في رثاء الفيصل شعرا ونثرا ؟

تواصلت الإشادات العربية والدولية بمناقب وزير الخارجية السعودي السابق

الأمير سعود الفيصل وخصاله ومآثره الطيبة على الساحة الدبلوماسية

العالمية في أعقاب إعلان الديوان الملكي السعودي مساء يوم الخميس وفاته

بالولايات المتحدة عن عمر ناهز 75 عاما.

ونعى العديد من المسؤولين العرب والغربيين الفيصل وأثنوا على الدور

الكبير الذي لعبه على الساحة الدبلوماسية العالمية على مدى نحو أربعة

عقود قضاها على رأس الخارجية السعودية مدافعا عن مصالح المملكة

العربية السعودية وفي نصرة قضايا أمتيه العربية والاسلامية.

وتقدمت الادارة الأمريكية بالتعازي الى حكومة المملكة العربية السعودية

بوفاة الأمير سعود الفيصل معتبرة فقدانه "خسارة فادحة" لعالم

الدبلوماسية.

وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بيان صحفي "ان العالم فقد وزير

خارجية استفادت من خبرته وشخصيته وقدرته الدبلوماسية أجيال من

القادة والدبلوماسيين الأمريكيين".

واثنى اوباما على الراحل بالقول انه كان "ملتزما بالوصول الى الاستقرار

والسلام في منطقة الشرق الأوسط وحريصا على ترسيخ وتطوير العلاقة

الأمريكية - السعودية".

كما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في بيان منفصل ان الأمير

سعود الفيصل الذي عاصر 13 وزير خارجية في الولايات المتحدة "كان

يتمتع بخبرة واسعة ونظرة عميقة وخدم وطنه بامتياز ووفاء".

وأضاف "كنت اقدر صداقته والتشاور معه وترك تاريخا كرجل دولة

ودبلوماسي لن ينسى".

وبدوره أعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن حزنه لوفاة

الفيصل متوجها بأخلص التعازي للعائلة المالكة السعودية وللشعب السعودي

بمصابهم الجلل.

وقال كاميرون في بيان "لقد استفاد الكثيرون وأنا من بينهم من حكمته

الكبيرة بالشؤون الدولية طوال سنوات خدمته للمملكة".

كما اكد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند ان الراحل خدم المملكة

العربية السعودية لسنوات طويلة بكل تفان مضيفا "اننا سنتذكر إلى الأبد

مساهماته طويلة العهد بالجهود الدبلوماسية والشؤون الخارجية في أنحاء

العالم" متقدما بأصدق التعازي للمملكة العربية السعودية وشعبها بمصابهم

الجلل.
وفي طوكيو نعى وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا الفيصل معربا في

رسالة بعث بها الى نظيره السعودي عادل بن أحمد الجبير عن تعازيه لأفراد

أسرة آل سعود وحكومة المملكة العربية السعودية وشعبها في مصابها.

وأشاد كيشيدا بإنجازات الامير الراحل قائلا إن "الفيصل لعب دورا مهما في

ارساء السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والمجتمع الدولي على مدى

40 عاما".

وبدوره اعرب رئيس وزراء باكستان محمد نواز شريف عن بالغ الحزن

وعميق الاسى لوفاة الأمير سعود الفيصل قائلا في بيان ان "رحيل الفيصل

يعد خسارة كبرى ليس للمملكة العربية السعودية فحسب بل للشعب

الباكستاني ايضا".

كما اعرب مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون الخارجية والامن

القومي سرتاج عزيز في بيان عن تعازيه في وفاة الفيصل قائلا ان الراحل

كان "صديقا عظيما وفاعل خير لباكستان".

وفي نيودلهي أشادت وزيرة الشؤون الخارجية الهندية سوشما سواراج

بجهود الفيصل في تعزيز العلاقات الثنائية "القوية" بين نيودلهي والرياض

والدور الذي لعبه في خدمة بلاده لمدة طويلة بالإضافة الى جهوده في إجلاء

الهنود الذين تقطعت بهم السبل في اليمن.

كما اعرب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان خلال اتصال هاتفي مع خادم

الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن تعازيه بوفاة الفيصل.

وأشاد كذلك الرئيس التركي السابق عبد الله غول بالدور الفعال الذي لعبه

الفيصل في تطوير العلاقات التركية السعودية.

