يا ونتي ونت الجالي
--------- ألي جلا من بني عمه
من اول عندهم غالي
---------واليوم مطلوبهم دمه
الجميع يعرف هذان البيتين ويتغنى بهما كلا حسب اللحن والطرق الذي يعجبه ولكن الكثير لا يعرف لمن هذين البيتين المميزين.
فمنهم من نسبها للشاعر "فلاح القرقاح"، ومنهم من نسبها للشاعر "بديوي الوقداني"، وغيرهم، ولكن هذين البيتين من قصيدة كاملة للشاعرة (منيرة الأكلبية) وهذه القصيدة لها قصة كما أوردتها شاعرتها المذكورة.
تقول صاحبة القصيدة:-
إنهم كانوا ينزلون في أسفل وادي بيشة على حدود "رنية سبيع"، وكان البدو في ذلك الزمان يتنقلون من مكان إلى آخر لطلب الرعي فإذا كان المكان المراد الإنتقال إليه بعيد فإنهم يأخذون الإبل فقط ويتركون الغنم لأن الغنم لا يستطيع أن تصل إلى المكان المراد الوصول إليه في نفس الوقت، وكان في تلك السنة أن رحلوا جماعتها بالإبل وتركوها مع الغنم هي ومن معها، وكان من عادة أهل البادية إذا كان سيغادر أحدهم مدة من الزمن أن يوصي من يتكفل أهله في غيابه.
وقد أوكل أبو الشاعرة برعاية عائلته إلى أحد أبناء قبيلته وعندما نزل على هذا الرجل كان عندهم رجل يضوي إليهم بعد ما يظلم الليل ويرحل بعد صلاة الفجر، وضل على هذه الحال مدة طويلة وكانت الشاعرة تلحظة أغلب الأحيان وكم تمنت لو أن تكون مكانه لإنه كان مرتفع ويكشف المنطقة كلها ولم تستطيع الطلوع على رأس هذا الجبل إلا بعد رحيله من القبيلة.
وعندما سألته شاعرتنا عن قصة هذا الرجل قالوا لها أن هذا الرجل (جالي) والجالي عند البادية هو الشخص الذي عليه (دم) وقصة هذا الشخص أن قاتل إثنان من أبناء عمومته وهم يبحثون عنه للأخذ بثأرهم منه. وقد قالت هذه القصيدة التي نورد منها ما حفظناه:-
رقيت في مرقب(ن) عالي
-----------وعديت في عالي القمة
لي مدة ظايق(ن) بالي
--------هموم(ن) على القلب ملتمة
والدمع من حاجر سالي
-------- شــــــهرين والدمع ما ظمه
والنوم ما عاد يحلالي
--------كني قريص(ن) مشى سمه
أبكي على صاحب(ن) غالي
------- ما جاني أخـــبار من يــــــمه
أتلى العهد ذكر نزالي
---------متعــــــــدي وادي الرمـــه
ياطير خبره عن حالي
------------معاك ياطير في الذمه
يا وا هني الذي سالي
---------ماهوب متقارب(ن) همه
يا ونتي ونت الجالي
-----------إلي جلى من بني عمه
من أول(ن) عندهم غالي
-----------واليوم مطلوبهم دمه
وسلامتكم...