( 160 ) مدار الأفكار
لقاء السفراء
يقول الشاعر العربي :
أنت الحيا وغيـاث نستغيـث بـه= لو نستطيع فداك المـال والولـد
فاضت سجالاً من المعروف تنفحها= لسائليـك فـلا مـنٌ ولا حسـدُ
قبل عدة سنوات وفي إحدى العواصم العربية, اختفت سيارة مواطن خليجي وبعد جهود مضنية من البحث
والتحري,وتكبد الكثير من العناء و الخسائر المادية وجدها في مواقف إحدى الدوائر الحكومية وقد استبدلت
لوحاتها الخليجية بأخرى تابعة لتلك الدائرة الرسمية التي يصعب مراجعتها والسؤال فيها فضلا عن الدخول
معها في النزاع و مطالبتها بإعادة ما أصبح في حوزتها مما دفع صاحب السيارة للاستعانة بسفارة بلاده في
محاولة لاستعادة سيارته إلا أن جهوده باءت بالفشل ولم يتحقق مراده ,وعندما أغلقت جميع الأبواب في وجهه
وتنفيذا لمشورة زملائه طرق باب السفارة السعودية والتي بذلت جهودا مضاعفة وساهمت مساهمة فاعلة في
استعادة السيارة إلى صاحبها وعند عودته نشر في مطبوعات بلاده إعلانا كبيرا مدفوع الثمن يشكر من خلاله
سفارة المملكة و يثني على دورها في مساعدته وإعادة سيارته له,وفي الأسبوع الماضي تذكرت تلك الحادثة
عندما شاهدت خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود- حفظه الله ورعاه- وهو يلتقي
في سفراء المملكة بمناسبة انعقاد اجتماعهم الدوري الثاني حيث دعا الملك السفراء في الخارج إلى ضرورة
انتهاج سياسة الباب المفتوح لجميع المواطنين المغتربين خارج الوطن، مبيناً أنها إحدى الركائز السياسية التي
تنتهجها الدولة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود – رحمه الله وطيب ثراه- وقال: ( أشكركم
وأتمنى لكم التوفيق في مهمتكم الإنسانية والأخلاقية و العقلانية، لأنكم تمثلون شعب المملكة العربية السعودية،
شعب الوفاء، شعب الإخلاص، شعب العقيدة، ولهذا مطلوب منكم قبل كل شيء عقيدتكم ووطنكم وشعبكم, و
لأنكم مسؤولون عن شعب المملكة العربية السعودية في كل وطن يوجد فيه أحدكم، فلا تهملوهم ولا تغلقوا
الأبواب دونهم بل قابلوهم بالرحب والسعة لأن هؤلاء هم أبناؤكم وإخوانكم ورجال المستقبل,وأتمنى أن
تشرحوا لمن تقابلونهم نهج حكومتكم ومملكتكم، مملكة لا إله إلا الله محمد رسول الله، وأن يكون الحرمان
الشريفان نبراسكم الأول، وقد فضلكم الله على العالم بأن تكونوا خداماً للحرمين الشريفين، وخدمة الحرمين
الشريفين ليست لعبد الله فقط، ولكنها لكم جميعاً، لكل الشعب السعودي، والشعب السعودي هو خادم الحرمين
الشريفين ,كونوا منصفين وأنتم تمثلون دولتكم الإسلامية تمثيلاً حقيقياً، وكونوا رحبي الصدور لمن يأتيكم من
أبناء شعبكم، وأرجو أن يكون نبراسكم الصبر لأنكم ستجدون أناساً يخطئون أو لا يعرفون الأنظمة، وكونوا
معهم عوناً واختاروا لهم المحامين الجيدين ولا يهمكم في ذلك أي شيء، كما أرجوكم أن تبصروا إخوانكم
السعوديين الذين يأتون إليكم بالهدوء والسكينة وإتباع الأنظمة في أي بلد أنتم فيه، وأنتم إن شاء الله وجوه
خير، أنتم وجه المملكة العربية السعودية، فاحرصوا على سمعة المملكة،وأنتم من أبناء المملكة ومن خيار
الناس إن شاء الله ), وفي ذات الاتجاه وصف ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن
عبد العزيز آل سعود– حفظه الله ورعاه-السفراء السعوديين بأنهم دعاة الإسلام والعروبة خارج البلاد، حيث
قال: (أنتم تمثلون الصفاء والأخلاق التي يتمتع بها هذا الوطن والمواطن، تمثلون القيادة, آباؤكم مثلوا الدولة
في عهد الملك عبد العزيز وعهد الملك سعود وعهد الملك فيصل وعهد الملك خالد وعهد الملك فهد، رحمهم
الله , أنتم مرآة البلد، وأحب أن أؤكد لكم تأكيدا قاطعا لو نعلم أن في أحد منكم أي قصور أو شيء تقال له
لقلناها له فورا، لكن نعلم منكم الإخلاص ونعلم منكم التفاني ونعلم منكم الاجتهاد ولكل مجتهد نصيب ,أنتم
دائما تسمعون وتقرأون ما يقال عن بلدكم، يقولها الحاسد والحاقد وهذا لا قيمة له عندنا أبدا، أما أي كلام يقال
فيه الحقيقة وفيه النقد البناء فنحن نتحمل ذلك ونرجو أن تبلغوه لجهاتكم ونحن كلنا خدام لوطننا ولأمتنا,
و يجب أن نقبل النقد البناء النزيه، أما الخرافات والكلام الذي يقال لمصالح ولأغراض ومذهبيات فنحن لسنا
فيها ونبرأ إلى الله منها ونترفع عنها كذلك), و تعد سفارات المملكة من حيث خدمة مواطنيها من أفضل
السفارات على مستوى العالم ولا غرابة في ذلك فهي تعكس اهتمام وتوجيهات ولاة الأمر التي تضع خدمة
الدين والوطن والمواطن من أولويات مهام السفراء وكذلك تحقيق الرسالة السامية للمملكة العربية السعودية
من خلال ترجمة سياساتها الخارجية المعتدلة والمتزنة ,و إبراز الوجه الحضاري المشرق و المشرف للمملكة
في جوانبه الثقافية والاجتماعية.
يا دار لك بقلوب الأحرار مقـدار= وأنتي منار الخير دور ٍ بثـر دور
سيري بعز ّ وجسدي نهج الأخيار= وجندك وشعبك بالمهمات لك سور
ترى شموخك ملفت ٍ كل الأنظـار= يا درة الأقطار يا مهبـط النـور