هذيان شمعة
فِيمَا بَاقَات الوَرْد تَمْلَأُ زُهْرِيَتي
تُقَابِلُهَا هُنَاك... شَمْعَة تَذْوي بِبُطء
تَذوبُ كَأَنَّهَا تَاهَتْ فِي أَحَاسِيسي النَّابِضَة
تَتَلاَشَى بِدَاخِلي مَعْ كُل نَفَس
وَتَهْمِس بِسُكون
كَلِمَات مِنْ نَار لاَ يَفْهَمُهَا غَيْري
وَتَتَبَعْثَر خُيوطُ نُورِهَا حَوْلي
كَأَنَامِل تَأْخُذُنِي وَتَشُدُني إِلَى عَالَم الخَيَال
وَأَسْمَعُهَا وَهِيَ غَارِقَة فِي الدَّمْع
تُطَالِبُني بِالعَوْدَة
تَمْنحُني أَجْنِحَة
كَيْ تُحَلِّق بِي نَحْوَ الذِّكْرَى
وَمَائِدَة مِنْ نُجوم
وُضِعَ حَوْلَهَا مَقَاعِد مِنْ شَجَن
وَهَذَيَانِ الشَّمْعَة يَقْتُل
صَمْتَ البَوْح
وَتَلْتَهِبُ شَوْقاً
مِنْ دُخَّانِ الغِياب
وَفِي جَنَازَةِ الرَّحِيل
لَبِستُ ثَوْباً مِنْ كَلِمَات
وَخِلْخَال الصَّوْت
يَتَعَثَّر بِحِجَارَة الجِرَاح
وَأَوْشِحَةِ الدِّفْء
مُبَلَّلَة بِنَدَى الهَمْس
وَكُل لَيْلَة أَمُرُّ بِمَدِينَة
لاَ يَسْكُنُهَا إِلاَّ الحَنِين
أُحَلِّقُ عَالِياً
بِأَجْنِحَةِ الذِّكْرَى
وَأَغْضَان الفُؤَاد عَارِيَة
مِنْ فُسْحَةِ الِّلقَاء
مَعْ آَخِر وَمْضَة
وَأَنَا لاَ زِلْتُ أُمَارِس الإِنْتِظَار وَحِيدَة
وَيَحْتَرِق شَيءٌ بِدَاخِلِي كَمَا الشَّمْعَة التّي أَمَامِي
وَلاَ زِلْتُ أَنْتَظِر