أحبُّ دائما أن أعود ،،،،،(نثرية)
.
**قال: أنت لا تتقدَّم في في أيّ طريق إلاّ إلى حَدٍّ قصير ..
لأنَّك أينما تذهبُ .. ترجع وتعود إلى ما كنتَ عليه !
.
قد كنتُ أريد بيتاً ،،،وحين صرْتُ في بيتي ،،أحلُمُ اليوم أن أعود
إلى التشرد !،،وأحنُّ إلى الشوارع المكشوفة ،،للسماء ،،والمديدة بلا حدود
فاسيرُ فيها منفردا مثل ذئب ،،،يسكنه البرد ،،ويحلم بمغارة ودفء ،،
،،مرّة أخرى ،،يريد أن يعود ،،،
وحين يأوي إلى الدفء والمغارة ،،،
ينظر إلى الضوء ويعود بسرعة إلى العراء البارد المديد
ليكون حرّا من جديد...
.
وكنتُ أَمشي ،،في شارع منعزلٍ بين أشجار كثيرة وأحلُمُ بمالٍ كثير
وحين صرتُ غنيا ،،شعرتُ بقيد ثقيل !!
فقد كان عقلي يفكّر بأشياء جميلة كثيرة
وكان قلبي يحبّ كلّ شيء واليوم ...صار قلبي وعقلي ،،لي أنا فقط !
وقد صار عقلي عبدا ،،،في غرفة المال الضيّقة محبوسا شديد الخوف
.
لأنّك يجب أن تركَن إلى شيء قويٍ حقاً ،،،فلا تترك النَظَرَ إلى الله
فاالمالُ والأقوياء كلّهم دونه
وحين تركن الى المال ،، تصير كمن يركن الى الجنديّ الصغير ،،،،
وتنسي أنّ الله يقود كلّ ما خلَقَ إلى حاجته ،،،،
.
فذهبتُ إلى غرفة في رأس جبل ،،وعدْتُ إلى الحلم الذي أكون فيه بلا قيود ،
وهناك لقيت نفسي ولمّا سكنت إليها ،،
،،نظرْتُ إلى ذلك الشارع المليء بالمارّة
وعدتُ أحلُم مرّة أخرى ،،،أن أعود !!!
.
وهذا الشارع يسرق حريّتي ،،وكلّ ما يفعل الناس قيود
كن أينما تكون ،،في صحراء تائهة ،،أو في زحام شديد
،،ما دمتَ مع الله ،،فأنت مع الوجود .....
.
.
.
.
.
.
.
عبدالحليم الطيطي