وأكد أن الفيصل كان يحظى باحترام الأوساط السياسية العالمية لما كان

يمتلكه من قدرات راجحة في العمل السياسي مضيفا "كانت تربطني علاقة

مميزة بالفقيد الراحل وكنا نتبادل الآراء والأفكار حول العديد من القضايا

الإقليمية والدولية عندما كنت على رأس وزارة الخارجية التركية ورئاسة

الجمهورية".

كما أشار إلى أن الفيصل كان من أبرز الشخصيات السعودية المقربة من

الأتراك وأنه عمل جاهدا مع الحكومات التركية على حل القضيتين

الفلسطينية والعراقية.

وعلى الصعيد العربي اعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي

عن "بالغ الحزن وعميق الأسى" لوفاة الفيصل مؤكدا في بيان ان

الدبلوماسية العربية والدولية فقدت "فارسا نبيلا وشجاعا طالما دافع عن

قضايا أمته بكل شجاعة وبسالة وقاد دبلوماسية المملكة بكل كفاءة واقتدار

على مدى أربعة عقود".

وتقدم العربي بخالص تعازيه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد

العزيز وجميع أبناء الشعب السعودي داعيا الله عز وجل أن يتغمد الفقيد

بواسع رحمته وكريم غفرانه.

وبدوره أعرب المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي عن بالغ الحزن

والأسى لوفاة الفيصل مستذكرا "بكل التقدير والامتنان الدور التاريخي

المتميز لسموه وزيرا للخارجية بالمملكة العربية السعودية لأكثر من أربعين

عاما والجهود المخلصة التي بذلها الفقيد الغالي عضوا بالمجلس الوزاري

لمجلس التعاون بحكمته المعهودة ورؤيته الثاقبة في وضع اللبنات الأولى

لتأسيس مجلس التعاون ودفع مسيرته وتعزيز انجازاته والدفاع عن مواقفه

ومصالحه في مختلف المحافل الاقليمية والدولية".

كما أعرب المجلس عن اعتزازه بالإرث التاريخي الذي خلفه الفقيد في عالم

السياسة والدبلوماسية الدولية التي كان في ميادينها فارسا شجاعا وعلما

بارزا وقائدا حكيما معبرا عن هموم أمته ومدافعا عن قضاياها بكل صلابة

وجسارة ووضوح.

ومن جانبه قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل

خليفة ان السعودية والأمتين العربية والإسلامية فقدت بوفاة الامير سعود

الفيصل رجلا عظيما وهب كل حياته في خدمة وطنه وأمته وسخر كل جهده

لتقوية الصف العربي والإسلامي.

واضاف في بيان ان الامير الراحل سعي بكل ما أوتي من حكمة للحفاظ على

وحدة الكلمة ونبذ الخلاف والفرقة مضيفا ان البحرين ملكا وحكومة وشعبا

آلمها هذا المصاب الجلل وتستذكر بكل التقدير وبالغ الاعتزاز الشديد مواقف

الأمير الفيصل المشرفة تجاهها في كل الظروف والأحوال ووقفاته

التاريخية الداعمة لأمنها واستقرارها في جميع المحافل الإقليمية والدولية.

كما اعرب العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في برقية بعث بها لخادم

الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود عن تعازيه بوفاة

الامير سعود الفيصل.

وقال الديوان الملكي الاردني في بيان ان الملك عبدالله الثاني استذكر في

البرقية مناقب الفقيد بعد حياة حافلة بالعطاء والبذل كرسها في خدمة قضايا

وطنه وامته.

وتقدم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كذلك بالتعازي الى الامتين

العربية والاسلامية في وفاة الامير سعود الفيصل قائلا في بيان "قد خسرنا

برحيله دبلوماسيا بارعا وقائدا عربيا واسلاميا فذا مناصرا لقضايا الحق

والعدل في العالم بأسره".

واضاف عباس "عرفناه رحمه الله بحكمته ومناصرته للقضية الفلسطينية

وللقضايا العربية وللعمل العربي المشترك مؤكدين ان الشعب الفلسطيني لن

ينسى ابدا وقفته الاخوية الشجاعة في نصرة الحق الفلسطيني ومواقفه

الصلبة تجاه فلسطين والقدس".

كما نعى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الأمير سعود الفيصل مؤكدا

ان العالم فقد بوفاته "قامة سياسية عالية ودبلوماسية فذة قل نظيرها في

عصرنا".

