( 184 ) مدار الأفكار
صقر خيطان
يقول الشاعر العربي :
اصبر لكل مصيبة وتجلـد= واعلم بأن المرء غير مخلد
وإذا أتتك مصيبة تسلو بها= فاذكر مصابك بالنبي محمد
إن الموت آية عظيمة من آيات العزيز الغفّار, وانتقال من مقر الفناء والأكدار, إلى دار البقاء والاستقرار ,فهو
آخر فصول الحياة والنهاية الطبيعية لكل المخلوقات ,وحق على الكبار والصغار, قال تعالى: ( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ
الْمَوْتِ ) (آل عمران:185) ، وقال عز وجل : ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ )
(الرحمن:26،27) ،وقال سبحانه وتعالى : ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)(القصص:88)
,و قال تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ
عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) [الملك:1-2] ,وقال أيضا: ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من
الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين* الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون)(البقرة :
155-156 ) ,وقال تعالى: ( فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ((الأعراف:34) ,والموت من
أعظم المصائب، وقد سماه الله تعالى مصيبة في قوله سبحانه: ( فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ ) (المائدة:106)،
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن
إن أصابته سراء شكر فكان خير له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خير له) , وقد حث النبي صلى الله عليه
وسلم على ذكر الموت والإكثار منه، فقال عليه الصلاة والسلام: ( أكثروا ذكر هادم اللذات) ,وعن ابن عمر
رضي الله عنهما قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة، فقام رجل من الأنصار فقال: يا نبي الله!
من أكيس الناس وأحزم الناس؟ قال : ( أكثرهم ذكراً للموت، وأكثرهم استعداداً للموت، أولئك الأكياس، ذهبوا
بشرف الدنيا وكرامة الآخرة ) , ويقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( من أكثر من ذكر الموت
رضيّ من الدنيا باليسير ) ويقول القرطبي: ( وأجمعت الأمة على أن الموت ليس له سن معلوم، ولا زمن
معلوم، ولا مرض معلوم، وذلك ليكون المرء على أهبة من ذلك، مستعداً لذلك) , وكان أحد الصالحين
ينادي بليل على سور المدينة: الرحيل الرحيل. فلما توفي فقد صوته أمير المدينة، فسأل عنه فقيل: إنه قد مات
فقال: ( ما زال يلهج بالرحيل وذكره * حتى أناخ ببابه الجمال ,فأصابه مستيقظاً متشمراً * ذا أهبة لم تلهه
الآمال ) ,وقال الدقاق: ( من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط
العبادة، ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء: تسويف التوبة، وترك الرضى بالكفاف، والتكاسل في العبادة ).
وقال الحسن: ( إن هذا الموت قد أفسد على أهل النعيم نعيمهم، فالتمسوا عشياً لا موت فيه ) , وقيل لأعرابي:
إنك تموت، قال: وإلى أين أذهب؟ قالوا: إلى الله تعالى، فقال: لا أكره أن أذهب إلى من لا أرى الخير إلا منه،
وفي 16 يوليو الحالي وبعد مسيرة حافلة بالنقاء والعطاء وأثر صراع مع المرض غيب الموت رمز المواقف
الجريئة ,ونبراس النخوة والحمية ,ورجل الاقتصاد الأول في سوق المناخ الكويتي أيام ازدهاره النائب السابق
حمود ناصر العبد الله الجبري العتيبي الذي يعد من فرسان البرلمان ومن أبرز رجالات الكويت ووجهاء
خيطان فهو مواليد 1941م , وحاصل على دبلوم المعلمين ضمن الدفعة الأولى عام 1962م وعمل مدرسا
وتدرج بالسلم الوظيفي حتى أصبح ناظرا لمدرسة سفيان الثوري في خيطان، حتى تقاعد عام 1980م ليعمل
في التجارة ثم اتجه للعمل السياسي حيث نجح عام 1982م من خلال الانتخابات التكميلية,وفاز كذلك بعضوية
المجلس عام 1985م وعايش فترة حل مجلس الأمة عام 1986م ومن ثم أصبح عضوا في المجلس الوطني
عام 1990م ،ونائبا في مجلس الأمة للدورات : ( 1992 , 1996 و 1999 ) ,كما شارك في لجان برلمانية
عديدة، وترأس لجنة شؤون الزراعة والثروة السمكية، وعضو مجلس إدارة الهيئة العامة للزراعة ونائب
رئيس إدارة الشركة الدوائية الكويتية, فهو نائب حر وأحد أكثر النواب الذين مثلوا دائرة خيطان لأربعة
فصول تشريعية فكان بحق صقر خيطان المحلق في سماء الأمجاد و تحقيق مصالح البلاد والعباد .و كان أبو
أحمد رحمه الله ، نصيرا لقضايا المواطن فشغلته قضايا الإسكان والتوظيف ومحدودي الدخل، ونذر نفسه
لخدمة أبناء منطقته فكانت ديوانيته مفتوحة دائما لمساعدة أهالي دائرته وغيرهم من أبناء الكويت ,رحم الله
النائب الصادق حمود ناصر الجبري الذي عمل بصدق وأمانة في خدمة الوطن والدفاع عن قضايا الكويت في
جميع المحافل .
مرحوم يا راع الكـرم والمـروات= يا من عليك الناس جرت تناهيـت
الله يثيبك يا ابـن جبـري بجنـات= ويعوّضك بالآخـرة حيـث حليـت
يا باذل ٍ للطيب فـي كـل حـزات= وعن المراجل والكرم ما تخفيـت
دايـم كفوفـك بالمكـارم نديـات= وعلى بروج الطيب حزت وتعليـت
يشهد لك اللي جرب العوز مـرات= وعساك مأجور ٍعلى كل ما أعطيت
عسى الولي يرحمك يا طيّب الذات= ويلهم ذويك الصبر يا ذايع الصيت