السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا سيدي أنا مثلك تماماً ، حين تأخذني وحدتي أذهب معها ، أطوف....! في أرجاء معمورتي المحدودة أختلس بعضاً من خطوات ، هفوات ،همسات ، أشجان ،أعيش معها ، تجرني أقدامي حيث النافذة التي أسطو بها على عوالم الفناء المقصور على ذاتي ،أحدق فيه ببصري حيث يرقد جاثمين الرغبة وتتبعثر أجزاؤها في عوالم الشتات الذي لا يتأتى إلا لمثلي ولا يستطيع غيري أن تطأ أقدامه ثراها ، مغمور في البعد والشهق صعب المنال يطوف خيالي وتسرع فيها أقدامي لعلني أنزع منها الصور العالقة في مكنوني ،
لكن سرعان ما أعود وأرتد ، قدر محتوم أن أحاط بتلك الجدران والتي طال جلوسها ، أتمني لو أن زلزالاً شديداً بقوة مئة رختر حدث على حين غرة فينال من تلك الجدران ويسقطها ويحدث فيها الشروخ كي تتهاوى وتخر فأنفذ إلي بوح الفضاء النقي ،أعلم أن القلم قد مله الانتظار وتملكه الأرق فما زال ينقر سفوح الورق ويتأجج حشاه وهو يبذل جهده ويسرف عرقه كأنه يكتب للهو أو يكتب للتسالي ، فما الأمر إلا حصار فرد جناحيه وأوقعني في وطأة حكمه وتشدده ومغالاته فما كان مني إلا أن أذهب خلف وحدتي أساردها وأسررها ، والأمر لا ينتهي بالطواف في معمورتي المحدودة وإنما كما قلت أختلس نظرات وخطوات ، أذهب فيها حيث الحضن الدافئ الذي طالما طوقني وأحسسني بالحياة فشببت على الطوق لا أنكسر ولا أميل ، فقد تعلمت في طوق الحضن مغازل الحياة وشربت كؤوس الصبر عن طيب خاطر ، ليس إلا أنني بإقراري لذلك أعرف مدى الانتماء الحقيقي لهذا الوطن الذي أنتمي إليه وينتمي إليّ فأنا لا أعيش فيه ولكن هو يعيش فيّ حتى أصبحت لا أختلس اللحظات كي أرحل إليه ، بل تعمدت أن يكون الوقت كله في ربوعه وفي دروبه وعلي سفوح جباله فما أنا إلا حبة رمل ذرفتها الرياح إلي مكان بعيد ، وتود لو سكن المناخ وعادت إلي مكانها التي خرجت منه كي تستعيد خصالها التي قد تكون فقدتها بفعل الغربة والتشريد
بقلمي @سيد يوسف مرسي