الشاي المهيل
صباحا مليء بالشوق والحنين
أتاني طائره الزاجل محمل بالياسمين
فوقف على حائط ذكرياتي والأنين
أسرعت الخطى نحوه وبقلبي ونين
فتحت ورقه مخبئة بريشه الدفين
فتراقصت الأحرف لتعلن لي عن المجيء
رحل طائره ومعه ما مضى من السنين
بقيت وحدي أودع قدري الحزين
فسادت الحيرى قلبي هل أنا في حلما أم يقين
بما ذا أقابله وبأي ثوبا ارتديه وأي لون
افرش دروبه بأزهاره التي غرسها قبل الرحيل
افتح ظفيرتي وادعها تنساب بشعرها الطويل
كان شعري قصير وكم هو يحب الشعر الطويل
حملت زينتي وخططت عيناي بسواد الكحل
فقد ذابت عيوني بدموع بعاده ولياليه والعويل
اقتربت الساعة واقترب موعد لقاءه الجميل
بقيت عيناي تعد اللحظات والثواني الطوال
وبقيت نبضات قلبي تهز أوصالي وصلبي
لم يعد لي صبرا ولم يعد لي انتظار
خرجت من داري متوسطه لأشجاري ونخيلي
وحملت بيدي صندوق أغانيه الخشبي
وأشعلت نارا ووضعت أبريق شايا مهيل
كنا نشرب الشاي المهيل تحت ظل النخيل
وكان يرمقني بطرف عينيه ويدندن ويقول
صغيرون يا بعد أهلنه وبفراكه شلون
نذرن لخيط جفواني لمن يرجعون
فأطعمه بيدي بما يحب من كعكا مدهن وشايا مهيل
رجعت بذاكرتي لتلك جلساتنا تحت النخيل
فوقفت انتظره تحت ظل النخلة ومعي صندوقه الجميل
وبجانبي حزمة حطب مشتعلة تحت شايه المهيل
وقف على شاطيء دجله انتظر ما تسبقه من غبرة رمال
فأبصرت شخصا عربي الزي يمتطي الخيل
تطايرت عباءته خلفه لتداعب رياح الماضي العليل
ها قد أتاني حبيبي الحجازي أتى لبنت العشار والنخيل
تمايلت أغصان الأشجار وبداءت العصافير بالتهليل
ها قد هللت عليه أهلا ونزلت بقلبي وعيني سهلا
ركضت نحوك مسرعه وبيدي مسكت لجام الخيل
أمسكته وبعيني أبصرت عيناه المتيمات بالحب والأمل
فغدونا معا وبايدي متشابكه جلسنا تحت ظل النخيل
مرت الدقائق ونحن صامتين غارقين ببحور الدلال
وبعد انتظار وغرق ببحور الهيام اخرج لي اسطوانه
فبدائت الذكريات تحتظن الاشواق وتنصت للعزف القديم
عابرة سبيل في حياة سيدي
هكذا احب ان القب عندما اكتب لسيدي
28-8-2007
تحياتي
الشيماء