تعرف على معنى كلمة
" شمقمق"
وجاء في الصحاح في اللغة: 1 / ص 368 و في "تهذيب اللغة "3/ 145:
قال ابن شميل: الشَّمَقْمَقُ الطويل الجسيم من الرجال.
قال الزَّفيَان يصف الفحل:
نَهْدُ القُصَيْرَي هَيْكَلٌ شَمقْمَقُ ... له قَرىً عُنقٌ عَشَنَّقُ
وجاء في "الأعلام " للزركلي: 7/ 209:
الشَمَقْمَقُ: الطويلُ.أبوالشمقمق ( .. - نحو 200 ه = .. - نحو 815 م) مروان بن محمد، الملقب بأبى الشمقمق: شاعر هجاء، من أهل البصرة.
خراساني الاصل، من موالى بني أمية.
له أخبار مع شعراء عصره، كبشار وأبى العتاهية وأبى نواس وابن أبى حفصة.
وله هجاء في يحيى بن خالد البرمكى وغيره.
كان عظيم الانف، أهرت الشدقين، منكر المنظر.
زار بغداد في أول خلافة الرشيد العباسي.
وكان بشار يعطيه في كل سنة مئتى درهم، يسميها أبوالشمقمق (جزية!).
وهو مولى مروان بن محمد بن محمد بن مروان بن الحكم وهو بصري.
قال أبو العباس المبرد كان ربما لحن ويهزل كثيراً ويجد فيكثر صوابه وقدم بغداد في أيام هارون الرشيد.
وفى التركية (شمقمق) بكسر الشين وفتح الميمين: مدلل.
ومما يذكر غضب ابي العتاهية عليه ما ذكرة الاصفهاني في "الأغاني " 4/ 90:
أخبرني عبد الله بن محمد الرازي قال حدثنا أحمد بن الحارث قال حدثنا المدائني قال
اجتمع أبو نواس وأبو الشمقمق في بيت ابن أذين وكان بين أبي العتاهية وبين أبي الشمقمق شر فخبأوه من أبي العتاهية في بيت
ودخل أبو العتاهية فنظر إلى غلام عندهم فيه تأنيث فظن أنه جارية فقال لابن أذين متى استطرفت هذه الجارية فقال قريبا يا أبا إسحاق فقال قل فيها ما حضر فمد أبو العتاهية يده إليه وقال
(مددتُ كَفّي نحوَكم سائلاً ... ماذا تَرُدُّون على السائِلِ)
فلم يلبث أبو الشمقمق حتى ناداه من البيت
(نَرُدّ في كفِّك ذا فَيْشَةٍ ... يَشْفِي جوىً في اسْتِك من داخلِ)
فقال أبو العتاهية شمقمق والله وقام مغضبا
وكان ابن عائشة يقول:
يعجبني من شعر أبي الشمقمق في وصف بغداد
ليس فيها مروءة لشريف ... غير هذا القناع بالطيلسان
وبقينا في عصبة من قريش ... يشتهون المديح بالمجان
وله هجاء وقح على بشار بن برد فيه ما فيه.
وجاء في تاريخ بغداد: 6/ 15:
قال أبو سعيد حدثني أبو الشمقمق قال أتيت بشارا وقد أخذ صلة جزيلة بشعر عمله فسألته مواساتي بشيء فقال لي عافاك الله تسألني ومالي صنعة ولا مكسب سوى الشعر وأنت شاعر مثلي تتكسب بالشعر فقلت صدقت ولكن مررت الساعة بصبيان يقولون:
سبع جوزات وتينه ... فتحوا باب المدينة
إن بشار بن برد ... تيس أعمى في سفينه
فسكت ساعة ثم قال يا جارية هاتي مائة درهم لشمقمق ثم قال خذها يا أبا محمد ولا تكن راوية للصبيان قال فأخذتها وخرجت فألقيتها على الصبيان قال علي بن محمد ما زلت أسمعها من الصبيان بالبصرة إلى أن خرجت.
وله خبر ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد" 14/ 336
عن عبد الرحمن بن إسحاق الصعيري قال قدم أبو الشمقمق على يزيد بن مزيد اليمن ويزيد إذ ذاك على اليمن فلما دخل عليه انشا يقول
رحل المطي إليك طلاب الندى ... ورحلت نحوك ناقتي نعليه
... ... إذ لم يكن لي يا يزيد مطية ... فجعلتها لك في السفار مطية
... ... تحدى أمام اليعملات وتفتلي ... في السير تترك خلفها المهرية
... ... من كل طارئة الصوى مزورة ... قطعا لكل تنوفة دويه
... ... وإذا ركبت بها طريقا عامرا ... تنساب تحتي كانسياب الحية
... ... لولا الشراك لقد خشيت جماحها ... وزمامها ما أن تمس يديه
... ... تنتاب اكرم وائل في بيتها ... حسبا وقبة مجدها مبنية ... ...
أعني يزيدا سيف آل محمد ... فراج كل شديدة مخشية ... ..
. يوماه يوم للمواهب والندى ... خضل ويوم دم وخطف منية ...
... ولقد أتيتك واثقا بك عالما ... أن لست تسمع مدحة بنسيه.
.
. فقال صدقت يا شمقمق لست اقبل مدحة بنسية أعطوه ألف دينار
وفاة (أبو الشمقمق)
توفي في حدود الثمانين ومائة، وكان يهجو الشعراء الكبار مثل بشار بن برد وغيره من أهل عصره، وكانوا يصانعونه بالمال وله عليهم رسم في كل سنة، ومن شعره:
شرابك في السحاب إذا عطشنا ... وخبزك عند منقطع التراب
وما روحتنا لتذب عنا ... ولكن خفت مرزئة الذباب وقال:
إذا حججت بمال أصله دنس ... فما حججت ولكن حجت العير
لا يقبل الله إلا كل طيبة ... ما كل حج ببيت الله مبرور وشخص أبو الشمقمق مع خالد بن يزيد بن مزيد وقد تقلد الموصل، فلما مر ببعض الدروب اندق اللواء، فاغتم خالد لذلك وتطير منه، فقال أبو الشمقمق:
ما كان مندق اللواء لطيرة ... تخشى ولا شر يكون معجلا
لكن هذا العود أضعف متنه ... صغر الولاية فاستقل الموصلا فسري عن خالد، وكتب صاحب البريد بذلك إلى المأمون فزاده ديار ربيعة، فأعطى خالد أبا الشمقمق عشرة آلاف درهم.