حينما يكون سقف الطموحات أكبر من الواقع !!

ابعاد رياضية
حينما يكون سقف الطموحات أكبر من الواقع !!

حينما يكون سقف التوقعات والطموحات أعلى بكثير من الواقع يصاب المرء بحزن وخيبة أمل ..
وهذا مايحدث بالضبط لجماهير النصر والاهلي منذ بداية الموسم وحتى الآن ..
حينما عاد الفريق الأهلاوي من معسكرة بألمانيا أستقبلته جماهيرة في المطار وطالبت جماهيرة بلقب الدوري الغائب من خزانة قلعة الكوؤس منذ حوالي 25 عاما .. وتفاءلت الجماهير بالتعاقدات الاجنبية وراهنت على ان الهجوم هو خير وسيلة للدفاع ..
وفاز الفريق على الحزم ثم خسر امام الاتفاق والفتح ونجران والاتحاد وتعادل مع التعاون ..
سقف الطموحات عالي جدا ومن ينظر الى الاعلى كثيرا يتعب ويشعر بالألم ..
ولاشك ان جماهير القلعة تعيش حالة من الحزن العميق لأن كمية التوقعات كبيرة ولاتسعها بالونة الواقع والتي انفجرت حينما امتلئت بهواء الامنيات الصعبة والاحلام المستحيلة ..
ومايحدث لجماهير الأهلي تعيشه ايضا جماهير النصر التي كانت تحلم بالمنافسة بقوة ثم وجدت نفسها تعيش صراع التذبذب في المستوى وفقدان النقاط من فرق ضعيفة كالتعاون والفيصلي ثم في الاخير استيقظت على صدمة الخسارة من الوحدة لتصل الى قناعة بأن فريقها يحتاج الى الكثير والكثير كي يصبح منافسا وقويا على بطولة الدوري .
لكن الفرق بين ادارة الاهلي والنصر يوحي بأن الاهلي سيتجاوز كبوته قريبا وسيعود للظهور بثوب البطل من جديد وذلك لكون ادارته اعترفت بالاخطاء واعلنت بعد الخسارة من الاتحاد ان الفريق يحتاج الى الوقت وان الجماهير يجب ان تصبر وان الفريق سيتعرض لمزيد من الاخفاقات والانكسارات وبالتالي هي مرحلة لابد من المرور بها حتى يصل الفريق في منتصف الموسم او حتى في نهايته الى الصورة التي تتمناها وتحلم بها جماهير الاهلي .
ادارة الاهلي مارست الشفافية والواقعية مع جماهيرة ولم تكابر بأخطائها ولم ترمي الفشل على الاخرين ..
واتوقع ان ارى الاهلي في نهاية الموسم يحقق المركز الثالث او الرابع في الدوري ..
فمن يمتلك ادارة تتعامل مع جماهيرها بصدق وشفافية وواقعية بعيدا عن المكابرة على الاخطاء ..
اما النصر فلاجديد عن الموسم الماضي ..
اخطاء في التعاقدات في الاعبين الاجانب سواء في المراكز التي يحتاجها الفريق او حتى في ضعف مستوياتهم ..
بالاضافة الى استمرار الازمة المادية التي يواجهها الفريق وتساهم في خلق مزيد من المشاكل والاخطاء الادارية والفنية .
ان جماهير النصر كانت تحلم وتحلم وتحلم قبل بداية الموسم أن ترى فريقا مختلفا عن الموسم الماضي واستقرار اداري ووفرة في السيولة المادية بالنادي وكانت ترتفع احلامها لتصل الى ناطحات السحاب ثم فجأة وجدت نفسها تسقط على صخرة الواقع وتكتشف انه لافرق بين النصر العام الماضي ونصر هذا العام ..
فكلاهما بلا هوية واضحة او شخصية ثابته ..
ولافرق بين تخبطات زينجا وتخبيصات دسيلفا ..
ولافرق بين حسام غالي ورزفان فكلاهما عنوان للفشل ..
ولا اختلاف بين تاخر الرواتب فكلاهما تأكيد على استمرار الضائقة المادية وغياب الفكر الاستثماري .
ليست الماساة في الخسارة من الوحدة الذي لم يعرف الفوز سوى على النصر او التعادل مع الفيصلي ولكن الماسأة أن تشعر أن الفريق يحتاج الى تغيير في الفكر والاهداف والاستراتيجيات كي يحقق الطموحات .
من المحزن ان تجد فريق كالنصر والأهلي تصرف ادارته كل موسم مايقارب التسعين مليون ريال وفي النهاية لايحقق الفريقان مايتوازى مع هذا الانفاق الكبير من المال وذلك لأن الرؤية لديهما غير واضحة .
لو كنت مكان اداراة النصر لأعلنت ان هدفي في الدوري هو تحقيق المركز الثالث او الرابع لضمان المشاركة الاسيوية ..
ثم بدات العمل على تحقيق هذا الهدف والوصول اليه سواء من خلال تهيئة كل الظروف المادية والادارية او من خلال البحث من الآن عن خارطة طريق جديدة على المستوى الشرفي والاعلامي والاداري كي يتم اصلاح مايمكن اصلاحه قبل ان يصل بالحال الى ماهو اسوأ من خسارة مباراة او فقدان نقطتين من فريق صاعد للتو من دوري الدرجة الأولى .
الاهلي والنصر تشابه في البدايات والاخفاقات وصدمة في التوقعات ..
ولكن لدي قناعة شخصية أن نهاية الاهلي ستختلف عن نهاية النصر ..
لأن الاهلي بدأ في وضع يده على الخلل وبدأ بالاصلاح فيه بينما النصر لايزال يتخبط دون أي محاولة للتغيير أو التعديل .

بقلم : شجاع القحطاني
كاتب رياضي

---

pdklh d;,k srt hg'l,phj H;fv lk hg,hru !! H;ev hg,hru hg'l,phj pdklh d;,k srt