أخرى حبيبتي، لا يوجد ما يسمى «بجيل اليوم وجيل الأمس والجيل القادم» كلا، فأنتم جميعا أبناء الأمس وأبناء اليوم والغد جيل واحد، ممتد هل عرفت ما أقصد بحديثي هذا؟ أجبتها بنعم «هي من علمتني الدرس الأول في حياتي»، ضحكت يا حياتي قالتها لي لتكمل، أين أنتم عنها اليوم؟ هل نسيتموها؟ أو تجاهلتموها؟ أهذا حق وانصاف؟ ان لم تعدلوا وتنصفوا «أمكم» فماذا ستفعلون بي وأنا اليوم امرأة مسنة، ولا أدري في أي الزوايا سترموني؟!».
وتقول تحت عنوان أم الأيام «ارتفعت نبرة صوتي متسائلة انت... كلا، ماذا تقولين؟ انت الخير والبركة كلها اعتلت الابتسامة محياها وكأنه طائر يحلق بالسماء، هي من قام الله بتسخيرها لكم، فالله لم يحرمها من الأبناء أبداً فأنتم أبناؤها ولم يحرم الأبناء من «الأم» فهي والدتكم إنها أم الأيتام».
وتناولت المؤلفة في الفصل الأول مرحلتي الطفولة والزواج لـ «ماما أنيسة» من خلال جزءين الأول تحدثت فيه عن ذكريات طفولة وشباب «فريج الصيهد»، بينما تضمن الجزء الثاني مرحلة زواجها... وانفصالها.
وطرحت الباحثة سؤال من هي؟ لتجيب: «انها هي والدتكم وإني أوصيكم بأن تنادوها بأمي، وأن تبروها كما تبروا والداتكم، وألا تفرقوا بينهما» وتذكروا بأن الأم هي التي تربي وتضحي وتخرج جيلا مشرفا وليس الأم هي من تنجب فقط... والدتكم هي أنيسة محمد جعفر من مواليد دولة الكويت عام 1935».
وبالتالي تحدثت ملك عن «فريج الصيهد الواقع في «جبلة»، وحاليا يكون موقعه هو مسجد الملا صالح.
وتقول الباحثة: «... ومنذ أن أبصرت عيني الأم هذه الدنيا، ووالداها الكرام يحملان الجنسية الكويتية، وهي لا ترعب بأن تقول ان هناك من جاء من بلد ما وآخر من هذا البلد، يعود ذلك لأنها فتحت عينيها وهي في هذه الارض الحبيبة الكويت».
كما تحدثت عن خالها الشاعر احمد شوقي الايوبي، وعن والدتها أمينة عبدالله شوقي الايوبي، وتأثرها بهما في رحلتها مع الكلمة، وتحدثت عن والدها الذي كانوا يلقبونه بـ«يبة»، ومن خلال سرد قصصي جميل تجولت الباحثة في حياة هذه الشخصية الرائدة، مشيرة الى مقابلة ماما انيسة مع صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد حينما كان وزيرا للخارجية، بعد تحرير الكويت مباشرة في مكتبه، ولقد ظل هذا التواصل مستمرا، كما ان جميع حكام الكويت السابقين لهم معزة خاصة في نفسها.
وتعود الباحثة في حديثها عن والدة ماما انيسة: «تلك الوالدة التي كانت ربة بيت من الطراز الاول، حيث قامت بتعليمها الطهي والخياطة، ولكنها لم تستطع، وان شقيقها الراحل وليد - يرحمه الله - هو الاقرب الى قلبها.
وعن ذكرياتها في البيت العود تقول ماما انيسة «استمتعت كثيرا بأجوائه الجميلة، ومع مضي الايام امست ذكرى جميلة من ذكريات العمر، نقية وصافية».
بالاضافة الى ذكريات الطفولة مع الجيران، نتعلم منها، وتتعلم من والدتها - رحمها الله - الشخصية المستقلة والمحبوبة لدى الناس كافة، ومن والدها - رحمه الله - الاحترام في الكلام والتقدير والصوت بنبرة هادئة غير مرتفعة.
