هناك قمرا من اقمار الباديه شابه سمراء فيها كل ما تحمله الباديه من صفات- رشاقه القوام وحسن الملامح وفصاحة الكلام-
ارسلها ابوها الى الملا ليعلمها قراءة القران الكريم ليزيد بذلك الى ملامح الجمال علما وادبا وكان رجل اسمه قلب يدرس عند نفس الملا-
وهو ملا المحله كما يسمونه هناك- فلما راها دخل حبها في قلبه بدون استاذان وراى ان يفاتح اباه للتزوج منها
وعلمه بمكانته
لدى ابيه وثقته بان اباه سوف لايرد له طلبه لكن الاب ثارت ثارته مبررا بان عدم الموافقه سببها عدم انسجام الطبائع البدويه مع طبائع الحضر وان هذه الفتاة اقل من مستوى فاجابه والده بهذا البيت الشعر -
اش ولعك يا قلب بحبالهم وشراك -
غير الهوى باد حيلك وانحلك وشراك-
الصاحب الما رهم وشره على وشراك
- عنه تنزه بعيد وبي مسيرك جد
-وانحر دير قبل مسكن لاباك وجد -
عاشر صديج متى جار الزمان يجود -
وان صابتك معجزه باع النفس وشراك
فاجاب قلب
ياياب كف الملامه والحكي بدواي
-تشفي غليلي وداوي علتي بدواي
-ان كنت ساكن يقولون العرب بدواي-
بمطاوح الريم هن بالعشق راحن وجن
-ياياب ما شفت ورد احمر بروس الوجن-
ما شافهن عابد الا تسودن وجن
-ماهي من الحور لاجن من عرب بدواي-
ولما وصل بيت الشعر الذي قاله الاب الى مسامع اهل الفتاة وكان فيه طعنا واضحا باهل الفتاة ثارت ثارتهم
فمنعوا الفتاة من الدوام في المليه واقسموا انلا يزوجوها بهذا الفتى ولو كان ابن الملك
وليس ثريا فحسب وعندما وصلت الامور الى هذا الحد مرض قلب مرضا شديد وقد قال في وصف معانته عدة ابيات من الزهيري اثناء مرضه
يامن سهامك وسط جوجاي خليته
- ويام حبك شبيه الصبر خليته -
تدري ان عشيرك بدار الذل خليته -
حلفت بالله ما ولد صحيب سواك
-والان شفت الجماعه صافين سواك
-وما زال هذي محبتكم وهذه سواك-
راضي ولكن عهودك وين خليته -
اجابته
يامن سهامك دعى مني القوام احلال
-وتسوه من الجوهر المثمن ملاة احلال -
رضوان ياما كساك من الجنان احلال -
وادعاك دون الخلق تمشي بروض وورد -
لله من وجنتك دعني اشم الورد
-انكان جالك خبر اهوى الغيرك ورد
-باربع مذاهب ترى دمي عليك احلال -
ورد عليها بهذا البيت
ابات ليل الدجى طرفي مساهر وجن -
الا ومقل الصبا فرخ براسي وجن
-لو يلتقى بالمحبه انس مثلي وجن
- ما هام فرخ الحباري في هوى وصلاه -
اكوي دليلي بنيران الهجر وصلاه
- من يوم ولف الجهل عني قطع وصلاه -
ما عاد اعرف الليالي اصوب راحن وجن
اشتد المرض بقلب فلزم الفراش واوشك على الهلاك وكانت اخر امنياته ان يرى محبوبته
فسمع والد الفتاة بذلك فرق قلبه لقلب لاسيما وانه مشرف على الهلاك فسمح له بزيارتهم فنهض متحاملا على نفسه
عندما وصل الى مجادم البيت
- وهي الغناء الذي يقع تحت المرس الذي يثبت بيت الشعر
-وقع مغشيا عليه فمات في الحال فخرجت الفتاة لتلقي نظرتها الاخيره على حبيبها فاقسمت ان يدفن في نفس المكان الذي قع فيه ميتا
فدفن تحت مرس البيت حيث دفن تحت هذا المرس حبا خالدا خلده التاريخ بهذه الابيات التى وصلت الينا والمتميزه بدقة تصويره وحسن تعبيره
لانه ناتج عن ممارسة حقيقيه للحب الشريف الطاهر الذي لم تندسه ايام اللقاء وهواجس النفس لان الانفس كانت نقيه طاهره لم تفسدها الايام بعد ولم تسلبها مفاتن الحضاره وجوهرها النقي
وعندما انقضى الحزن عادت الفتاة الى الملا لتواصل تعلميها وقد اصبحت مشهوره في المحله
ان لم تقل في كل البلد فتقدم ثري اخر لخطبتها فرفضت طلبه واجابت بهذا البيت
فارقت بدر فلا مثله ايلوح بدار
-والقلب مسىحزين وصابغينه بدار
-الجسم عندي وروحي يمهم تبرا
-وسيوف لاهل الهوى بمفاصلي تبرا
-ما اظن جرحي يطيب وعلتي تبرا-
همه امجيمين واحنا كل يوم بدار
معلنة في هذا البيت وفاءها لحب قلب حتى بعد مماته ولم تقبل باي شاب غيره تخليدا لهذا الحب الذي كان للشعر فيه رونقه فضلا لا باس به في ايصال حكايته الينا وحفظهامن الضياع كما ضاع الكثير من حكايات الحب وسير الناس وحكاياتهم,,
وختاما تقبلو تحياتي