شبكة الشموخ الأدبية - بهجة العطاء تفوق لذة الأخذ

بَهْجَة الْعَطَاء تَفُوْق لَذَّة الْأَخْذ

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، الإمام العادل ،
وشاب نشأ في عبادة ربه ، ورجل قلبه معلق في المساجد ، ورجلان
تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل طلبته امرأة ذات
منصب وجمال فقال : إني أخاف الله ،
ورجل تصدق أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه
، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه)
رواه البخاري

http://imagecache.te3p.com/imgcache/...b61657be6d.gif

الْتَّلَذُّذ بِالْأَخْذ يَشْتَرِك فِيْه مُعْظَم الْبَشَر ،
لَكِن الْتَّلَذُّذ بِالْعَطَاء لَا يَعْرِفُه سِوَى الْعُظَمَاء وَأَصْحَاب الْأَخْلَاق الْسَّامِيَّة الْسَّامِقَة .

أَحْيَانا تُصَعِّب الْتَّفْرِقَة بَيْن الْأَخْذ وَالْعَطَاء ،

لِأَنَّهُمَا يُعْطِيَان مَدْلُوْلَا وَاحِدَا فِي عَالَم الْرُّوِح !

لِأَن فَرْحَتِي بِمَا أَعْطَيْت لَم تَكُن أَقَل مِن فَرْحَة الَّذِيْن أَخَذُوْا ....

http://imagecache.te3p.com/imgcache/...bb02ea92e6.jpg

إِن بَهْجَة الْعَطَاء تَفُوْق لَذَّة الْأَخْذ ،

فَالْأَوْلَى رَوْحَانِيَّة خَالِصَة ، تَتَمَلَّك وِجْدَانُك وَأَحَاسِيْسُك ،

وَالْثَّانِيَة مَادّيّة بَحْتَة مَحْدُوْدَة الْشُّعُوْر .

يَقُوْل جُوَرْج بِرْنَارْد شُو : ( الْمُتْعَة الْحَقِيقِيَّة فِي الْحَيَاة ، تَتَأَتَّى بِأَن تُصْهَر قُوَّتِك الْذَّاتِيَّة

فِي خِدْمَة الْآَخَرِيْن ، بَدَلَا مِن أَن تَتَحَوَّل إِلَى كَيْان أَنَانِي يَجْأَر بِالشَّكْوَى

مِن أَن الْعَالَم لَا يُكَرِّس نَفْسَه لْإِسعادُك ! ).

فَالَمَرْء مِنَّا حِيْنَمَا يَكُوْن دَائِم الْعَطَاء ، سَيَتَمَلَّكُه بَعْد فَتْرَة شُعُور

بِأَنَّه يُسْتَمَد مِن رَب الْعِزَّة

أَحَد أَسْمَى وَأَرْوَع صِفَاتِه وَهِي صِفَات ( الْجُوْد وَالْعَطَاء وَالْكَرَم) ، وَمَا أَسْعَد الْخَالِق

حِيْنَمَا يَتَمَثَّل أَحَد خَلْقِه صِفَاتِه الْجَمِيْلَة الْرَّائِعَة .

هَذِه الْيَد الْمِعْطَاءَة هِي وَحْدَهَا الْقَادِرَة عَلَى نَقْلِك مِن عَالْمُك

الْمَادِّي الْضِّيْق ،

إِلَى عَالِم الْرُّوْح الْرَّحْب الْوَاسِع ،

http://imagecache.te3p.com/imgcache/...cb77bd4fd6.jpg

فَالنَّفْس تُحِب أَن تَكْنِز وَتَجْمَع ، وَصَعْب عَلَيْهَا أَن تَجُوْد وَتُنْفَق ،

فَإِذَا مَا عَلِمَتْهَا الْعَطَاء وَالْجُوْد ،

كُنْت أَحَق الْنَّاس بِالِارْتِقَاء وَالْعُلُو وَالْرِّفْعَة فِي الْدُّنْيَا وَالْآَخِرَة .

صَعِب عَلَى عَقْل مَادِّي أَن يَفْهَم مُعَادَلَة الْعَطَاء السَّعِيْد ،

لِذَا لَا أَجِدُنِي مُبَالِغَة حِيْن أَجْزِم

أَن أَصْحَاب الْيَد الْعُلْيَا هُم...نَسِيْم الْحَيَاة وَمَلَائِكَة الْإِنْسَانِيَّة .

http://imagecache.te3p.com/imgcache/...7c66fb9f7f.jpg

أَصْحَاب الْيَد الْعُلْيَا هُم ...

رُوَّاد كُل زَمَن ، وَرُمُوْز كُل عَصْر ، يُجَوِّدُون بِالْمَال إِن تَطْلُب الْأَمْر ،

وَيُضْحُون بِالْنَّفْس بِنُفُوْس رَاضِيَة ،

وَيُقَدِّمُوْن رَاحَة غَيْرُهُم عَلَى رَاحَتِهِم وَهَنَائِهِم .

تَعْرِفُهُم بِسِيْمَاهُم ، قُلُوْب هَادِئَة .. و ابْتِسَامَة رَاضِيَة وَاثِقَة ..

وَنُفُوْس مُطْمَئِنَّة مُسْتَكِيْنَة .

هُم أَسْعَد أَهْل الْأَرْض ، وَلَهُم فِي الْسَّمَاء ذِكْر حَسَن .. وَأَجْر عَظِيْم .

http://imagecache.te3p.com/imgcache/...5fa8317ce6.jpg

يَقُوْل جُبْرَان خَلِيْل جُبْرَان

:لَا تَنْسَى وَأَنْت تُعْطِي أَن تُدِيْر ظَهْرَك عَن مَن تُعْطِيَه

كَي لَا تَرَى حَيَائِه عَارِيّا أَمَام عَيْنَيْك .

http://imagecache.te3p.com/imgcache/...e3a2eb85d2.jpg
من ابحاااااري