كان أحد المجانين يسأل واحدا من أهل البصرة
متى يشعر النائم بلذة النوم ؟
قالوا : قبل أن ينام ..
قال : فكيف يشعر بلذة شيء لم يمارسه ؟
قالوا : إذن أثناء النوم ..
قال: فكيف يشعر باللذة وهو لايحس بشيء وهو نائم ؟
قالوا: اذن بعد النوم .
قال: فكيف يشعر بلذة شيء انتهى ؟
ثم قال : فاذهب فلا تفقه أنت وأهل البصرة شيئا ً “ دعونا نقتبس دور المجنون هنا:
متى يشعر العاشق بلذة الحب؟؟
اذا كانت الاجابة قبل الوقوع في الحب فلن تبدو اجابة مقنعة ولا منطقية اذ كيف سيستشعر اللذة و هو لم يجربها !!
و اذا كانت الاجابة أثناء الحب فلن تكون افتراضية لأن العاشق لم يتزوج بعد و لم يمارس طقوس الحب فكيف سيشعر بلذته !!
أما لو كانت الاجابة بعد الزواج فكيف و قد انكشف الغطاء و سقطت الأقنعة و لم يعد هناك غموض يستحق البحث أو شغف يستوجب التجريب ..
يبقى السؤال قائماَ .. متى يشعر العاشق بلذة الحب ؟؟وهل أنتم مع الرأي القائل بأن الزاوج ، مقبرة الحب ؟
يشعر العاشق بلذة الحب عند التجربة الأولى في أي علاقة .. فهي بنظري أجمل و أشهى اللحظات على الاطلاق .. فعندما يخفق القلب لأول مرة لن ينسى أبداً لمن خفق و كيف خفق .. لأنه و لأول مرة يسري بجسده هرمون العشق و هرمون العشق يختلف عن هرمون الحب و الذي يكون بين المتزوجين ..
فدائماً ما كنت أقرأ مشاكل الحب الأول و كم هو صعب نسيانه بالذات اذا كان صادقاً و اشترك الطرفان في المشاعر و الأحاسيس و لا أعني هنا حب المراهقة الذي يبدأ بالنظرات .. و لكنني أقصد حباً حقيقياً نابعاً من الوجدان و تصدقه الحواس .. حتى أيام الزواج الأولى لا يمكن أن تنسى لأنها جميلة و جديدة في كل أمر ..
أتعلمون متى يشعر النائم بلذة النوم؟
الغفوة الأولى هي أشهى لحظات النوم .. ولو لاحظتم فإن من يفسد عليه بداية نومه يتضايق كثيراً و ربما لا يتمكن من العودة للنوم مرة أخرى بسبب فساد ألذ لحظة فيه ..
و كذلك العاشق بعدما يجرب اللذة الأولى فان هرمون العشق يبدأ بالاختفاء و بالتدريج يتحول الزواج الناجح الناتج عن قصة حب عنيفة الى عشرة جميلة و حب خالص و قد يختلف اذا لم يتفق الطرفان أو اذا واجها بعض المشاكل و اختلاف الآراء ..
و مهما جرب المرء من تجارب لاحقة و ان كانت ناجحة فلن ينال الشغف الأول و خفقان القلب الأول -و لكني أؤكد انه يجب يكون حباً صادقاً و ليس الحب الذي نسمع به هذه الأيام المتمثل بالمراهقة الوهمي الكاذب- .. فالشغف لن يتكرر و اللذة لن تعود مرة أخرى ..
و ربما نظن أن الزواج مقبرة الحب و قد يكون ذلك صحيحاً في بعض الحالات بسبب عدم تقبل أحد الطرفين أو كلاهما زوال هرمون العشق و يظن أنه سيعيش سكرة الحب اللذيذة طوال حياته ..
و لكن و كما ذكرت سابقاً هرمون العشق يختفي بالتدريج ليحل محله هرمون الحب بين الزوج و زوجته .. و التي تتزوج حبيبها تظن أنها مع الوقت كرهته أو انه تغير عليها و لم يعد يحبها و لكن هذا ليس صحيحاً .. هي فقط انتقلت من حال الى حال آخر .. و بدلاً من أن يكون عشيقها صار زوجها و عشيرها و شريكها في معترك الحياة ..
لذلك فأنا لا أؤيد الحب قبل الزواج لأن الفتاة التي لا تتزوج حبيبها و افترقت عنه لظرف من الظروف فانها ستكون مكسورة حزينة و ستبقى تتذكره حتى ولو تزوجت غيره .. ولو تزوجته قد تصطدم بتغيره و تفاجؤها تصرفاته ..
لكن الرضا بقضاء الله و قدره و قسمته و النصيب يبعث راحة و طمأنينة في النفس البشرية .. و ان الفراق ليس نهاية العالم و أن ما أصابها لم يكن ليخطؤها و الخيرة فيما اختاره الله لها …
(( g`m hgpf hgH,g , ,il hguar )) hgH,g hgpf hguar