وآه يابغداد
حين تجبرين ابنائك للرحيل الى المنافي البعيدة ...
الى ارض لاتعرف حتى ملامحنا
الى ماوراء البحار الباردة ...
يسكن القلب عند دجلة ..ويرحل النخيل مغتربا"
لتبقى ارضك ياوطني مخضبة بالدماء ...
آه يابغداد
لانذكر عمرنا بعدك يامدينة الاحزان...
لم نظفر بكلمة وداع وسقطت حتى قبلاتنا مبللة بالدموع ..
يوم ان مشيت بعيدا"...خلعت قلبي ورميته فوق ترابك
ولامن يودعني سوى رمال الصحراء على امتداد طريق الرحيل...
اتلفت لاارى سوى عيون امي تستعطفني ان لا اغادر ....
الى اين تمضي
كيف طاوعك القلب لتطوي كل ذاك الحنين ..
كم بقى من العمر ..حتى يضيع في ارض غريبة
سيقتلك الحنين والشوق...وتموت بصمت
كما تموت الاشجار القديمة في اعماق الغابات..
رعد الحلمي
مدينة الاحزان
الى من ذهبت ولم تشعل شمعة في ظلام ليلي...
الى من أوهمتني ان لي بقلبها النائي مكان...
كنت أظن أننا عاشقان ...
عيد يهل وانت بقايا أه
وكومة أشجان....
أما لنزف جرحك أن يهجع
وينضب منك الدمع والشريان ....
يادمعتي الوحيدة
كيف تضيع الدمعة بين الاجفان....
كيف للشفاه أن تتنكر ..لهمسة الشوق
لنبضة عشق ..تنساب بدفء الحنان ...
أي مكان
نكتب فيه أننا نقتل العشق
نكذب قلوبنا ونصدق الهذيان....
أي مكان ...
....
يالهفة المسافر تسكن كل الجوارح
الدمع ..والموج ....والشطأن...
حتى أحزاننا صارت لها أغصان ...
الشوق يقتلنا..وتتخطفنا المنايا
كأن لها يدان.....
يا حسرة تتلظى بصدري
كيف تقتلين كل هذا الحب
وتشطبي من زمني هذا الزمان...
تصادرين أفراحي.. طفولتي
تشرديني بلا ملاذ...أنتي ملاذي
وكل الاوطان ...
.....
صرت أنسى تاريخ عمري..
وأنسى أنك قاتلتي..
حين أفارق عينيك
أصير ذكرى ..بقايا وأطلال أنسان...
ياهذه الساكنة بعيوني
أني أتمتم بكلماتي..مثل العصافير
بلا صدى ...بلا زقزقة
تائه وعشقك أشعلني حد الحريق
حد الهذيان ...
......يا مدينة الاحزان
دعي الحزن عنك..لا تندمي
كل أيامنا خسارة .ضيعونا
من يوم ولدنا..وضعوا الموت
في عيوننا ...ونصبوا الصلبان...
دعي الحزن عنك ...احلامنا ستنطق يوما "
بلا شفاه...فرحا" ...همسا"..دون أشجان ..
اني أرنو أليك...يازهرة عمري
أكابر على حزني
رغم أني جرحا" بملامح أنسان ...
رعد الحلمي
-