ولاتزال الباحثة تتحاور مع ماما انيسة ساردة الكثير من المواقف والذكريات، وبالتالي جاء الفصل الاول من خلال الحديث عن مرحلة الطفولة، والزواج ففي الجزء الاول تحدثت المؤلفة عن رحلة الزواج لماما انيسة والتي كانت نقطة البداية، وان زواجها لم يكن تقليدا ولكنه جاء نتيجة لقصة حب بريئة وطاهرة، ولكن لظروف حدث الانفصال.
وجاء الفصل الثاني كي يُعالج المشوار العلمي والعملي لماما انيسة. كي تتحدث في الجزء الاول عن الحياة العلمية، وبالتالي فقد اشارت الى دور المطوعة سبيكة العنجري - يرحمها الله - في حياة ماما انيسة، والتي تعني لها امورا كثيرة، وقد كانت نقطة البداية مع هذه المطوعة والتي كانت بمثابة امها الحنون، ولقد استفادت منها في أمور عدة في حياتها، وانه لو عاد العمر مرة اخرى الى الوراء لحصلت على الشهادات العلمية الكثيرة، ولاطلق عليها الدكتورة انيسة، بسبب حرصها على الاطلاع والتحصيل العلمي.
وبالتالي تحدثت ماما انيسة مع الباحثة عن ذكرياتها في المدارس التي انتسبت اليها خصوصا المدرسة القبلية.
كما ان هناك رموزا... لهم اثر في حياتها على المستويين المحلي والعربي، بالاضافة الى أمور ادخلتها في الحزن مثل وفاة سمو الامير الراحل الشيخ احمد الجابر الصباح وسمو الامير عبدالله السالم وسمو الاميرين جابر الاحمد وسعد العبدالله، والرئيس المصري جمال عبدالناصر - رحمهم الله -.
والجزء الثاني عالج مشوارها العلمي، وذلك من مرحلة التتلمذ علي يد المطوعة سبيكة العنجري - رحمها الله - الى مقاعد الدراسة في المدرسة القبلية والتتلمذ علي يد اول معلمة كويتية، ومن ثم فكرة تقديمها لبرنامج للاطفال.
ولقد بدأت ماما انيسة حياتها العلمية برفقة عدد من زميلات المهنة، ومن بينهن نورة راشد السيف، وسارة وطيبة التوحيد، وطيبة عيسى الرجيب وغيرهن.
وتطرقت الباحثة للحديث عن عمل ماما انيسة في قطاع الاعلام والتلفاز وتحديدا في برامج الاطفال، وذلك بعد انتقالها من ادارة النشاط المدرسي.
واشارت ملك الى عمل ماما انيسة في مهنة التدريس، لمادتي اللغة العربية والتربية الاسلامية، لثلاث مراحل دراسية هي رياض الاطفال والاولى والثانية في المرحلة المتوسطة.
وتتحدث ماما انيسة عن العمل في المجال الاعلامي بقولها: «لو كان عملا لمللته»، ولقد كان نقلها من وزارة التربية الي وزارة الاعلام عبر برنامج الاطفال نقلة نوعية، وكان والدها - رحمه الله - بالنسبة لها رأس المال والاساس وقد وافق فورا على عملها في التلفاز وكذلك زوجها الى جانب اختها إلا اخيها وليد الذي اعجبه الوضع في ما بعد، وبات يرفع رأسه بشقيقته.
وان الكويتيين كلهم فخورون بانجازاتها، التي وصلت الى مستويات مهمة، بفضل حبها لعملها، ومتعتها في محادثة اطفال الديرة، وطلاقتها في الحديث بلا نص.
وتقول عنها الباحثة «لقد عملت في اذاعة دولة الكويت على مدى ست سنوات في برنامج حمل عنوان «مع الشباب» وكان من اروع ما يمكن، وحتى في برنامجها للاطفال كانت من خلال حديثها مع الاطفال تتحدث معنا نحن الكبار».
