349**ويفكّرون بطريقة واحدة ،، كما بدؤوا
** قالوا للناس : أنتم أحرار ،،والحقيقة أنّهم يشترطون اتّباعهم ،،قد تبع ابراهيمُ الحقيقة التي يؤمن بها ،،فأحرقوه ،،،
،،وكفَرَ بأوثانهم سقراط ،، فوضعوه مع كتبه وأحرقوه ،،وقال موسى لفرعون : لا نريد البقاء في مصر كي لا نعبدك ،،قال :بل انتم باقون ،،
..وفي الصين اليوم ،،يساكنون مع الغريب من يراقبه ثم يرغمه على شرب الخمر وعبادة الخنزير ،،،
.
...ويقولون لنا اليوم: ،،قد آمن الناس بالحرية أخيرا ،،لأننا في قمّة الحضارة ،،!وإذا قلنا ما لا يعجبهم ،،نختفي في السجون....!
.
.. يريدونك حُرا شرط أن تعبدهم ،، فما الطاعة الجبرية إلاّ عبادة ،،،!والأحرار لا يتّبعون إلاّ الحقيقة و لا تقبل نفوسهم الباطل ،،وخسارة كبيرة أن تعيش حياتك القصيرة في حياة كاذبة ،،،يحجبونك عن الأفق الجميل ويجعلونك في غرفة مظلمة ،،ويقولون لك : هذه هي الحياة ،،وهذا هو الإله ،،ولا يشيرون إلى السماء …! وإذا أطعنا شخصا مع الله ،،،فنحن نطيع أمرين مختلفين : أمرا عاليا وحقا وأمرا باطلا وواطيا ،، فنحن منافقون ،،لأننا لا يمكن أن نؤمن بأمرين متناقضين ،،،،
.
،،لذلك تُنتَزَع الحريّة دائما ،، في ساحة قتال ،،،ينتزعها منّا ظالم ٌويستردّها حُرّ من الأحرار ،،،،ولم يفهم أحدٌ حريّة الناس كما فهمها المسلم ،،،دخلوا البلدان لم يقاتلوا إلاّ مقاتلا ،،لا كما قتَلَنا الصليبيون في القدس ،،ولا كما قتَلَ الأمريكيون الهنود الحمر ،،ولم يأخذوا من أحد بيته وماله ،،كما أخذ اليهود بيوتنا ،،ولم يرغموا أحدا على الإسلام ،،كما أرغمت الناسَ محاكمُ التفتيش على اعتناق المسيحية ،،،
.
،،الحريّة موجودة فينا ،، نحن أحرار ،، ثم نُرغم على قول ما يشاؤون ،،ليس ما نعتقد ،،،،،،فما أغبى وأحقر حياة بلا ايمان وحريّة،،،،لا تكون الحرية إلاّ جنب الله ،،،لأنّ الله يشرح لنا ،،،ونحن نأبى معلِّما غيره ....
.
.
.
2
،
،،قال:...عمرُك هو عُمر رحلة من رحلاتك ،،! تنشط وتسعد أوّلها ،،وتُشغلك مناظرها ،،ومع غياب الشمس ، تغيب بهجتك وتتعب ،،وتفكّر في آخرها ،،بالأوبة والرجوع ،،!!،،
،،لو قيل لك :ستمشي في هذه الطريق ثمانين ميلا،،وبعدها ستقع في بئر،،! وأنت حقا ستمشي وحقا ستقع ،،لأنّك تمشي رغما عنك ،! فما شعورك وأنت تمشي نحو البئر !!
.
،،إنّهم يجوزون الستّين عاما ،، واقتربوا من البئر في الطريق ،،ويفكّرون بطريقة واحدة ،، كما بدؤوا ،،أنّهم أحياء فقط ،،! لا أحد يسأل: كم بقي من الطريق ،،! كما يسألون في الحافلات ،،!
.
،،لا أحد يفكّر في البئر،،،! ما شكل الفضاء القريب من السماء ،،الذي تسبح فيه أرواحنا ،،بعد أن ننفصل ،،وننقسم قسمين هناك عند حافة البئر ،،! ويصير هذا العالَم خلفنا ،،ولو ينادي أحبّاؤنا علينا فيه ما سمعنا ،،،!
.
،، وأرى أناسا يمشون وعيونهم بعيدة هناك ترمق آخر الطريق ،،اؤلئك يعلمون أنّهم عابرون ،،يرحمون كلّ شيء ويرحمهم كل شيء ،،ليسوا كالذئاب المقيمة في الصحراء ،، يحسبون أنهم خالدون ،،، فيقاتلون كلّ شيء ،،وهم أموات مثلنا و تمشي بهم الطريق مثلنا إلى البئر
.
،،أنت عندي في الجنّة أو في النار ،،لأنّه مكان نفسك الدائم ،،لست عندي من أيّ مكان في الأرض ،لأنّك لا تنتمي للحافلة ،،بل للمكان الذي تأخذك اليه ،،!
.
،،ونفسك التي قادتك الى الخير وهي تبحثُ عن الله ،،في الدنيا ،،،،هي التي جاءت بك حتى لقيت الله هنا في الجنّة،،،
.
الكاتب / عبدالحليم الطيطي
https://www.blogger.com/blogger.g?ta...osts/postNum=8