أتى به الحمام .
كأني أمُه أحبهُ حباً شديداً ، حملتهُ في قلبي سنين عديدة فذهبت السنين
وكبر حجم الحُب وٓ كبُر على قلبي ، فخرج على شكل رجُلاً كاملاً سكن في غرفتي ومن هذه اللحظة
وأنا أجٓمعُ صوره أعلقها في برواز أعلى السرير
ومازلتُ أحبهُ وأخاف عليه واستودعَ الله روحه كلما خرج من غرفتي وكلما رجع لي مُتعب من الحياة ، ملهوف الشوق ومُثقلاً بالمستقبل وهالكاً من روتين الحياة وفي يديه أمال الصباح وعينيه إبتسامة الفرح فأحضنه .. أقُبله ..
وأغني لخوفه في آخر الليل :"يلا تنام يلا تنام واذبح له طير الحمام
"ونستيقظ على صوت الحمام ، فأنا أدلل يومه الجديد أرتب له دعوات
تصعد للسماء وأتلو عليه الأذكار ثم يخرج ...
أنني أعاني من مرض الإفراط في حُبك والسلامُ على عينيك وقلبك والسلام على صوتك وعلى أعضائك جميعها فأنت لم تكن مجرد سيدي بل أنت أخ وصديقي وأب وعاشق أعطتني اياه الحياة لي بسبب عمل بسيط نثرته على شباك غرفتي القليل من الخبز ليأكله الحمام فأتاء بك الحمام من موقف عابر .