وتحت عنوان «46 عاما في تربية الجيل الكويتي» قالت ملك «الامر بالنسبة لها طبيعي جدا فمحبتها للناس كافة، ولا يزعجها ابدا ظهور شخص ما، بل هي من ستأخذه للظهور».
وتحدثت ملك عن برنامج «مع الشباب» الذي عملت فيه ماما أنيسة في إذاعة دولة الكويت على مدى ست سنوات، وكان من أروع ما يكون، وغيرها من الأعمال التي تركت بصمات واضحة على الساحة الإعلامية، وجعلت من هذه الإنسانة الرائدة شخصية مهمة وقادرة على أن تكون قدوة في كل شيء.
والفصل الثالث جاء تحت عنوان «الغزو المغولي لأرض الوطن»، وبالتالي تحدثت ملك عن وقع هذا الخبر على ماما أنيسة وكيف ان ذلك كان له الأثر المؤلم في نفسها فقد كانت جملة «حسبي الله ونعم الوكيل»، هي الكلمات الأولى التي نطقت بها فور تأكدها من وقوع الحدث، ومع ذلك لم تيأس، بل زاد ايمانها بالله تعالى.
واستطردت ملك في وصف حال ماما أنيسة مع هذا الغزو الغاشم، وكيف انها كانت صابرة، تقرأ القرآن، وتؤمن بأن التحرير مقبل لا محالة، فلا بد للحق أن يعود إلى أهله.
ثم جاء التحرير الذي كان فرحة لا توصف لجميع أهل الكويت، ومن ثم ففور سماع ماما أنيسة لخبر التحرير حمدت الله وسجدت شاكرة له.
وفي الفصل الرابع «أوراق منوعة في حياة ماما أنيسة»، تلك التي جمعتها ملك بعناية ومن هذه الأوراق قصيدة «حرم الأمومة».
وفي ورقة أخرى تقول ماما أنيسة «للمرأة الكويتية»: «يا حبيبة عمرها اضربي أرضك وانتبهي لنفسك فلقد دخلت المجالين العلمي والعملي، نعم يجب عليها أن تواصل المشوار، ولكن لا تنسى أن تنتبه لمنزلها وزوجها، والأبناء لأنهم هم سيبقون لها».
وللشباب الكويتي تشير الباحثة ان ماما أنيسة تحبهم كثيرا وان هذه السن التي هم فيها، هي سن النضج، وهي تحب وتفضل أن تراه فيهم.
وقالت ملك بوجهة نظرها - ماما أنيسة - «انه لمن الظلم القيام بمقارنة كويت اليوم مع كويت الأمس، وذلك بسبب الظروف التي مرت بها، فهي قد عاشت بها حينما كانت صغيرة، وكذلك وهي شابة».
كما ترى ان الشباب مظلومون ويعود السبب إلى المقارنة بينهم وبين شباب الأمس، الذي كان بمجرد دخوله 12 سنة ينحى منحى الرجولة.
وانها قارئة ممتازة، تقرأ كل شيء ولا يفوتها شيء، كما ان القرآن الكريم قدوتها في مبادئها وقيمها، كما انها تؤمن بالقدر، وترى انها محظوظة لأن الله سبحانه وتعالى قد وجهها نحو برامج الأطفال منذ عام 1961.
وان هوايتها القراءة والاطلاع ومحبة للغة العربية والشعر، خصوصا لقصائد أمير الشعراء أحمد شوقي والشاعر الدكتور عبدالله العتيبي - رحمهما الله - وان البعض يطلق عليها المسالمة لأن اختلاطها بالناس قليل رغم حبها لهم، كما انها لا تتدخل في ما لا يعنيها، وأمنيتها رفع الوباء عن العالم، وان البساطة عنوان شخصيتها، وانها ليست قريبة من الصحافة، ومن يكتب عنها تقول له: «كثر الله خيرك»، ويزعجها «القال والقيل»، وتنصح بالأخذ بأسباب العلم والثقافة، وكان لها دور في جمعية بشائر الخير، وسعادتها من سعادة أهل الديرة.
