( 172 ) مدار الأفكار
مجزرة مرمرة
يقول الشاعر العربي :
أخي جاوز الظالمون المدى= فحقَّ الجهادُ وحقَّ الفـدى
أنتركهُمْ يغصبونَ العُروبةَ= مجد الأبـوَّةِ والسـؤددا؟
في مثل هذا اليوم قبل ( 28 ) عاما أي في السادس من يونيو عام 1982م دخل الجيش الإسرائيلي بقيادة
أرئيل شارون لبنان وتوغل داخل أراضيها حتى وصل إلى العاصمة بيروت ,مجسدا بذلك العرف والعقيدة
الصهيونية التي تعتبر الإرهاب ركيزة أساسية يستند إليها نظام الفرد والمجتمع الصهيوني ,والتي عبّر
عنها بوضوح أول رئيس وزراء إسرائيلي ديفيد بن غوريون حين قال: ( إن دولة "إسرائيل" تضم الشعب
الكنز، ولهذا فإن بوسعها أن تصبح منارة لكل الأمم) , ومما جاء في كتابهم المحرف: ( قومي ودوسي يا
بنت صهيون، لأني أجعل قرنك حديداً، وأظلافك أجعلها نحاساً، فتسحقين شعوباً كثيرين)( سفرميخا:4/12)
,ومن واقع معتقد اليهود الصهاينة، جاءت نظرتهم الدونية المحقرة لباقي الشعوب،وسبحان الله العظيم
القائل في محكم كتابه الكريم : (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ
يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ
يَعْلَمُونَ) ( آل عمران : 75) , ومصطلح (الأميين ) في لغتهم يسمى (جوييم)أي (الأغيار أو الغرباء أو
الآخرين) الذين لا قيمة لهم ولا لدمائهم أو مقدساتهم أو أعراضهم,فعقيدة الإبادة تتجذر في وجدان الصهاينة
وتنزع معاني الرحمة والإنسانية من قلوب أجيالهم ليحل محلها التلذذ بقتل الأغيار «الفلسطينيين» , وعلى
مناهج الإجرام في العالم ترتسم أصابع الصهيونية والتي لها في فلسطين بصمات إجرامية واضحة المعالم
لن تمحى ,ولا تسقط بفعل تقادم الزمن ,وتحفل سجلات الصهيونية بما لا يعد ولا يحصى من الجرائم
والمجازر التي أرتكبت ولا تزال ترتكب ضد الشعب الفلسطيني,فقد أقدمت التنظيمات الإرهابية الصهيونية
من أجل تحقيق هدف الاستيلاء على أرض فلسطين واقتلاع وترحيل أهلها على ارتكاب العديد من المجازر
الجماعية البشعة التي تم تنفيذها في سائر المدن الفلسطينية منذ عام 1937م وحتى بعد الإعلان عن قيام
دولة " إسرائيل " بتاريخ 14 مايو 1948م ، حيث لجأ الجيش الإسرائيلي إلى طرق الإرهاب نفسها التي
كانت تنفذها العصابات الإرهابية ، ولا غرابة في ذلك لأن هذه العصابات شكلت اللبنة الأساسية لجيش
العدو الإسرائيلي الذي لا زال يتبع أساليب القتل والإرهاب ,ففي الأسبوع الماضي و في المياه الدولية
المقابلة لشاطئ غزة قامت القوات الإسرائيلية باعتداء عسكري آثم على « سفن الحرية» التي تحمل عددا
من العزل المسالمين من دول العالم الصديقة المتعاطفة مع معاناة الشعب الفلسطيني في مهمة إنسانية بحتة
وذلك لإغاثة غزة وأهلها ومن بين سفن الأسطول التي تعرضت تحت جنح الظلام إلى قرصنة واعتداء فرق
(الكوماندوس ) سفينة ( مرمرة ) حيث سقط العشرات بين قتلى وجرحى تحت نظر العيون الكويتية
المشاركة في العمل الإنساني , وقد اعتبر رئيس لوزراء التركي طيب رجب أردوغان إن قيام إسرائيل
بشن الهجوم هو بمثابة «إرهاب دولة وعمل غير إنساني»، و من بواعث عقائدية تحمل الشر ّ لكل ما هو
غير يهودي فإن الكيان الصهيوني يعد في تاريخ البشرية النموذج الأكثر وضوحا لأنظمة الطغيان والدموية
والاستبداد، والغطرسة والظلم والاستعباد والذي لا زال يتحدى كل العالم ويضرب جميع القرارات الدولية
التي تدينه بعرض الحائط ,ولا يمكن أن يستمر التعنت والطغيان لولا مناصرة البعض له والوقوف إلى
جانبه دعما وتأييدا ,وقديما نصح أرسطو تلميذه وصديقه الإسكندر الحاكم اليوناني المشهور أن يعامل
الشرقيين معاملة العبيد وأن يعامل اليونانيين معاملة الأحرار، ويبدو أنها فلسفة مستمرة حتى اليوم في
الغرب حيث تستطيع الدول والقيادات الغربية أن تجمع بين ديمقراطية غربية وتشجيع ودعم للطغيان
والدكتاتورية في العالم .
يا مجتمع صهيون بيّـن مسـارك=عند العرب والفرس والروم والترك
جسّدت بالإجرام معنـى شعـارك=يا منبع الطغيان والظلم والشـرك
يا محكم ٍ من دون غزّة حصـارك= ترى الخطأ والجور والظلم يعثـرك
بين البحر والبـرّ بيّـن دمـارك= عسى الولي يذهب معينك ويدمرك