****أرقب الموت في كلّ منظر
**1**أرقب الموت في كلّ منظر ،،أضَع يدي الجافّة المتجعّدة جنب يد الطفل الصغير ،فأرى كم تشبه يدي أيدي الجثث المحنطة ،، وكنتُ أراها في المقعد الخلفي في السيارة ( ابنتي سارة )،،وها أنا أنظر ولا أراها ،،هي عروس في يومها الأول ،،،،تلك صورة كانت موجودة ،، ،،والماضي موت ،،ورحمنا الله بذاكرة تحفظ صُوَر اليوم ،،قبل أن نجتازه وينتهي إلى الأبد ،،
يخرجون من أسرَّة نومهم ،،واحدا بعد الآخر ،،ويتركون موائد إفطارهم ،،،فتلك الصُوَر ،،ماضٍ ،،والماضي موتٌ ،،إلاّ من ذاكرةٍ مُحبَّة وفيّة تُعيد لهم الحياة ،،
الموت يشبه دائرة ظِلّ تقتحم ساحة النور التي نعيش فيها ،،وما يدخل في الظلّ يموت ،لأنّك لا ترى مَن كان فيه ،،،! ،،وبعد حين يشمل الظلّ كل طريقتا ،،،ولا يرانا أحدٌ ،،،
ولكن صورَتها مع زوجها اللطيف،،هي صورة حياة جديدة مليئة بالنور والسلام لأنهما مؤمنان ،،فالمؤمنون لا يعيشون إلاّ قريبا من الله،،ففي نفس لحظة الموتٍ تبدأ حياة جديدة ،،،كما تُخرِج جذوع الأشجار الجافّة براعماً جديدة ،،،فلا تموت حياة يبرؤها الله ،،،بل نحن مَن نموت ،،،ويعود إلى الحياة مَن يُعيده الله
2**لن يخلو من الفساد ،،مجتعك هذا ،،الناس هنا لا ينظرون الى السماء!
ا ***3***أتريد الإنتحار بسبب خصوماتك مع البشر ،،نت تُنهي ما لم تبدأه !! الحياة لله وليست لك ،،،أنظر ما أجرأك وأنت تُنهي ما بدأه الله وأراده !!!!هل تقدر على خُصومة الله وأنت اليوم تُضعفك خصومة البشر بل ،،تُميتك !!
***4****خليفة الدنيا ويقول لزوجه : يا ابنة الملوك ،أعندك درهم نشتري عنباً ! ما لي أراني أشتهيه !..وهو الذي أغني الفقراء وملأ أمعاءهم الجافّة بالعنب !
أنا الذي أتعجّب ، فلمْ يبلغ علوّ الروح هذا المبلَغ ! إلاّ بالقرب من الله ،،وأوّل ما تعرّف عمربن عبدالعزيز إلى الله واقترب منه ،اشتعل ضوؤه وأنار ،،وهؤلاء الذين يعرفون الله يصيرون فورا مسافرين اليه !،،ألا يستحقّ السفر اليه وترك كلّ شيء دونه ! ،،
صار مسافرا وعينُه على طريق عودته ،،لِداره الأخيرة ،،فَعَلَتْ نفسه فلم يُشغله ما يأكلون وما يبنون ،،وهو يتطلّع إلى ما هو أكبر ويشعر بما هو أجمل ،،،وهو يشعر بلذّة خِطابه الطويل مع الله ،،
وكالمسافر لا يحبّ أن تُثقله الأحمَال ،،وكالطائر المُشتاق ظلّ طائرا حتى كلَّ جناحه ،،واستحقَّ أن تتلو عليه الملائكة وهو يموت "،،إنّ المُتَّقين في جَنَاتٍ ونَهَر ،،في مقعد صدق عند مليكٍ مُقتَدِر
***5*****هم لا ينتهون عن الرذيلة ،،،،ومع الرذيلة دائما قتيل أو مظلوم سيأتي ،،،،أو مطحون حزين ،،،،،آلامنا في ذيول شهواتنا ،،فإذا انتبه الضمير للذين يخسرون بسببنا ،،،تحكّمنا في أنفسنا وإلاّ فسنمتلىء باللقطاء الذين نلقيهم على طريق الأحزان.....
الكاتب / عبدالحليم الطيطيhttps://www.blogger.com/blogger.g?bl...allpostsمدونتي أكتُبُ فيها