هل انت من مؤيدي الواسطة ؟؟؟
الواسطة !
لغة : هي الوسيلة أو الأداة التي يكون بواسطتها الوصول إلى غاية
وشرعا : هي الشفاعة وتعرف الشفاعة على نطاق واسع بالواسطة، وتسمى احياناً المحسوبية، وأياً كان الاسم فإن النتيجة واحدة، وهناك نوعان من الواسطة واسطة محمودة وواسطة مذمومة.
فالواسطة المحمودة أن تساعد شخصاً ما للحصول على حق يستحقه أو اعفائه من شرط لا يجب عليه الوفاء به أو تساعده في الحصول على حق لا يلحق الضرر بالآخرين, أما الواسطة المذمومة فهي ان تقوم بهذا الدور لحصوله على حق لا يستحقه أو اعفائه من حق يجب عليه دفعه مما يلحق الضرر بالآخرين، وقد اشار إليها القرآن الكريم حيث قال عز من قائل: من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها , سورة النساء الآية 85.
وتعتبر الواسطة المذمومة أحد مظاهر الفساد الاداري، وقد انتشرت في الوقت الحاضر انتشاراً واسعاً كانتشار النار في الهشيم في عموم المؤسسات العربية حتى انها اصبحت تعرف باسمها العربي كأحد مصطلحاتها في المراجع الأجنبية Wasta والواسطة المذمومة كالمرض تنتشر بالبيئات التنظيمية غير الصحية، لذا فإن عجز المؤسسات عن تقديم الخدمات المناطة بها قد دفع المواطنين الى البحث عن واسطة لتسهيل الحصول على بعض الخدمات، كما أن بعض المواطنين قد استمرأ الحصول على خدمات هو في الواقع لا يستحقها، ولا شك ان تكاسل بعض الموظفين من رؤساء ومرؤوسين واهمالهم وتقصيرهم في أداء المهام الوظيفية الموكلة لهم قد ساعد في انتشار هذه الظاهرة إلى حد بعيد, وقد عد النظام السعودي الواسطة المذمومة احد المخالفات الادارية التي يعاقب عليها النظام بالسجن أو الغرامة أو كليهما معا، بل انه عدها في حكم الرشوة لما لها من أثر سلبي بالغ على الوظيفة العامة والمواطنين على حد سواء.
ولا يخالجني ادنى شك بأن اغلب المواطنين يتذمرون من الواسطة وانهم يلجؤون اليها لأنهم أجبروا على ركوبها، ومهما يكن الأمر فالمفروض ان تحصل على حقك بدون واسطة من أحد وألا تحصل على حق غيرك بواسطة من أحد، والسؤال الذي يطرح نفسه ما هو الحل لهذه المشكلة؟ أو بمعنى آخر هل نحن مستعدون للقضاء عليها؟ أعتقد انه جاء الوقت لمحاسبة النفس والاعتراف بهذه المشكلة كواحدة من معوقات التنمية الادارية والاقتصادية والاجتماعية.
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين .
كتبه منصور بن صالح اليوسف عضو هيئة التدريب بمعهد الادارة
في جريدة الجزيرة السعودية يوم الجمعة 19 ,رمضان 1421 .
مالفرق بين الطعام والغذاء .!