بــــُلبــُلتي الجـــموحْ أيــتها الجـميلةُ الحليمَـــه
لــو كــانت الأوتــاد و الحـبال بالخـِيمَة سليمَه
لعـرجتُ من فوري إلى السماءْ بهمّةٍ وعزيمَه
لــــكنّي أراهـــا عــــديمة الجـــدوى عــقيمَـه
حــــضــيرة ســوسٍ و الثــعالب فــيها زعيمَه
بــــجــوارح الــغربان محاطة كالشّاة السّقيمَه
والـــغـــول بـــداخـلها يَـلُوكُ خرفان الوليمَه
مخـمــور بعــطر الزهــور الغـضّة الـوسيمَه
تُــراقصــه نــموسٌ بــحبــك الفــتن عــليمَه
كـــلـما تــثــاقــلت خــطاه أغـــرته بــغـنيمَـه
ذا حــالــنا يا بُـــلبــتي فأشــيري يا حــكيمَــه
ضاعت ضيعتي فنوحِي يا غرناطة الكميمَـه
و صـــدّعي ســـمعيَ المــوقور قبل أن ينيمَه
نـــايـــي الحــزيــنْ و المــعتوهُ يُواددْ غـريمَه
صــرتُ مــحموما والحــميم يشــوي حـميمـَه
قــُطٍّعت أرحــام رَبْـــعِــي و المصيبَه عظيمَه
مَــــن دخـــل الســـوق تــاجــرا خـسِر مِليمَه
و بِــيــع بالـــثمن الــبخس فــاقد الــقيـــمَــته
ذا حـــالـــنا يـا بُــلــبلتِي فأشيري يا حـــكيمَه
فامتصـاص الــغضب بات لا يجدي يا فهيمَه
والــمــوتى ثارت مندفــعَه لثأر الـــجــــريمَه
قــــد فــاقت الــنّـيام و مُـنَوِّمِي يتلو مَراسيمَه
دِلـــــِّيني أفــــهل عـــليه أقـــدِرْ كـــي أُنــيمَه
فــالـــليوث تـــوارت مــضـرّجة بدم الهزيمَه
محمد البرجي التباسي بلبل الجريد