الاتحاد العربي الجديد: إلى أين؟
بقلم: محمد المرواني
اجتمع الزعماء العرب في مدينة سرت الليبية وعقدوا قمتهم الاستثنائية التي خصصت بشكل رسمي للنظر في القضايا المطروحة على جدول أعمالهم من بينها تغيير اسم الجامعة إلي اتحاد الدول العربية علي غرار الاتحاد الأوروبي.
هذه الخدعة الجديدة لم تعد تنطلي حتى علي ذوي العقول البسيطة فهي صورة جديدة من صور الاستخفاف بالمواطن العربي واحتقاره. إن إجراء تغيير اسم الجامعة العربية العاجزة المريضة الهرمة مثله كمثل مصاب بمرض القلب قد قرر إجراء عملية تجميل للأنف.
فهذه الجامعة التي تأسست مند عام 1945 وبعثت من أجل التنسيق العربي والتوحيد السياسي والاقتصادي لم نر لها بعد مرور66 عاما لا قرارا جماعيا فاعلا ولا عملة موحدة ولا حرية لتنقل الأشخاص من غير جواز سفر ولا حرية لدخول السلع دون دفع للضرائب وتعقيد للإجراءات الجمركية.
إن التشرذم والضياع وكثرة الاختلافات فيما بين الأقطار العربية وعدم تطبيق القرارات عقب كل قمة هو الذي جعل السواد الأعظم من الشعوب العربية في حالة إحباط مستمر آخرها القمة قبل الأخيرة حين اتفقوا على إدخال المليارات إلى المحاصرين في قطاع غزة والى اليوم الذي أكتب فيه هذه الأسطر لم يدخل القطاع ولو فلس واحد. لقد عجزوا عجزا كبيرا أمام تنفيذ قراراتهم لدرجة أن المواطن العربي أصبح يحتقر هذه الجامعة البائسة ويتمنى لها الزوال والفناء..
ما أستغربه في محاولة تغيير اسم الجامعة العربية لكي تصبح مثل الاتحاد الأوروبي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا أن يصدر المقترح من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، فهذا الأخير جثم على صدر شعبه زهاء ثلاثة عقود ومن غير المعقول
آن لا يستقيل ويذهب في حال سبيله إلى غير رجعة غير مأسوف عليه ففي عهده يتصدر اليمن قائمة البلدان الأكثر فقرا لا تنمية ولا حرية ولا مساواة زد على ذلك الأمية والبطالة ورداء الخدمات والفساد الإداري والمالي وإتاحة المجال لاستهلاك القات المخدر من طرف كل فئات الشعب حتى الأطفال وفي آخر المطاف إشعال نار حرب شعواء مع الحوثيين في صعدة في مرحلة تتسم بمسيرات واحتجاجات يومية بالجنوب في محاولة للانفصال الأمر الذي خلق بيئة مناسبة لتغلغل تنظيم القاعدة وتنظيمه لعمليات تفجير واغتيال.
فهل بمثل هذه الرداءة من بني العرب من لازال يعبأ بقمم الزعماء العرب ويعلق مصيره بقراراتهم؟