وقال بوتفليقة في برقية تعزية لخادم الحرمين الشريفين ان "الفقيد دأب

عقودا من الزمن يعالج بحكمة وبعد نظر قضايا المملكة وقضايا الأمة

العربية والاسلامية قاطبة وكان من أفضل المدافعين عن قضايا الأمة العربية

والاسلامية والجميع سيذكر لسموه ما تميز به من شمائل وفضائل دماثة في

الخلق وقوة في الشخصية".

وشدد على أن "الجزائر لن تنسى أبدا مدى تقديره للشعب الجزائري

ولثورته المجيدة وتواصله المستمر مع قادتها طيلة أيام الكفاح ومساهمته

في نصرته واشرافه في شبابه على جمع التبرعات لصالح مجاهديها كما

سنبقى نذكر لسموه جهده الدائب من أجل تعزيز أواصر الأخوة والتعاون

بين بلدينا".

وفي بيروت تقدم رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام بالتعازي الى

المملكة العربية السعودية ملكا وشعبا بوفاة الفيصل قائلا في بيان ان "لبنان

خسر برحيل الفيصل صديقا حقيقيا ونصيرا كبيرا احبه وعمل دائما لكل ما

فيه خير اللبنانيين وتعزيز امنهم واستقرارهم كما وقف الى جانب لبنان في

كثير من المحطات الصعبة ومن ابرزها دوره في وضع اتفاق الطائف الذي

انهى الحرب الاهلية".

واضاف سلام ان الفيصل "كان علما من اعلام الدبلوماسية الفذة والراقية

وامضى حياته في خدمة بلاده وقضايا امته العربية والاسلامية وفي مقدمتها

قضية فلسطين كما ترك بصمات لا تمحى وارثا ثمينا في ساحات

الدبلوماسية الاقليمية والدولية".

وفي القاهرة تقدمت الخارجية المصرية والأزهر الشريف بالتعازي في وفاة

الأمير سعود الفيصل حيث أعرب وزير الخارجية المصري سامح شكري في

بيان عن بالغ تعازي ومواساة مصر حكومة وشعبا لأسرة الفقيد الراحل

وللحكومة والشعب السعودي وسائر الشعوب العربية والاسلامية بمصابها

الجلل سائلا المولى عز وجل أن يسكنه فسيح جناته على ما قدمه من عطاء

وتفان في خدمة قضايا الأمتين العربية والاسلامية.

وقال شكري ان "للفقيد الراحل حياة حافلة مليئة بالتفاني والعطاء المتواصل

والمواقف المشرفة في خدمة قضايا الأمتين العربية والاسلامية" مضيفا ان

مصر لن تنسى للفقيد الراحل مواقفه الداعمة والمساندة لاسيما بعد احداث

30 يونيو 2013.

وتقدم كذاك الأزهر الشريف في بيان صحفي بخالص العزاء والمواساة الى

خادم الحرمين الشريفين الملك وآل سعود والشعب السعودي داعيا المولى

عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع مغفرته.

وأكد أن "التاريخ سيسطر بحروف من نور اخلاصه ومواقفه التاريخية

والشجاعة حيال قضايا الأمتين العربية والاسلامية ودعم استقرار العالمين

العربي والاسلامي".

وبدوره اعرب رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان عن تعازيه

بوفاة الفيصل قائلا في بيان انه افنى عمره في خدمة المملكة العربية

السعودية والأمتين العربية والاسلامية بصفته وزيرا لخارجية السعودية.

وأكد ان الراحل ضرب المثل في الرجل المخلص الأمين الساهر على مصلحة

وطنه والأمة العربية والاسلامية مضيفا أن الفيصل كان خير ممثل

للسعودية ومعبرا عن ضمير الأمة العربية والإسلامية سائلا المولى عز

وجل ان يجعل ما قدمه الفقيد لأمته في ميزان حسناته.

وكان الديوان الملكي السعودي أعلن مساء الخميس وفاة وزير الدولة عضو

مجلس الوزراء المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين المشرف على

الشؤون الخارجية في المملكة العربية السعودية الأمير سعود بن فيصل بن

عبدالعزيز آل سعود في الولايات المتحدة بعد معاناة مع المرض.

رحم الله سمو الأمير سعود الفيصل رحمة واسعة

أعترف يا نور محزون ٍ فؤادي = وفي رحيل سعود همي ما يهيدي

راح عملاق السياسة في بلادي = عوّض الله دارنا بعد الفقيدي
عبدالعزيز الفدغوش