- 12:36
حكام خليجيون يشوهون سمعتهم ويجرحون شعور الجمهور!
كرة القدم - الدوري السعودي
مواقف غريبة نجدها في الملاعب الخليجية فقط! حكم سعودي يغني للهلال وآخر إماراتي يتلقي "الورود" من الجزيرة أثناء لقاءه مع الوصل! والنتيجة ثورة جماهيرية وعقوبات! فهل المطلوب من الحكم الإبقاء على مشاعره دفينة الزمن؟
Eurosport
(دبي- خاص يورو سبورت عربية)
ارتكبت الصافرة الخليجية قبل أيام أخطاء جسيمة لم يسبق لها مثيل في عالم الساحرة المستديرة، إذ تبدو للوهلة الأولى مقبولة الشكل بالمعنى الإنساني لكن مضمونها المهني خطير ونتائجها مدمرة لأن القاعدة التحكيمية مبنية على العدالة والنزاهة وتطبيق القانون بعيداً عن الاهواء والميول.
وفي الوقت الذي قام فيه الحكم والمطرب السعودي عبدالرحمن الغامدي بإدراج أغنية لنادي الهلال في ألبومه الغنائي الذي يطرح قريباً في الأسواق، سبقه الحكم الإماراتي الدولي علي حمد باستلام باقة ورد من نادي الجزيرة خلال إدارته لمباراة جمعت الأخير مع ضيفه الوصل في بطولة الدوري وسط ذهول الجمهور والخبراء والنقاد في البلدين. وفتحت كلتا الحالتين باب الانتقادات اللاذعة لفعلة الحكمين مع تفاوت حدة موقفهما أمام الجهات المسؤولة واختلاف قرار الحكم في القضيتين، ولكن الأسئلة التي دارت في الساحتين السعودية والإماراتية تقول.. هل من المنطق أن يتجرد قضاة الملاعب – وإن كان دون قصد أو دراية- من مسؤولياتهم والقيام بأفعال جارحة لمشاعر جمهور على حساب آخر؟ كيف سيكون مشهدهم أمام الرأي العام؟ ألا يتسبب مثل هؤلاء بتدمير ما بناه حكام بلادهم الكبارالذين صالوا وجالوا في ملاعب وبطولات العالم بصافرة مسموعة استحقت الاحترام والتقدير العالمي لسنوات؟. الغامدي يغني للهلال
في الحالة الأولى، جن جنون جماهير الأندية السعودية وخصوصاً أنصار الاتحاد والأهلي والنصر والشباب عندما فوجئوا بالصراحة المتناهية للحكم الغامدي الذي تغنى بالهلال برفقة الموسيقى متناسياً أصول مهنته، ما دفع لجنة الحكام في اتحاد الكرة التحقيق معه وإيقافه لكي تضع حداً للجدل الدائر في المملكة حول مجاملات المسؤولين والحكام لنادي الهلال بهدف تذليل مهامه من أجل الصعود لمنصات التتويج.
ولم يكتف الغامدي بهذا الخطأ بل تبعه بآخر لا يقل ضراوة حين وقف في قفص الرد على الاتهامات قائلاً لوسائل الإعلام: "ليس هناك عيب إن غنيت للهلال فهو زعيم وكبير ويكفي أنه نادي القرن الآسيوي.. سأعتبر الأغنية أحد إنجازاتي الفنية، التي بدأت منذ 20 عاماً، لذلك كتب على الأغنية غناء الفنان عبد الرحمن الغامدي وليس الحكم عبد الرحمن الغامدي".
وأضاف "أتمنى أن يفرق البعض ولا يخلط بين الأمور فتاريخي الفني يسبق تاريخي التحكيمي ويشرفني الغناء لكل أندية الوطن وللمنتخب السعودي وليس لي أي مانع".
ورود الشوك الإماراتية
وفي الحالة الثانية، وجد الحكم الإماراتي الدولي المعروف علي حمد نفسه في موقف محرج للغاية وهو يرتكب خطأ لا يقع فيه الصغار حين قام أحد إداريي نادي الجزيرة بتكريمه داخل المستطيل الأخضر وأمام الملأ قبل ثوان قليلة من إعلانه صافرة البداية للمباراة التي يديرها بين العنكبوت "صاحب الأرض" مع الوصل "الضيف" فما كان لجماهير الأخير إلا الثوران ومطالبة ناديهم التدخل للدفاع عن حقوق الفريق.
وكان حمد قد حصل قبل موعد تلك المباراة بأيام قليلة على المركز السادس عشر عالمياً والأول عربياً في تصنيف الاتحاد الدولي للإحصاءات الخاص بأفضل قضاة الملاعب في العالم لسنة 2009.
وشكك جمهور الوصل في الحكم علي حمد خصوصاً أنه أقدم خلال أحداث المباراة على طرد أبرز لاعبي الفريق المحترف البرازيلي أوليفيرا وعدم احتساب ركلة جزاء في اللقاء مما سهل خروج الجزيرة فائزاً بهدفين لهدف.
ورغم الانتقادات، دافعت لجنة الحكام الإماراتية عن حمد على اعتبار أنه لم يعلم بشكل مسبق في تكريمه، لا سيما أنها استمعت لشهادته في القضية حين قال "فوجئت بأحد إداريي الجزيرة وبرفقته طفل قدما نحوي لتقديم باقة ورد فاستلمتها منهما بحسن نية من باب رد التحية".
ودار جدل طويل في الساحة الرياضية حول القضية حتى صدر حكم من لجنة الانضباط في اتحاد الكرة الإماراتي يفيد بمعاقبة الحكم بالإيقاف لمدة شهر وتغريم كل من نادي الجزيرة ورابطة المحترفين 100 ألف درهم.
نظرة عالمية
اعتدنا السماع بحكم أخطأ في تقدير حالة تحكيمية، وحرم فريقاً من هدف صحيح أو ركلة جزاء لا غبار عليها، وآخر احتسب هدفاً لمصلحة لاعب استغفله وسجل باليد كما فعل الأرجنتيني مارادونا والفرنسي تيري هنري، ولكننا لم نسمع في الغرب عن حكم غنى لفريق ما في ألبوم غنائي يصدر في الأسواق قريباً أو حكم تلقى الورود من إحدى الفريقين المتباريين تحت إدارته التحكيمية!.
ألا يحق للجمهور العربي وضع علامات الاستفهام حول هذه المشاهد التي لا تجلب للكرة العربية والخليجية على وجه الخصوص سوى أصوات السخرية والاستهجان من مثل هذه السلوكيات غريبة الأطوار!.
ويبقى السؤال الأخير.. هل يدمر ذلك ما بناه حكام خليجيون سابقون مثل السعودي عمر المهنا والإماراتي علي بو جسيم والكويتي سعد كميل؟.
p;hl ogd[d,k da,i,k slujil ,d[vp,k au,v hg[li,v ogd[d,k da,i,k p;hl slujil au,v