وجاء الفصل الخامس من الكتاب تحت عنوان «كلمات مطرزة على عباءة غيوم سماء الكويت»، كي ترصد الكلمات التي كُتبت في حق ماما أنيسة، وعبرت بصدق عن هذه الإنسانة التي وهبت كل حياتها لخدمة الطفولة والوطن، وكانت سيرتها مع الحياة كشمس أضاءت الدروب بنورها، وبالتالي فقد جاءت هذه الكلمات من القلب إلى القلب ومعبرة بصدق عن الحب الذي يحفظه الجميع لهذه الرائدة والمحبة لكل الناس.
كي ترصد المؤلفة ما قاله عنها رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك الصباح، ووزير الداخلية الفريق الركن الشيخ جابر الخالد الصباح، ومحافظ البنك المركزي الشيخ سالم العبدالعزيز الصباح، ومحافظ محافظة مبارك الكبير الشيخ علي العبدالله السالم الصباح، ووكيل وزارة الإعلام الشيخ فيصل المالك الصباح، والوكيل في ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ثامر الجابر الأحمد الصباح، والشيخة أنيسة السالم الحمود الصباح، والسيدة إيمان محمد الحميدان، ووزير المواصلات وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة محمد محسن البصيري، ووزير الصحة الدكتور هلال مساعد الساير، ووزير التربية والتعليم العالي الدكتورة موضي الحمود وغيرهم الكثير، من السياسيين والأدباء والأكاديميين والأبناء الذين تربوا على أفكار وتطلعات ماما أنيسة عبر كل ما قدمته من برامج ورؤى تهتم في المقام الأول بالإنسان.
بينما تضمن الكتاب في الفصل السادس «في ذاكرة عيال الديرة» بعض الرسائل التي بعث بها الأطفال إلى ماما أنيسة ويعبرون فيها عن حبهم وتقديرهم واحترامهم الشديد بها، ولقد جاءت هذه الرسائل - التي نشرتها المؤلفة في صورتها الأصلية - مزدحمة بالألوان والكلمات التي عبر فيها هؤلاء الأطفال عن مشاعرهم تجاه هذه الأم التي تمكنت من أن تكون أماً للجميع.
بالإضافة إلى متفرقات جمعتها ملك من الصحف والمجلات الكويتية والعربية، والتي تتحدث عن شخصية ماما أنيسة التي أحبها الجميع، وعن أخبارها، إلى جانب ألبوم الصور.
هكذا استطاعت الباحثة أبرار أحمد محمد ملك أن تتجول في سيرة ماما أنيسة، بأسلوب رشيق ورؤية أدبية ذات طابع جمالي متميز، ومن ثم فقد جاء كتابها منفتحا على الكثير من المضامين والأفكار التي كانت تجول في وجدان ماما أنيسة وبالتالي فقد عالجتها الباحثة بقلمها معالجة بحثية وأدبية جذابة.
حاضرة في قلب كل طفل (جاسم محمد الخرافي )
عرفت «الأخت الفاضلة أنيسة جعفر، ماما أنيسة خلال فترة «دراستي في مدينة مانشستر بانكلترا مطلع الستينات»، ومنذ ان عرفتها كان لها التقدير والمودة والمكانة الكبيرة في قلبي مثلما كان لها كل ذلك في «قلوب أهل الكويت»، وفي قلب كل من عرفها او شاهد تدفق «أمومتها العذبة على اطفال الكويت في برامجها على الشاشة الصغيرة»، او اطلع على «انشطتها الاجتماعية والتربوية في مجال رعاية الاسرة والأمومة والطفولة»، كانت «الفاضلة. ماما/ أنيسة»، حاضرة في قلب كل طفل كما كان كل طفل حاضرا في قلبها، واحتل مساحة كبيرة من حنانها ورعايتها واهتمامها، فطوعت مهاراتها الرائعة وقدراتها وامكاناتها المتميزة لتوجيه الطفل الكويتي عبر انشطتها وبرامجها المرئية والمسموعة، واضافت الى برامج ترويح الطفولة بعدا تربويا مهما اسهمت فيه بغرس قيم وأخلاقيات المجتمع الكويتي في نفوس وسلوك اطفاله، وكانت في كل ذلك رائدة في تربية النشء والطفولة واسهمت في وضع قضاياهم في دائرة الضوء في وسائل الاعلام والمجتمع.
