المثقفون وفتح الدفاتر القديمة
عبد
الرحمن العشماوي يشن
هجوما على ابن
عقيل الظاهري ويذكّره بأيام التدخين وأم كلثوم ونجاة .. والظاهري يرد : كنت أدخن في الحمّام والعشماوي كذاب وقصائده هلامية
وكالة أنباء الشعر – جاسم سلمان دار سجال محتدم بين اثنين من المثقفين والأدباء السعوديين هما الشاعر عبد الرحمن العشماوي والمفكر الإسلامي والأديب أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري ، وصل مدى السجال إلى التراشق الإعلامي والانتقاد الصريح ، واستخدام ألفاظ غير لائقة أدبيا ، واستحضار ذكريات وماض كل منهما ، وبدأت " حادثة السجال " بنشر العشماوي مقالاً في جريدة الجزيرة بتاريخ 28-6-2010 ، بعنوان ما أجمل التوثيق ، يتحدث فيه عن مواقف كان شاهدا عليها بأن الشيخ الظاهري كان يسمع أم كلثوم ، مشيرا إلى أنه منذ عدة سنوات زار الشيخ أبا عبد الرحمن الظاهري في مكتبه ، ووجد رائحة السجائر تنبعث منه وذكر العشماوي أن الشيخ أبو تراب الظاهري كان ممسكاً بسيجارة وكذلك أبو عبدالرحمن بن عقيل مشيراً إلى أنهما كانا يستمعان إلى صوت أم كلثوم صادحاً من آلة التسجيل ،وأنه لاحظ حينها على المكتب أحد دواوين الظاهري وعلى غلافه صورة للمطربة نجاة الصغيرة . ورد الظاهري في مقال له بتاريخ 6-7 -2010 يحمل عنواناً قويا " يا ويحه إذا لقي الله على هذا الكذب" موضحاً فيه أنه قرأ ما كتبه العشماوي عنه ، متهما إياه بالكذب والحقد والضغينة عليه . فيقول في جزء من مقالته (أنه بهره العلم والجمال والتجربة الصادقة في مقالتي - والغناء غير مستنكر عند الإخوانيين -؛ ولما كان علمه وفكره خاسئاً عن معارضتي غلبته الضغينة بهذا الفحيح السَّام؛ أفيعيَّر المسلم بأخطاء في شبابه بعد إنابته الصادق ) ويستطرد في مقالته عن العشماوي حيث يقول في جزء آخر منها (وإن كان أراد أن يشينني عند الناس فأسوؤه بأن الله سبحانه جعل لي وُدّاً عند الناس في الماضي والحاضر، ولقد كنت بحمد الله ممن يكاثر السيئات بالحسنات منذ نشأتي. قال أبو عبد الرحمن: ذاكرتي بحمد الله لاقطة لا تضل، وكل ما ذكره من زيارته لي في النادي كذب بالصورة التي طرحها.. والله قسماً بربي إنه كاذب ) . وعن أسباب هذا التراشق الذي بدأه العشماوي دون أن يوضح الأسباب أو يورد حجته ، يذكر الظاهري في مقاله أن العشماوي كان يريد طبع أحد دواوينه فأخبره أنه لا يملك هذه الصلاحية، معتبرا أن هذا السبب الذي جعله يهاجمه ، ويؤكد ذلك في الجزئية التالية ( فكيده في نحره.. وإنما عرض علي طبع نظمه الهلامي مساوماً لي في الأجر؛ فقلت له: (أنا مدير إداري لا فني، والكلمة لله ثم لمجلس الإدارة والفاحص)، وذهب من عندي مُكرَّماً؛ فيا ويحه إذا لقي الله على هذا الكذب، وتعمَّد التشويه والفضيحة.. ثم عزفتُ عنه لما انضم إلى (خطباء الفتنة) باسم الدعوة، وإنما هي إخوانية سياسية تؤلب على ولي الأمر.. إنني أشم من تلك الكلمة نفاقاً وكذباً وحسداً ومحاولة لإطفاء ما شَهَرته من الحق بادئاً بالنقد الذاتي لنفسي) . ووصل الحال بالأديب أبو عبد الرحمن الظاهري إلى وصف الشاعر عبد الرحمن العشماوي بأوصاف ، ونعوت بالغة الحدة ، ويلخص فحوى مقاله (وأما حقده لإهمالي شعره دارساً أو مستشهداً والدهماء غير المتذوقة للشعر تسميه (الشاعر الإسلامي)، فهو حقد في غير محلِّه لو عرف نفسه؛ فما هو والله إلا ناظم خطابي ليس عنده من الإحساس الجمالي رائحة ) . ووصف العشماوي بالحاقد لأنه أهمل شعره ، وغير متذوق للشعر ، وليس لديه إحساس جمالي .
الطريف في الأمر أن جريدة الحياة نشرت في عددها الصادر اليوم الأربعاء تحقيقاً حول هذا الخلاف رفض جميع المشاركين فيه الإفصاح عن أسمائهم وهو ما يعزوه البعض إلى الخوف من الدخول في حلبة الصراعات الثقافية لا سيما وأنها أصبحت تعتمد على سياسة الفضيحة والعودة للذكريات ، وتترقب الأوسط الإعلامية حدوث مستجدات في الأيام المقبلة بخصوص قضية العشماوي والظاهري ، مع احتمال دخول أطراف أخرى في الصراع المحتدم ، والذي لا يزال في بدايته .
وتأخذنا هذه الحادثة إلى قصة السجال الذي دار بين عدد من الكتاب مع الداعية عايض القرني ، على خلفية تعاونه مع الفنان محمد عبده في أنشودة إسلامية ، وانتقده كل من الإعلامي قينان الغامدي والروائي عبده خال ، والكاتب خلف الحربي ، بأن هذا التعاون إجازة غير مباشرة وفتح لباب التعاونات الفنية ، ووصفوا قصيدته بالعادية ، والخالية من الشعر ، فرد عليهم بأن بائعة الفصفص ( الحبوب ) تفهم بالشعر أكثر منهم ، واستمر الجدال ، والتراشق بالصحف ووسائل الإعلام الأخرى مدة طويلة . وقبل عدة أيام أفتى رجل الدين السعودي عادل الكلباني بإجازة الغناء ، مما أثار حفيظة رجال الدين ، واستنكار البعض علناً لهذه الفتوى . وانتشرت قصيدة منسوبة لإمام الحرم المكي الشيخ سعود الشريم ، ينتقد فيها الكلباني ، ويطلبه العودة إلى الله ، والعدول عن رأيه ، وبعد أيام انتشرت قصيدة منسوبة للكلباني كرد على هذه القصيدة ، ولكن الكلباني أنكر كتابته لها ، وأعلن براءته منها . وهذه الحوادث تعتبر مؤشرا على تزايد ظاهرة السجالات وظهور خلافات بين رجال الدين ، وقضاياهم واختلافاتهم الفكرية إعلاميا ، والغريب في الأمر أن البعض منهم يخرج عن طوره ، على غير المعتاد ، وينتقد ، ويهاجم المختلفين معه ، ويرشقهم بألفاظ قاسية .
uf] hgvplk hgualh,d dak i[,lh ugn hfk urdg hg/hivd hg/hivd hgualh,d hf, psk ugn uf] urdg