أترى هل باستطاعة حرفي أن يشخِّص قضية العبث بالأرواح؟
أم أن القضية خالدة لن تموت..مادامت بَلادة الحس حيـة فينــا ؟!
لقد زكمت أنوف السطور..وتقيأت منها الكلمات..والصدور..
أصاب الفرح إغماءة الحـزن..وشـُلَّ أعضاء السعادة فصارت لاتحلم حتى بضحكة جميلة..في منتجعات بلادي!
إنه الإنقضاض على أرواح الأبرياء تحت عجلة حمقـاء..
إنها جريمة قاتل ليس عليه حد القصاص!
إنها استهتار لبليد لم يُودَع في جمعية إصلاح الأحداث!
إنها نشوة لمن يفرح برؤية دماء الطَّهارة وهي تغسل أدران الطريق!
إنه مسرح الأفراح لمن ثمَـل رقص الجراح على منصة الأحزان..
إنه مشهـد مكـرر الحلقات..فبطله سائق ساذج مغبـون..
ومخـرجـه آيادي مصفقة..
وضحيتـه..أرواح طاهـرة.
آهــات..وزفرات تئن من صدر ليلة الوفاة!
دموع..وانسكاب يموم من أوجاع الفقـد...!
تعجعج الساعات وهي تسارع في خطاهـا لــوأد الضحية في قبر النهــاية!
ويلات..ونيـاح أم رؤوم..وشــرود أب كلـوم..
شجون..وصرخات ودعاء أخت مرتاعة ..
سكــون..وأنــَّات صدر زوجــة ملتــاعــة..
سؤال قطـَّع وتين الليل..وبعثــر لحظـة الصمـود..أين بابا؟!
قضية الحوادث..والركل بالأرواح على جنبات الطريق..
لقضية تستفز ألباب الأصحاء! فمدعي الحلول حين يشخصون القضية فإنهم مبرجمون على قناة نقول ولا نفعل!
قضية الحــوادث..
قضية تحرق قلوب أمهات كثيرات يخشين خروج أبنائهن إلى الشوارع..
قضية تئـد عائلة كاملة وتحرمهم من نصيبهم في الحياة.._بعد إرادة الله تعالى_
قضية الحوادث..
حـرب عشـواء على سعادة الناس..
إرهـاب نكراء روَّع قلوب الآمنين بـدون تنبيـه..ولاسابق إنذار..
حصـاد سـاحق لفرحة القلوب..وبسمة الشفاة..وسـرقـة أحلام المستقبل..
قضية الحوادث..
وكأنها تفخر بجمع أكبر إحصاء للأرامل.والأيتام..وأشلاء على شفا جرفٍ من نفـَس!
قضيـة الحـوادث..
في كل يوم يزيد في بلدنا الكريم..وفي كل يوم نصلي على ضحية المركبة..
وفي كل يوم نفقد شخصيةً مبدعة..أو صاحب قلم حي...أو لسـانًا ذاكـرًا..
الحــوداث..كــوارث لن يردعهــا إلا المخلصين..الجادين من المسئولين..
ولن يقف نزف الدماء إلا بالتعاون الجاد و الكامل مع جميع الجهات المختلفة في البلد.
ولن نأمن على أرواح المواطنين إلا إذا وُلد الحـس من رحـم الخوف من الله ..والشعور بمسئولية أمن المواطن والمقيم..
قضية الحوادث..
تحتاج من الأكفـاء تشريحــًا كاملا.تحت مجهر الأمانة...ومبادرة سريعة لتحد من نزف الدماء..وإعاقة الأبدان..ووشم العــاهــات!
يكفي إحصاءات بليدة على سطور الدراسات!
ويكفي ترك العابثين يلهـوون بكل بلادة وعمـي !
ويكفي صمتـًا..وتخاذلاً..وواسطة مع مجرمي السيارات!
يبدو أننا لانصحو من صدمة الحوادث إلا بعد إبادة الأرواح روحـًا..روحــًا حتى لاتُبقي منها ولاتــذر!
لغــة الحزن..وحروف القهـر خرجت من فـِيِّ مداد الحقيقة..
فمتى نستسلم للخـذلان؟!.
ومتى نتعاون بإخلاص ؟
ومتى نصحح أخطائنا..ونستفيد من زلاتنا؟!
ومتى نخطـط لشارع سليم خال من حوادث..وانقـلابات؟!
ومتى نقـيم إجراءات جــادة في عقوبة المخالفين مواطنين كانوا أو مقيمين ؟!
ومتى ندرب شبابنا على القيادة السليمة..والتزام أنظمة قوانين المرور؟!
ومتى..يدرك شبابنا قيمة حياتهم..وعقولهم التي أكرمهم الله بها عن باقي المخلوقات ؟!
ومتى..ومتى..ومتى..
ياســؤالاً..
هل تبقى عالقـًا على مشجب الحيرة..
وانتظار الحلول الناجعة..
والإجابات الشافية؟!
أم تبقى سؤالا يذروه رياح النسيان..
وقضية محبوسة في أدراج الكتمان..؟!