المرأة والطفولة من أولوياتها المجتمعية
لم تقتصر مساهمات «ماما/انيسة» على ذلك، بل كان لها ايضا دور مهم في لفت الانتباه الى الاوضاع الاسرية وأوضاع المرأة والطفولة في المجتمع الكويتي ليس فقط في وسائل الاعلام، وانما ايضا في «منتديات ومنظمات المجتمع المدني الكويتي وفي الدوائر الرسمية المسؤولة»، كما كانت لها مساهماتها المتواصلة في معالجة هذه الاوضاع، وكذلك «مساهمتها المهمة في وضع قضايا المرأة والطفولة ضمن الاولويات المجتمعية»، وكانت اراؤها الوجيهة ومواقفها في كل ذلك تحظى بتقدير واحترام.
ضيفة عزيزة في كل بيت
لقد عرفت «ماما أنيسة»، كما عرفها الجميع، مربية فاضلة، ومبدعة في برامج الطفولة التربوية والترويحية ورائدة في هذا المجال، وسيدة فاضلة لها حضورها المميز، وعرفت فيها ايضا إنسانة ذات حس مرهف ومشاعر متدفقة نحو الطفولة، وكانت بحق اما لكل اطفال الكويت، وضيفة عزيزة في كل بيت، وما هذا الاصدار الخاص بسيرتها وعطائها إلا عرفانا لهذه السيدة الفاضلة، وتقديرا لدورها ومساهمتها في تربية الاطفال والنشء والتربية الاسرية، وتعبيرا عن حب أهل الكويت لها.
ولا يسعني في هذا المجال الا ان اعبر عن خالص المودة والتقدير للسيدة الفاضلة انيسة جعفر ماما انيسة، واتمنى لها دوال العمر ودوام الصحة والعافية.
«أم الكويت والكويتيين»
سيرة وطن... ومسيرة مواطن
- أنيسة محمد جعفر.
- مواليد «دولة الكويت - 1935م».
- مقدمة برامج كويتية، متخصصة «ببرامج الأطفال».
- تلقت تعليمها على يد «المطوعة سبيكة العنجري- يرحمها الله تعالى، فتعلمت لديها «القرآن الكريم- الرياضيات»، ومن ثم واصلت في «المدرسة القبلية».
- أول مقدمة «برامج اطفال»، في تلفزيون دولة الكويت، وهي «أول كويتية» في تلفزيون دولة الكويت.
- عملت في عام «1945م-1946م»، «معلمة في المدرسة القبلية».
- احتلت مراكز عديدة منها «رئيسة - قسم برامج التلفزيون بادارة النشاط المدرسي- وزارة التربية، ورئسة قسم/ المكتبة والإعلام في ادارة تعليم الكبار ومحو الامية بوزارة التربية.
- تقاعدت عن العمل 1987م.
- حصلت على العديد من «الدورات التدريبية»، منها دورة التلفزيون العربي في جمهورية مصر العربية 1962م، ودورة في «اذاعة بي. بي. سي. 1964م»، ودورة في «تعليم الكبار» بجمهورية مصر العربية 1970م.
- قدمت العديد من «البرامج في التلفزيون والاذاعة»، وفي قطاع التلفاز قامت في تقديم البرامج التالية، «جنة الاطفال، مع الاطفال، نادي الاطفال، صبيان وبنات، الاطفال والصيف، ماما أنيسة والأطفال، عيال الديرة»، واما في قطاع الاذاعة فقد قامت في تقديم البرامج التالية «ماما أنيسة والصغار، ماما أنيسة والشباب، للحديث معنى، مع الشباب، وعيال الديرة»، الذكرى تقدمه في «التلفاز والاذاعة».
ufv fpe j,edrd r]lji hglcvom Hfvhv lg; Hfvhv hglcvom jpj j,edrd ufv