لا تزال ظاهرة التغيّر المناخي محط اهتمام وترقب دولي خصوصاً مع تزايد أنشطة
الصناعة البشرية الضارة التي يعتبرها الكثير من العلماء سبباً أساسياً في حدوث هذه
التغيرات، حيث أن لتلك المضار السلبية دورا عظيما في تغيير ملامح وخصائص المناخ
بالمناطق الأكثر استهلاكاً للوقود العضوية، ولا شك أن ذلك يعكس بمؤشراته على
احترار الغلاف الجوي وارتفاع درجة حرارة الأرض، مع انعدام وسائل السيطرة على
سلوك غاز ثاني اكسيد الكربون في الجو وتغير تركيبة الغلاف الجوي، وما يعرف
بالاحتباس الحراري أو ظواهر الطقس العنيفة، وتغير تركيبة سطح الأرض كإزالة الغابات وإعادة زراعتها والتوسع الحضري والتصحر وغير ذلك، مما يزيد من تفاقم
المشكلات البيئية داخل الغلاف البشري.
تلك التغيرات المناخية المتلازمة مع كثافة الحضور البشري وإسرافه في الاستهلاك
وبحسب التقارير العلمية أدت إلى حدوث العديد من المخاطر والأضرار التي تهدد صحة
وحياة البشر وبقية الأحياء الأخرى، ومنها اتساع الثقوب في طبقة الأوزون والمزيد من الخلل فيها وفقدان التنوع البيولوجي وانتشار الأمراض المعدية والوبائية بشكل عالمي.
إن ظاهرة تغير المناخ تنعكس سلباً على قطاعات التنمية والإنتاج الغذائي وزيادة
معدلات الفقر وعلى مختلف القطاعات الحيوية والتي منها الزراعة والمياه والطاقة
والصحة والنقل والموارد البحرية وغيرها من القطاعات، وأي زيادة في شدة الظاهرة
سيكون لها نتائج مأسوية في أنحاء العالم، وسيكون تأثيرها مباشراً وضاراً على صحة
الإنسان عامة تصل إلى الخسارة في الأرواح.
أكثر تأثيرات التغير المناخي خطورة ستطال أقل فئة قدرة على مواجهتها ألا وهي فئة
الفقراء، فأرزاق هؤلاء تعتمد بشكل أساسي على المحميات الطبيعية والزراعة، ولا
ريب ان أعداداً كبيرة من الفقراء تعيش في بلدان تقع قرب خط الاستواء، وسيكون
سكان المناطق الإستوائية الأكثر تضرراً من تأثيرات التغير المناخي، ومع تفاقم آثار
تغير المناخ سيصبح استئصال الفقر أكثر صعوبة وستتضاءل سبل التكيف أمامهم، حيث
إن الظواهر المناخية الشديدة ونوبات الجفاف يمكن أن تعرض غذاءهم وامدادهم من
المياه للخطر، وأن تؤدي إلى زيادة الأسعار، وتدمير المنازل والمشاريع التي تقام في
كثير من الأحيان على الأراضي الصالحة للمعيشة، كما أن تواصل الأزمات ستقلص من
إمكانية القدرة على الصمود أمام التقلبات أو الأضرار الاقتصادية التي تحدثها التغيرات
المناخية.
تعد ظاهرة التغير المناخي الأخطر التي يتعرض لها كوكب الأرض حيث سيكون لها آثار وخيمة ومتفاقمة يرتبط بها مصير البشر ومختلف مظاهر الحياة الأخرى على سطح هذا الكوكب، وإذا لم يتم وضع الحد لهذه التأثيرات السلبية ولم تؤخذ صرخات العلماء
وتحذيراتهم على محمل الجد، ستنتشر الأمراض والمجاعة وتندلع الحروب والنزاعات
وحينئذ لا ينفع الندم.
من اللافت للانتباه أن الدول النامية التي تقع عليها مسؤولية أقل عن تغير المناخ هي التي ستعاني من أسوأ العواقب، وبرغم أن الولايات المتحدة هي أكبر الدول المسببة
لهذا التغير المناخي المهدد لمختلف مناحي الحياة، ما زال الواجب يقتضي أن نتصدى
معاً للمظاهر والمخاطر والمحاذير على الحياة البشرية ومستقبل العمران من مظاهر
التلوث وأسلحة الدمار الشامل بكافة أنواعها وأشكالها ومراميها، من أجل مستقبل أكثر
إنصافاً وأماناً وأخلاقاً وإيماناً من أجل الحفاظ على حياة وصحة وسعادة ورخاء
الإنسان ومستقبل الأجيال في كل مكان.
كلنا مسؤولون عن السعي إلى إيجاد مخارج مناسبة لوقف هذه المشكلة على الفور وإذا
تقاعسنا عن اتخاذ الإجراءات اللازمة الآن لوقف ارتفاع الحرارة قد نعاني من عواقب لا
يمكن العودة عنها، وذلك عن طريق رفع الوعي البيئي والسعي لوجود صناعة خضراء
صديقة للبيئة، فالطبيعة تقدم مجموعة من الخيارات البديلة من أجل إنتاج الطاقة منها
الشمس، حيث يمكن تحويل ضوء الشمس إلى كهرباء، وأيضاً الهواء، حيث تشكل
توربينات الرياح الحالية تكنولوجيا متطورة جداً فهي قابلة للتعديل وسهلة التركيب
والتشغيل وقادرة على توليد طاقة تفوق 200 مرة حاجة العالم اليوم، بالإضافة الى
تخطيط أفضل لاستخدام الأراضي وتحسين البيئة التحتية إلى الحد من الضعف أمام
التغيرات المناخية في المستقبل، وأيضاً التمويل والاستثمار في أبحاث الطاقة المتجددة
وتطبيقاتها المهمة والمؤثرة في تخفيف أزمة تغير المناخ العالمي وتعطيل التنمية
البشرية، وللإطلاع على ما يمكن للفرد اتخاذه في حياته اليومية لمكافحة التغير المناخي
يمكن زيارة موقع الأمم المتحدة وتغير المناخ أو الانضمام إلى حركة action/2015
لدى المجتمع المدني لجعل صوتك مسموعاً.
Ykrh` hgHvq >>> lsc,gdm hgfav !